في اليوم السابع لمظاهرات ايران باحث يرصد 15 محور للثورة

الأربعاء 03/يناير/2018 - 04:27 م
طباعة في اليوم السابع لمظاهرات
 
العديد من وسائل الاعلام في العالم تتابع المظاهرات الممتدة في ايران  .وفي الوقت الذى تنفي فيه الحكومة الايرانية بكل ابواقها  .الاثار الكبري لما يحدث .بل واعتبر رئيس الحرس الايراني الباطش انتهاء الاحتجاجات وفشلها  تدخل  المظاهرات الإيرانية يومها السابع، اليوم  ومع تواصل الاحتجاجات التي عمت مختلف المدن الإيرانية، ارتفع سقف المطالب، وتزايدت حصيلة القتلى الذين بلغ عددهم 22 قتيلاً، بحسب أرقام رسمية.
بينما تقول مصادر في المعارضة الإيرانية إن عدد القتلى أكبر من ذلك بكثير. وحول المطالب، ركز المتظاهرون على ضرورة إسقاط القيادة الدينية ونظام ولاية الفقيه بما في ذلك المرشد علي خامنئي. ويقول موقع ايلاف 
شهد ليل الثلاثاء - الأربعاء مظاهرات ليلية أدت الى اشتباكات مع الشرطة وقوات الأمن في بعض المدن.
وفي طهران، تم نشر وحدات الشرطة الخاصة في المناطق التي شهدت اشتباكات الليلة الماضية، وتظهر مقاطع الفيديو المنشورة على الشبكات الاجتماعية أن هناك العديد من السيارات ترش المياه على المحتجين بين ساحة انقلاب ( الثورة) وشارع ولي عصر.
وفي مناطق أخرى من طهران، أظهرت الفيديوهات المحتجين المشتبكين مع قوات الأمن وهم يهتفون بالمطالبة بالاستفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة.
المحتجون في بعض المناطق بدأوا بحرق الحوزات العلمية التي تخرّج رجال الدين الشيعة أو الملالي الحاكمين في إيران، خاصة في مدينة "خميني شهر" بمحافظة أصفهان، في دلالة رمزية تظهر مدى الاستياء من حكم رجال الدين في البلاد.
هذا وأشارت وكالات الأنباء الحكومية في إيران ومواقع التواصل الاجتماعي إلى استمرار الاحتجاجات في المدن الكبرى مثل طهران وأصفهان علي نفس وتيرة الليالي الماضية، لكن وتيرة الأحداث اشتدت في المدن الصغيرة.
هتافات تنادي برحيل المرشد
وفي مدينة الأهواز العربية، جنوب غرب إيران، تظاهر المئات وهتفوا برحيل المرشد الإيراني علي خامنئي، بقولهم "اسمح لنا يا سيد علي.. حان وقت رحيلك". 
وأفاد التلفزيون الإيراني أن مبنى قائم مقامية مدينة لينجان في مقاطعة أصفهان قد تعرض لإطلاق الرصاص من قبل من وصفهم بمثيري الشغب.
كما استمرت احتجاجات مماثلة في خورام أباد ومعشور وإيذج وفي خميني شهر بمحافظة أصفهان، ومسجد سليمان شمال الأهواز، وتبريز مركز محافظة أذربيجان الغربية.
وفي جوهردشت في شمال كرج، أفيد أنه خلال الساعات الأخيرة من الليل، كانت هناك اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين هتفوا ضد النظام والمرشد الايراني علي خامنئي.
وخرج آلاف المتظاهرين في مدينة عبادان التابعة لمحافظة الأهواز جنوب البلاد ذات الغالبية العربية، في سوق الكويت بمسيرات احتجاج حاشدة تطالب بوقف سياسة القمع المتبعة من قبل السلطات ضد مطالبهم التي تنادي بمحاربة الفساد والنظام الديكتاتوري، كما طالبوا بإطلاق سراح السجناء السياسيين.
ألف معتقل
وقال مسؤولون إيرانيون إنه تم اعتقال أكثر من ألف شخص في مختلف محافظات إيران خلال الأيام الماضية من المظاهرات الاحتجاجية التي امتدت حاليًا في أكثر من 70 مدينة إيرانية.
وكان هناك 40 معتقلاً في اردبيل و 20 في الفلاحية جنوب الأهواز و90 في تبريز و138 في مشهد.
وقد أكدت وزارة الداخلية مقتل 21 شخصًا. وكان حسين ذوالفقاري نائب وزير الداخلية الإيراني للشؤون الأمنية قد أعلن الاثنين أن أكثر من 90% من المعتقلين هم من شبان وناشئين ومعدل أعمارهم أقل من 25 عامًا.غرّد الناشط الإيراني محمد مجيد 15 تغريدة متتالية رسم فيها صورة توضيحية للوضع الاحتجاجي المستجد في إيران.
ماذا يحصل في إيران؟، بما أن أهل إيران أدرى بشعابها، ليس أبلغ من تغريدات الناشطين الإيرانيين في تصوير الحالة الراهنة. هنا، وفي سلسلة من 15 تغريدة متسلسلة، يحاول الناشط الإيراني محمد مجيد شرح ما يحدث في إيران كي نفهم طبيعة التظاهرات التي تشهدها بلاده، وإلى أين تتجه.
1. خسرت 160 ألف عائلة في مدينة مشهد أموالها في مشروع شانديز السكني، وكان هذا المشروع عبارة عن أكبر عملية نصب واحتيال. المتورطون في هذه السرقة مسؤولون في النظام لم تتم محاسبتهم. خسر أهالي مشهد أموالهم وحلمهم بالحصول على السكن.
2. أكثر البنوك الإيرانية التي أعلنت إفلاسها هي في مدينة مشهد الإيرانية، وفقد الناس أموالهم بسبب إعلان هذه البنوك عن إفلاسها، وتجاهلت الحكومة الإيرانية مطالب الشعب الإيراني في قضية إفلاس هذه البنوك، وركزت على الإتفاق النووي الإيراني.
3. ‏بعد إيقاف الرحلات السياحية الدينية بين دول الخليج وإيران، خسر أهالي مدينة مشهد الآلاف من فرص عملهم واستثماراتهم، وأغلق العديد من المصانع الصغيرة والمحال التجارية، لأنها كانت تعتمد على الزوار الشيعة الخليجيين. وبعد حرق السفارة السعودية انتهى ذلك كله.
4. ‏أكبر جالية أفغانية توجد في مدينة مشهد، تنافس أهالي المدينة على فرص العمل. بعد أزمة الإسكان وأزمة إفلاس البنوك وفقدان المدينة المداخيل السياحية وارتفاع الأسعار وازدياد نسبة البطالة، أصبح الفقر والإدمان والبطالة تنهش في جسد هذه المدينة وسكانها وتعدادهم أكثر من ثلاث ملايين نسمة.
5. ‏من هنا، كل الأسباب الموضوعية توفر بيئة جاهزة لانطلاق أي حراك شعبي ضد الفقر والبطالة وما يعانيه أهالي مشهد. المطالب نفسها التي خرج لأجلها أهالي مشهد تتوافر أيضًا في المدن الإيرانية كلها، لهذا نرى أن مدن الأطراف انجذبت إلى الاحتجاجات والتظاهرات أكثر من المركز، خلافًا لثورة عام 2009.
6. ‏ما يميز هذه الحركة المجتمعية عن الثورة الخضراء التي شهدتها إيران في عام 2009 هي أنها لا تعتمد على المركز في حراكها الثوري خلافًا لثورة عام 2009، حيث كان الثقل الثوري في طهران وشيراز والمدن الفارسية الأخرى، وهمشت الأطراف لأسباب قومية ومذهبية.
7. كانت الثورة الخضراء في عام 2009 تمتلك قيادات واضحة، مثل مير حسين موسوي ومهدي كروبي، وكان مطلبهم يدور حول الانتخابات فحسب، لكن هذه الحركة الاحتجاجية الشعبية التي تشهدها إيران الآن لا تمتلك قيادات سياسية ولا مذهبية، وتجاوزت شعاراتها الإصلاحيين، وبدأت تنادي بتنحي المرشد على خامنئي عن السلطة.
8. صحيح أن الدافع الرئيس وراء هذه الحركة الاحتجاجية للخروج إلى الشارع هو عامل الإقتصاد، لكن لا ننسى أن في الثورات الإيرانية السابقة كلها لعب عامل الإقتصاد دورًا محوريًا في إطاحة النظام الملكي الشاهنشاهي.
9. كان الخميني يستخدم العامل الاقتصادي لتحريك الشعب الإيراني ضد شاه إيران، وهذه صحيفة "كيهان" يقول فيها الخميني إن الماء والكهرباء مجانًا، ولا تحذف الضرائب وكل إيراني يحصل على سكن مجانًا، إذن العامل الإقتصادي هو الأهم والأساس في إنجاح الثورات وإسقاط الأنظمة داخل إيران.
10. ما يميّز هذه الاحتجاجات الآن هي أنها ليست مسيّسة مع أي تيار أو حزب سياسي في إيران، واستطاعت أيضًا أن تنتشر خلال هذين اليومين، وتتوسع إلى جنوب البلاد وشمالها وغربها وشرقها، خلافًا للثورة الخضراء التي فشلت في الانتقال من طهران إلى الأطراف، واستطاع الحرس الثوري قمعها بسهولة.
11. ‏الطبقة التي شاركت في الثورة الخضراء في عام 2009 كانت من الطبقة المرفهة والطبقة الوسطى وأيضًا الطلبة في الجامعات الإيرانية؛ لكن اليوم، الطبقة المسحوقة والفقيرة والتي تعيش تحت خط الفقر هي من تحرك هذه التظاهرات والاحتجاجات في إيران وتقودها.
12. في عام 2009، كان المتظاهرون غاضبين من تيار المحافظين وتزوير الانتخابات، وكان الصراع منحصرًا بين الإصلاحيين والمحافظين. أما الآن فالمتظاهرون غاضبون من سياسة الحكومة الإقتصادية وغاضبون من النظام السياسي الذي يقوده المرشد خامنئي، لهذا كانت الشعارات توجّه ضد روحاني والمرشد وتمزق صورهم.
13. أهم إنجاز لهذه الاحتجاجات حتى الآن هي أنها حذفت دور الإصلاحيين في هذا الحراك الشعبي. ولهذا، ستؤدي في حال استمرارها إلى تغيير النظام لا الحكومة.
14. ‏لا يستطيع أحد أن يتكهن ماذا يحدث اليوم أو غدًا، لكن ما يمكن أن نشاهده ونلمسه هو أن النظام الحالي غير مستعد لتقديم أي تنازلات لهذه الحركة الاحتجاجية، والحرس الثوري أيضًا جاهز لقمع هذه الاحتجاجات بالقوة المفرطة.
15. لكن الأهم في هذا كله هو أن هذه الفئة المسحوقة التي تقود هذه الاحتجاجات في إيران ليست لديها أية قيادة سياسية مركزية حتى يستطيع الحرس اعتقالها، وأيضًا ليس لديها ما تخسره، وجاهزة كي تصعّد وتدخل في مواجهات دامية مع الحرس والشرطة والأمن الإيراني من أجل تحقيق مطالبها العادلة

شارك