جيل "التسعينات " يقود الثورة ضد "عمائم" الملالى فى إيران

الأربعاء 03/يناير/2018 - 05:36 م
طباعة جيل التسعينات  يقود
 
يعد جيل التسعينات  او ما دون  الثلاثين، أي المولودين بعد الخميني،  ويمثلون نصف سكان إيران تقريبا ،  ابرز ملامح الإحتجاجات المشتعلة هناك منذ 7 ايام والذين تنتشر البطالة في صفوفهم بنسبة تصل الى 40% بحسب إحصاءات ذات مصداقية.

جيل التسعينات  يقود
يقود الاحتجاجات التي تجتاح إيران، وهي الأكبر منذ العام 2009، جيل جديد من المولودين بعد وفاة الخميني في 1989، وهي ضد نظامه الذي بات يبدو غريباً على تطلعاتهم المعولمة كما أن احتجاجات الشباب ليست متركزة في طهران حيث المعقل التقليدي للمعارضين، بل تنتقل من المناطق ذات الكثافة غير الفارسية باتجاه العاصمة طهران ذات الغالبية الفارسية، ويشكلون أكثر من 90% من المعتقلين في الاحتجاجات الحالية.
وقال  كريم سدجابور، الباحث في مركز كارنيجي للسلام الدولي، أن الشباب الإيراني يريد رؤية دولة أكثر تحررا وانفتاحا، ولكنه يرى أن الإيرانيين لن يتجهوا لحمل السلاح ضد النظام – حتى بحال توفره – لأنهم يعلمون بأنهم يواجهون حكومة لن تتردد باستخدام القوة للبقاء في السلطة و أن المظاهرات الحالية مختلفة كثيرا، وهي تشبه حركة تطالب بالحقوق المدنية، كما أن حجم انتشارها مازال محدودا مقارنة بما حصل عام 2009.
 وتابع وان يلفت  النظر هذة المرة أن المظاهرات السابقة كانت محصورة في طهران، بينما امتدت التحركات الحالية إلى مختلف المدن، وبينها مشهد وقم، وهما من المراكز الدينية الأساسية، علاوة على أن سقف المطالب ارتفع إلى الدعوة لإسقاط المرشد علي خامنئي، وهو أمر لم يسبق أن حصل خلال احتجاجات عام 2009 وفي عام 2009 استمرت المظاهرات لعدة أشهر، أما التحركات الحالية فقد بدأت قبل أيام فقط، ويصعب بالتالي معرفة توجهها،  وان عام 1979 شهدت إيران ثورة بدون ديمقراطية، والآن يتطلع الإيرانيون إلى ديمقراطية بدون ثورة."

جيل التسعينات  يقود
وفى اليوم السادس استمرت المظاهرات  في طهران في كل من ساحة "نبوّت" وميدان "شوش"، وشارع كارغر الشمالي باتجاه حديقة "دانشجو"  كما تجمعت حشود أمام مسرح طهران، بينما تطوق قوات الأمن محيط جامعة طهران بعشرات العناصر والسيارات وراكبي الدرجات هذا وفرقت قوات الأمن المحتجين في مركز سرق صادقية، وقامت بتفريق الباعة المتجولين من هناك، بحسب قناة "شهروند يار" عبر تلغرام، والتي تغطي الاحتجاجات.
إلى ذلك، أفادت تقارير حقوقية أن سجن "إيفين" امتلأ بمئات المعتقلين المشاركين في الاحتجاجات، بينما تزداد الاعتقالات في المحافظات أيضا وارتفع عدد القتلى بين المتظاهرين إلى 21 قتيلا و3 من عناصر الأمن وأعلنت 5 منظمات عمالية إيرانية مستقلة، الثلاثاء، دعمها للاحتجاجات والمظاهرات التي تشهدها عدة محافظات، من أجل إنهاء الفقر وتحسين الواقع المعيشي، ودعت السلطات إلى إنهاء الأساليب القمعية وزج المتظاهرين في السجون بسبب مطالبهم المشروعة.
وطالبت المنظمات الخمس، والمنظمات هي: "التحالف الحر للعمال في إيران، ورابطة كرمانشاه للكهرباء، والعمال المعدنيين، ونقابة عمال الطلاء في مقاطعة البرز، ومركز حقوق العمال، ولجنة النهوض بواقع منظمات العمال"، بالإفراج عن السجناء السياسيين ومحاكمة المسؤولين الذين نهبوا الثروة ومرتكبي القمع، وإعادة أموال المنهوبة للمواطنين من قبل المؤسسات المالية الحكومية المفلسة وأكدت المنظمات المستقلة على زيادة الحد الأدنى لأجور العمال والموظفين في الحكومة والقطاع الخاص، وإلغاء رواتب المسؤولين الحكوميين ودعت المنظمات إلى ضمان إنشاء منظمات مستقلة ومنظمات العمل والمجتمع المدني وحرية التعبير غير المشروطة، وضمان حرية الصحافة.

جيل التسعينات  يقود
وذكرت وكالة "هرانا" التابعة لمجموعة ناشطي حقوق الإنسان في إيران أن السلطات الزمنية نقلت 423 معتقلا أثناء الاحتجاجات إلى القاطع "2 ألف" التابع لاستخبارات الحرسالثوري الذي يتولى التحقيق مع المعتقلين كما أفادت الوكالة أن معملا داخل السجن يديره سجناء تلقى أوامر بصنع 1200 عصبة للأعين من القماش المطاطي وهذا يوحي بأن عدد المعتقلين ربما زاد إلى هذا العدد من المعتقلين، حيث من المعروف أن التحقيقات في إيران تتم بعصب أعين المتهمين.
كما دخلت المظاهرات الإيرانية يومها السابع، اليوم  الأربعاء 3-1-2018م ، ومع تواصل الاحتجاجات التي عمت مختلف المدن الإيرانية، ارتفع سقف المطالب، وتزايدت حصيلة القتلى الذين بلغ عددهم 22 قتيلاً بحسب أرقام رسمية بينما تقول مصادر في المعارضة الإيرانية إن عدد القتلى أكبر من ذلك بكثير. وحول المطالب، ركز المتظاهرون على ضرورة إسقاط القيادة الدينية ونظام ولاية الفقيه بما في ذلك المرشد علي خامنئي.
 وشهد ليل الثلاثاء - الأربعاء مظاهرات ليلية أدت الى اشتباكات مع الشرطة وقوات الأمن في بعض المدن وفي طهران، تم نشر وحدات الشرطة الخاصة في المناطق التي شهدت اشتباكات الليلة الماضية وتظهر مقاطع الفيديو المنشورة على الشبكات الاجتماعية أن هناك العديد من السيارات ترش المياه على المحتجين بين ساحة انقلاب ( الثورة) وشارع ولي عصر.

جيل التسعينات  يقود
وفي مناطق أخرى من طهران، أظهرت الفيديوهات المحتجين المشتبكين مع قوات الأمن وهم يهتفون بالمطالبة بالاستفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة كما أن المحتجون في بعض المناطق بدأوا بحرق الحوزات العلمية التي تخرّج رجال الدين الشيعة أو الملالي الحاكمين في إيران، خاصة في مدينة "خميني شهر" بمحافظة أصفهان، في دلالة رمزية تظهر مدى الاستياء من حكم رجال الدين في البلاد.
هذا وأشارت وكالات الأنباء الحكومية في إيران ومواقع التواصل الاجتماعي إلى استمرار الاحتجاجات في المدن الكبرى مثل طهران وأصفهان علي نفس وتيرة الليالي الماضية، لكن وتيرة الأحداث اشتدت في المدن الصغيرة وفي مدينة الأهواز العربية، جنوب غرب إيران، تظاهر المئات وهتفوا برحيل المرشد الإيراني علي خامنئي، بقولهم "اسمح لنا يا سيد علي.. حان وقت رحيلك". 
وأفاد التلفزيون الإيراني أن مبنى قائم مقامية مدينة لينجان في مقاطعة أصفهان قد تعرض لإطلاق الرصاص من قبل من وصفهم بمثيري الشغب كما استمرت احتجاجات مماثلة في خورام أباد ومعشور وإيذج وفي خميني شهر بمحافظة أصفهان، ومسجد سليمان شمال الأهواز، وتبريز مركز محافظة أذربيجان الغربية وفي جوهردشت في شمال كرج، أفيد أنه خلال الساعات الأخيرة من الليل، كانت هناك اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين هتفوا ضد النظام والمرشد الايراني علي خامنئي 
وخرج آلاف المتظاهرين في مدينة عبادان التابعة لمحافظة الأهواز جنوب البلاد ذات الغالبية العربية، في سوق الكويت بمسيرات احتجاج حاشدة تطالب بوقف سياسة القمع المتبعة من قبل السلطات ضد مطالبهم التي تنادي بمحاربة الفساد والنظام الديكتاتوري، كما طالبوا بإطلاق سراح السجناء السياسيين.

جيل التسعينات  يقود
وكانت السلطات قد أعلنت عن اعتقال حوالي 100 شخص من مدينة أراك بمحافظة مركزي، بتهمة المشاركة في اقتحام مراكز حكومية ومبني الإذاعة والتلفزيون وتخشي المنظمات الحقوقية من تعرض المعتقلين للتعذيب أو الاغتصاب أو حتى الموت تحت التعذيب، كما حصل مع معتقلي الانتفاضة الخضراء عام 2009.
وهددت محكمة الثورة في العاصمة الإيرانية على لسان رئيسها موسى غضنفر آبادي، في تصريح له لوكالة أنباء "تسنيم"، بإنزال العقوبة القاسية لكل من اعتُقل بعد اليوم الثالث من الاحتجاجات" وكانت الشرطة اعتقلت 100 محتج في العاصمة طهران أمس الاثنين، كما أعلن علي أصغر ناصر بخت، نائب حاكم طهران أن 200 شخص اعتقلوا السبت، و150 شخصًا يوم الأحد، ونحو 100 شخص يوم الاثنين"  وتواصل الأجهزة الأمنية الإيرانية والحرس الثوري حملة اعتقالات عشوائية، منذ اندلاع الاحتجاجات، بينما يستعد الإيرانيون للخروج بمظاهرات عارمة عصر الثلاثاء حيث انتشرت ملصقات تحدد نقاط تظاهر جديدة في المحافظات والمدن المختلفة وحتى في مدن لم تشهد احتجاجات لحد الآن.
هذا ويحاول الغرب منذ عام على الأقل الاتفاق على مقاربة جديدة لمواجهة سياسات إيران التوسعية، ويتساءل كثيرون كيف يمكن أن يساعد العالم هذا الحراك الإيراني، أو ما إذا كان يجب أن يتدخل الغرب أصلا!. من جانبها، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" بأن باراك  أوباما تردد عام 2009 في دعم الانتفاضة الخضراء ضد محمود أحمدي نجاد، فيما يسارع دونالد ترمب هذه المرة إلى تأكيد دعمه للتظاهرات لكن لا يجب في كل الأحوال أن يعكس الغرب على المتظاهرين أهدافه الخاصة، فلمحتجي إيران أحلامهم ونضالهم.
 مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدو أن  جيل التسعينات  او ما دون  الثلاثين، أي المولودين بعد الخميني،  ويمثلون نصف سكان إيران تقريبا ،  جيل "التسعينات " يقود ثورة حقيقة  ضد "عمائم" الملالى فى إيران  وان أحلامهم ونضالهم من الحرية بدأ فى التضخم للدرجة التى من الممكن ان يبتلع بها الثورة الخمينية نفسها .

شارك