بعد مقتل الأب والإبن.. "حمزة بن لادن" هل يتولى زعامة "القاعدة"؟

الثلاثاء 02/يناير/2018 - 07:42 م
طباعة بعد مقتل الأب والإبن..
 
فى الوقت الذي تداولت فيه مواقع الكترونية ومعرفات تابعة لتنظيم القاعدة في الأيام الأخيرة، رسالة من حمزة بن لادن إلى والدته وإخوته، يخبرهم فيها عن مقتل نجله "أسامة"، البالغ من العمر 12 عاما، ظهرت أنباء احتمالية وصول حمزة بن لادن (26 عاما) إلى سوريا، لقيادة تشكيل يتبع تنظيم القاعدة مكون من المنشقين عن هيئة تحرير الشام، وآخرين عن "جند الأقصى" وتنظيم الدولة، إضافة إلى ما يتردد عن مشاهدة تطورات أخرى في تنظيم القاعدة ككل، قد يكون من ضمنها تولي «حمزة» زمام التنظيم كله.

بعد مقتل الأب والإبن..
فيما يخص مقتل «أسامة» الابن، لم يتوفر في الرسالة أية معلومات عن موقع وكيفية مقتل ابنه، وتضمنت الرسالة التي وجهها نجل مؤسس القاعدة، والزعيم المنتظر للتنظيم، منذ حوالي 4 أشهر تعليقًا منه قال فيه: "إن هذه المصائب والبلايا التي تصيبنا في هذا الطريق، لا تزيدنا إلا ثباتا وتماسكا واستبسالا"، وياتي هذا في ظل معلومات شبة مؤكدة تقول أن واقعة مقتل نجل حمزة بن لادن تمت في أفغانستان، وأنه في وضع مشابه لتلك التي عاشها والده، هدفا للاغتيال من قبل أجهزة الاستخبارات الغربية والأمريكية في اسرع فرصة ممكنة حتى لا يعيد تجميع التنظيم وقدراته العملياته تحت قيادته.
اللافت هنا حتى الأن هو  التوقيت الدقيق، الذي يشهد العديد من التغيرات التي قد تقلب موازين الأمور في منظومة الارهاب العالمي برمتها، ومن ضمنها على الأكثر ما يخص «حمزة» هذا الشاب الذي يمتلك فكرًا عقائدئيًا وأيدولوجيًا يتقارب مع فكر والده، لكونه كان الأكثر قربًا من والده أسامة بن لادن مؤسس التنظيم، وكان يلازمه في الكثير من تحركاته ، مقارنة بباقي اخوته الآخرين، بما يشير إلى تأثره بالعقيدة ومن ثم تأهيله لقيادة القاعدة فهو أمر يسير. وفق الأطر الاجتماعية والأسرية والدينية والحركية، الذي نما وترعرقع فيه «حمزة»، فيعد مسألة زعامته لتنظيم القاعدة، أمر بديهي، وكذلك يتوقع البعض أن الجيل الثاني قد يكون الأكثر خطورة وتطرفا في تنفيذ هجمات إرهابية.

بعد مقتل الأب والإبن..
والمثير للتساؤل هنا ولم نعرفه بعد، هل أدخلت السنوات الأخيرة مفاهيم جديدة ومختلفة بالنسبة لمسألة الصراع السني الشيعي التي انطلق من تنظيم "داعش".، بالفطع أن اجابة هذا السؤال  ستظهر في أقرب، فعلى سبيل التوقعات، نرى إن كانت المسألة الطائفية محسومة لدى «حمزة»، فانها ستكون غالبًا سببًا مهمًا ورئيسيًا للتنسيق والتعاون بينه كممثل «القاعدة»، مع تنظيم الدولة «داعش»، ومن ثم عودة التعاون مع جبهة النصرة وتنظيمات إسلامية اخرى، خاصة ان هناك مؤشرات تؤكد ان تنظيم “الدولة” لن يختفي كليا، وسيعود للعمل السري تحت الارض، واتباع نهج الهجمات الإرهابية للانتقام من خصومه والقوة الإقليمية والعظمى التي تكتلت للإطاحة بدولته.
وفي الغالب الأعم فيما يخص التنظيم الكل، يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد تطورًا مع تطور المجتمع وتفاعل الدولة معها، وهو ما يؤدي إلى استمرار تأجيج الصراع الديني والطائفي والمذهبي في مناطق جديدة في شمال إفريقيا وجنوب الصحراء وفي جنوب آسيا. كذلك سيسمح هذا الوضع باستمرار إقامة بعض الدول في هذه المناطق وخارجها لعلاقة مباشرة مع بعض حركات الإسلام السياسي المتطرفة، بل وتمويلها، ومساعدتها في التخطيط على كيفية الاستيلاء على الحكم، وهو ما حدث بعد ثورات ما سمي الربيع العربي.

بعد مقتل الأب والإبن..
وفي كل الأحوال، من المتوقع أن يشهد عام 2018، عودة تدريجية لتنظيم القاعدة الإرهابي، الذي يحتفظ بعناصر له في أفغانستان واليمن والصومال واليمن وغرب أفريقيا، ومن المحتمل أن تلتحق به بعض عناصر داعش الإرهابية الفارة من العراق وسوريا، وقد تصطدم به بعض العناصر الأخرى في مزيج من التحالف والمواجهة، على أن يصحبه صراع شرس بين التنظيمين الإرهابيين، خصوصًا في أفغانستان، بعد أن وصلت عناصر من "داعش" إلى ولاية جوزان في أفغانستان، حيث أقاموا معسكرًا للتدريب بموافقة تنظيم "طالبان" الإرهابي ودعمه.

شارك