»الإخوان« في خدمة نظام «الملالي» لقمع الانتفاضة الإيرانية

الإثنين 01/يناير/2018 - 05:09 م
طباعة »الإخوان« في خدمة
 
كشفت الانتفاضة الإيرانية الحالية، عن عمق العلاقات الإخوانية الايرانية، بتغاضى التنظيم الإخواني ومن خلفه النظام القطري عن الأحداث المشتعلة في الداخل الإيراني، وكذلك قناة الجزيرة التي لم تهتم بمتابعة الاحتجاجات الإيرانية، رغم وقوع قتلى وجرحى خلال تفريقها من قبل الشرطة، وبالقطع ساهم نظام الحمدين بشكل مباشر أو غير مباشر في دعم النظام الإيراني، سواء إعلاميًا أو ماديًا في قمع التظاهرات الأكبر  منذ تظاهرات الحركة الخضراء التي شهدتها إيران عام 2009 .

»الإخوان« في خدمة
ومن غير المستبعد أن تشهد الأيام المقبلة تدخلًا إخوانيًا وقطريًا أكثر وربما بشكل مباشر وصريح لصالح نظام الملالى،  فالتاريخ يشهد لهم بعلاقة قوية وقديمة قدم عمر التنظيم، وحاز حسن البنا وسيد قطب على الكثير من إعجاب المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي وجه بترجمة اثنين من كتب قطب إلى اللغة الفارسية، فالعلاقة الوطيدة، التي جمعت الإخوان بإيران، حصلت على تأكيدات عديدة، أشهرها كان تصريح الأمين العام السابق للجماعة الإسلامية في لبنان، فتحي يكن، عندما قال إن "مدارس الصحوة الإسلامية تنحصر في 3 مدارس هي مدرسة حسن البنا ومدرسة سيد قطب ومدرسة الإمام الخميني.
كما تؤكدها أيضا تصريحات علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية في مناسبات سابقة، إن الإخوان هم الأقرب إلى طهران بين كافة المجموعات الإسلامية، موقف يناقض تماما حالة التوتر المذهبي في المنطقة.
واكتفت قناة "الجزيرة" بتغطية الإحتجاجات الداعمة للنظام للملالي والحرس الثوري، في مواجهة المظاهرات الرافضة للحكومة،  وهو ما يكشف الوجه الحقيقي للنظام القطري، الذي كان يدعي دفاعه عن حقوق الانسان، ويبين بالدليل القاطع عدم حيادية القناة والإعلام القطري بصفة عامة لما يحدث في إيران، رغم اعتراف الرئيس الإيراني حسن روحاني بتفشي الفساد في بلده، وأحقية الشعب في الاحتجاج، وذلك في أول تعليق له على المظاهرات التي اجتاحت البلاد، مخلفة قتلى ومئات المعتقلين.

»الإخوان« في خدمة
ففي الوقت الذي كانت تخصص فيها الجزيرة أموال طائلة وساعات بث مطولة لتغطية أحداث الربيع العربي، تجاهلت قناة تميم ما عرف مؤخرًا بالربيع الإيراني، كما تسربت معلومات من خلال المعارضة القطرية، أكدت أن أمير قطر تعهد بدفع مليارى دولار لإخماد التظاهرات الشعبية فى إيران.
وهنا تجد الإشارة الاتفاقية الموقعة بين قطر وإيران عام 2010 بشأن التعاون الأمن، إجازة تدخل القوات الإيرانية وعلى رأسها قوات الحرس الثورى فى الأراضى القطرية، حال وجود أعمال شغب أو نشاط لجماعات أو منظمات إرهابية فى الدوحة.
وامتد الدعم القطري للنظام الإيراني إلى حد زيادة وتسهيل التجارة البحرية مع طهران، كما شوهد في مقابلة وزير الاتصالات والمواصلات القطري جاسم السليطي  والرئيس التنفيذي لمنظمة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية محمد راستاد مؤخرًا في الدوحة، حيث بحثا سبل إزالة العقبات أمام تدفق الصادرات الإيرانية إلى قطر من موانئ جنوب إيران، وزيادة استثمارات القطاع الخاص في البلدين في مجالات الخدمات اللوجستية والنقل البحري.
وفي نفس الأثناء التي خرجت فيه حركة "حماس" الإخوانية لتدعم النظام الإيراني فى بيان رسمي صادر عنها فى مواجهة المظاهرات المشتعلة، أصدرت لجنة برلمانية إسرائيلية، الأحد، قرارا يتيح العمل السري لشركة إسرائيلية أسست مؤخرا، لتحل محل شركة أسستها إسرائيل وإيران قبل نحو نصف قرن لإدارة خط لأنابيب النفط.
وعلى الرغم من عدم مرور النفط الإيراني عبر خط الأنابيب، إلا أن شركة خط أنابيب "إيلات عسقلان" أصبحت موزعا مهما للنفط في إسرائيل وتسعى اليوم لأن تصبح مركزا رئيسيا لتجارته.
ومن الأزمات التي يواجهها النظام الإيراني، وساهمت في تأجيج مشاعر الغضب ناحيته، سعيه طوال الثلاثة عقود الماضية في تخريب وتفكيك المنطقة العربية، عبر إضعاف الأبعاد القومية والوطنية لجيوش الدول التي يتدخل فيها واستبدال ذلك بمفاهيم طائفية، كما يحدث حاليًا فى العراق واليمن ولبنان، فقد انشغلت بهذا على حساب الداخل الوطني مما أثر على كافة المستويات الإجتماعية الإيرانية.
واستنادًا على ما سبق، يبدو أن موجات الغضب الشعبي سوف تتضاعف بشكل تدريجي، ومن الصعب حاليًا التنبؤ بالخطوات التي سينتهجها الحرس الثوري للخروج هذة الأزمة.

شارك