مع بداية الأسبوع الثاني للتظاهرات.. دعوات للعصيان المدني في إيران

الخميس 04/يناير/2018 - 04:34 م
طباعة مع بداية الأسبوع
 
ظهرت في ايران خلال الـ48 ساعة الماضية دعوات للعصيان المدني في البلاد، ردا علي انتهاكات" الباسيج" وقو الأمن ضد المتظاهرين واستكمالا للحاتلة الثورة الوليدة في البلاد ضد نظام المرشد الأعلي خامنئي.
فقد دعت شيرين عبادي أشهر محامية مدافعة عن حقوق الإنسان في إيران والحاصلة على جائزة نوبل للسلام الخميس، الشعب الإيراني للعصيان المدني، وحان الوقت لذلك، مشددة على ضرورة مواصلة الاحتجاجات ضد نظام الملالي. 
ودخلت التنظاهرات في ايران اسبوعها الثاني ضد فساد النظام في أجرأ تحد لزعماء إيران منذ الاضطرابات المطالبة بالإصلاح عام 2009.
وبدأت المظاهرات في إيران يوم 28 ديسمبر في مدينة مشهد، وامتدّت لاحقًا إلى أكثر من 70 مدينة من ضمنهم طهران وأصفهان وشيراز وقم وغيرها، وتعطّل معها سير الحياة في عدة مدن إيرانية وأقفلت محالّ تجارية أبوابها بعد إغلاق عدد من الميادين والشوارع ومحطات مترو الأنفاق في العاصمة طهران، كما توقفت الدراسة في مدارس طهران ليومين على الأقل مع تزايد حدة المظاهرات، هتف المتظاهرون فيها لأول مرة: «الموت لروحاني، الموت للديكتاتور».
وقالت عبادي في تصريحات صحفية إن الإيرانيين يجب أن يبقوا في الشوارع وإن الدستور يعطيهم الحق في الاحتجاج.
وأضافت عبادي "إذا كانت الحكومة لم تستمع لكلامكم على مدى 38 عاما فقد جاء دوركم في تجاهل ما تقوله لكم الحكومة الآن".
ودعت عبادي الإيرانيين "إلى التوقف عن دفع فواتير المياه والغاز والكهرباء والضرائب وسحب الأرصدة من البنوك الحكومية للضغط اقتصاديا على الحكومة وإجبارها على الكف عن العنف وتلبية مطالبهم".
وتفجرت الاحتجاجات الأسبوع الماضي نتيجة المصاعب الاقتصادية التي يعانيها الشباب، ما دفع النظام هناك للدفع بمليشيات الحرس الثوري الإرهابي لإخماد المظاهرات، وهو الأمر الذي أسفر عن سقوط 22 قتيلا حتى الآن.
كما دعت مريم رجوي رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية  الإيرانيين إلى الاعتصام والإضراب للتعبير عن رفضهم للنظام الإيراني وذلك في الوقت الذي بلغت فيه المظاهرات في إيران المناهضة للنظام والمنددة بالصعوبات الاقتصادية يومها السابع. 
وقالت رجويفي تغرديات عبر حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "أيها المواطنون الأعزاء.. بدأوا الاعتصام والإضراب في المعامل والدوائر وبيئات العمل حيثما كان لكي يرى العالم احتجاج عموم الشعب الإيراني على حكم الملالي... ويسمع صوت الشعب المكبل..".
و أضافت رجوي:" لا تتركوا المنتفضين وجيش المحرومين والمنهوبة أموالهم وحدهم بلا دفاع في الشوارع. حان الوقت لكي يقوم العمال والمزارعون وتجار السوق والموظفون والمعلمون والأطباء والممرضون والأساتذة وكل الشرائح بدعمهم..".
و اكدت رجوي رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية - الذي يتخذ من باريس مقرا له- "ان المتظاهرين الإيرانيين يقومون بانتفاضة من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة وفصل الدين عن الدولة والعدالة الاجتماعية".

العصيان المدني:

والعصيان المدني هو تعمُّد مخالفة قوانين وأوامر محددة لحكومة أو قوة احتلال دون اللجوء للعنف. وهو من الأساليب المركزية للمقاومة السلمية، وأحد الطرق التي ثار بها الناس على القوانين الجائرة.
وبرز هذا المصطلح في القرن التاسع عشر، واكتسب تعريفه في علم السياسة والاجتماع على يد الباحث هنري دافيد ثورو، حين استخدمه في بحث له نشر عام 1849، في أعقاب رفضه دفع ضريبة مخصصة لتمويل الحرب الأميركية ضد المكسيك، بعنوان "مقاومة الحكومة المدنية". وفي أوروبا تأخرت صياغة هذا المفهوم ولكن فكرة ( مقاومة قانون جائر أو غير عادل) كانت موجودة قبل القرن التاسع عشر. أما اليوم فقد اتسع هذا المفهوم ليشمل العديد من الأشخاص الذين يمارسون أفعالا تسعى للإحلال إعلاميا محل " الحركات المناهضة للدعاية".   وقد استخدم هذا الأسلوب السلمي في حركات مقاومة سلمية عديدة موَّثقة؛ في الهند (مثل حملات غاندي من أجل العدالة الاجتماعية، وحملاته من أجل استقلال الهند عن الإمبراطورية البريطانية)، وفي جنوب أفريقيا في مقاومة الفصل العنصري، وفي حركة الحقوق المدنية الأمريكية.

هل ينجح العصيان المدني؟:

أكد الناشط الأحوازي والمعارض الأيراني محمد مجيد الأحوازي،  أن الأمور تسير بوتيرة تصاعدية وتصادمية في ايران بين المتظاهرين وقوي الأمن الايرانية  بالاضافة الي الباسيج والحرس الثوري.
وشدد الأحوازي ، علي أن نظام خامنئي ليس لديه أي إستعداد لتحسين الوضع ولا الشعب مستعد للتراجعن مضيفا "الصدام قادم ، وبوتيرة عنيفة جدا، وستدخل مدن ومناطق أخرى في الحراك الثوري ، التصعيد قادم والنظام في مأزق حقيقي" .
وأضاف الأحوازي في تغرديات له علي موقع التواصل الإجتماعي توتير" في مظاهرات ليلة البارحة حرقت عدة بنوك في إيران منها في اصفهان والأحواز التي تم توثيقها وحرقت مقرات للحرس الثوري في كرمانشاه ، النظام الإيراني لا يستطيع قمع هذا الحراك الشعبي الغاضب ".
من جانبه قال عضو لجنة الشؤون الخارجية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، موسى افشار، انه لا يمكن للعصيان المدني وحده اسقاطك نظام خامنئي، بدون تنظيم ، وهوما تفعله المقاومة الايرانية  بتنظيم العصيان المدني ووضع خارطة طريق له.
وأضاف افشار لـ"بوابة  الحركات الاسلامية" أن المقاومة الايرانية "مجاهدي خلق، تري أن العصيان المدني سيتحول من دعوات إلي حركات منظمة بفضل الحالة التنظيمية الكبيرة التي تتمتع بها المقاومة الايرانية وادراتها للتظاهراتفي الشارع الايراني.
وتابع "دعت "مجاهدي خلق" الي تشيكل مجالس المقاومة الايرانية  لتنظيم الحكم في المدن التي يحررها الثوار من يدي القوي الامنية الموالية لنظام خامنئي".
وأوضح أن العصيان المدني سوف يتحول الي عمل منظمة للجيش التحرير الوطني، وبداية اسقاط نظام خامنئي.
من جانبه ابدي المحلل السياسي العراقي المختص بالشأن الإيراني، غسان حمدان"، أن دعوات الاعتصام حتي الأن لم تظهر في  الشارع الايراني علي أرض الواقع، حيث لم تشارك الطبقة المتوسطة في التظاهرات، وهو ما لم يعطي لها زخما قويا.
واشار غسان لـ"بوابة الحركات الاسلامية" أن الطبقة المتوسطة لم تحسم قرارها بشأن التظاهرات ، وهي الجزء المؤثر في  مصير التظاهرات، لافتا الي أن من بدء التظاهرات في  مدنية مشهد ثاني أكبر مدن ايران، هو  "احمد علم الهدى" امام جمعة مدينة مشهد، ووالد زوجة  إبراهيم رئيسي المرشح الرئاسي الذي نافس حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية وهو كذلك اقوي المرشحين لخلافة  علي خامنئي في منصف المرشد، وهو ما يوضح أن الأمر صراع اجنحة بين نظام خامنئي ولكن الأمور فلتت من ايديهم فتحولت الي تظاهرات  في عدة مدن ايرانية.
وشدد  المحلل الساسي المتخصص في الشان الايراني، انه إذا لم ينضم الموظفون والطلاب والطبقة الوسطى ستقمع التظاهرات من قبل قوي الأمن الايرانية وستفشل.
تواصلت الاحتجاجات الشعبية في عدة مدن إيرانية  لتدخل الاحتجاجات ضد الأوضاع المعيشية وسلوك النظام، اسبوعها الثاني، في حين وجه قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري أصابع الاتهام إلى مواقع تابعة لمسؤول سابق بالوقوف وراء إطلاق شرارة الاحتجاجات معلنا «هزيمة فتنة 2017».
وتحدث وسائل الإعلام الموالية للرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، عن عودة الهدوء إلى طهران وأصفهان وسط إجراءات أمنية مشددة. فيما كانت تتناقل مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع تظهر نقيض ذلك. وشهدت كثير من المدن الإيرانية احتجاجات لليوم السابع على التوالي وبلغت عدد المدن التي تشهد احتجاجات 90 مدينة، بحسب التقارير.
وذكرت تقارير أن عدد القتلى بلغ 25 في مختلف المدن الإيرانية، فيما تقول السلطات إن الحصيلة 22.
واتهم قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري ضمنا مواقع تابعة للرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد بالوقوف وراء الدعوات لأول مظاهرة شهدتها إيران الخميس الماضي في مشهد.
وقال جعفري في أول موقف له على الاحتجاجات إن «مواقع تابعة لشخص تحول هذه الأيام إلى معارض للنظام ومبادئ الثورة تقف وراء احتجاجات مشهد».
وادعى جعفري أن أكثر الاحتجاجات المدنية في هذه الاحتجاجات «في ذروتها شهدت تجمعات بلغت ألف و500 شخص»، مضيفا أن «مجموع المحتجين في البلد تجاوز 1500 شخص».

شارك