كشف إصدار "ملة إبراهيم"، الذي بثه قبل أيام تنظيم "ولاية سيناء"، الفرع المصري لتنظيم داعش الإرهابي، غياب القيادات المصرية عن الهيكل الإداري الذي يقود التنظيم، لتتولى في المقابل قيادات من قطاع غزة المناصب القيادية فيه، ما يعني أن الضربات النوعية التي نفذها الجيش المصري أخيرا استهدفت رؤوس التنظيم.

وبحسب مصادر سيناوية موثوق في حديثها اقلت لـ"بوابة الحركات الإسلامية" فإن الإرهابي أبوأسامة المصري هو من يقود تنظيم "داعش سيناء" حاليا، وقد تولى القيادة خلفا لسلفه أبودعاء الأنصاري، الذي أعلن الجيش قتله في أغسطس 2016، وأن معظم قيادات الصف الأول في التنظيم أضحت عناصر غزاوية، فيما أشار خبراء إلى أن العدد 60 من صحيفة النبأ الداعشية تطرقت إلى أن الزعيم الجديد لداعش سيناء يدعى أبو هاجر الأنصاري.

كانت تقارير تحدثت عن وفاة القيادي الداعشي أبو أسامة المصري، متأثرا بجروح أصيب بها خلال إحدى عمليات الجيش، قرب الشريط الحدودي مع قطاع غزة، إلا أن حادث استهداف "مسجد الروضة"، بمنطقة "بئر العبد" غرب مدينة العريش، شمال سيناء، أواخر نوفمبر الماضي، أعاد اسم الإرهابي - المعروف بين عناصر التنظيم بأبي سهل - إلى الواجهة مجدداً.

موالون لجماعات إرهابية معادية لـ"داعش"، قالوا عبر صفحات على "تويتر" و"تيلجرام"، إن أبوأسامة هو من قاد عملية "مسجد الروضة"، وأنه ترقى من منصب المنظِّر الشرعي للتنظيم إلى زعيم له، وبات مطلوبا حيا أو ميتا من القبائل من جهة والجماعات الإرهابية مثل "جند الإسلام" من جهة أخرى، ليكون زعيم "داعش سيناء" قد عاد من اشاعة الموت زعيما للتنظيم.

ولطالما ظهر أبو أسامة في إصدارات "ولاية سيناء" مريضا بـ"البهاق" مطموس الوجه، حتى لا يتعرف عليه أحد، ودائما ما حرص على إظهار مهارته اللغوية، وقدرته على لي النصوص وتحريفها عن مواضعها.

ولا يمكن التعرف على هوية أبو أسامة المصري من مصادر رسمية، إلا أنه يمكن الاعتماد على ما نشر عنه من قبل الجماعات الإرهابية الأخرى، فهو الشخصية الأبرز التي تدور حولها جميع الخيوط الغامضة، إذ كان أحد عناصر "لجنة الإفتاء" في التنظيم، حتى تمكن من الوصول إلى زعامته، ليختفي تماما عن المشهد الإعلامي بسبب كثرة أعدائه.

ما يعزز من سيطرة غزاويين على تنظيم "داعش سيناء"  أن القاضي الشرعي للتنظيم من قطاع غزة، ويدعى محمد الصعيدي، ومعروف حركيا بكاظم الغزاوي، ومن غزة أيضا المسؤول الإعلامي أحمد أبوخبيب، المعروف حركيا بعبدالقادر، وقائد شرطة الحسبة في الشيخ زويد، حمزة الزاملي، بينما تتولى قيادات فلسطينية أخرى مناصب عسكرية في التنظيم، بينهم محمد مؤنس وباسل عيد ومحمد الدجني.

وتنتشر في قطاع غزة، المحازي لمصر شرقا، جماعات سلفية جهادية يوالي بعضها تنظيم "القاعدة" من الباطن، بينما توالي أخرى تنظيم "داعش"، إلا أن تلك الجماعات لا تملك القدرة على المجاهرة بانتماءاتها مخافة البطش الأمني من جانب حركة حماس.

ولا يزال مصير زعيم تنظيم "جند أنصار الله" عبداللطيف موسى، حينما أعلن قطاع غزة "إمارة إسلامية" من مسجد "ابن تيمية"، هاجسا يقلق معظم تلك الجماعات السلفية المتشددة، حيث قررت "حماس" نسف المسجد، بعدما قرر عبداللطيف وأنصاره الاعتصام فيه.

وتستغل معظم الجماعات السلفية الجهادية في غزة انتشار الأنفاق الحدودية مع مصر في أعمال التسلل والإقامة في سيناء، وترى في الطبيعة الجغرافية لسيناء عاملا مساعدا على تنفيذ الإمارة الإسلامية المزعومة.