بعد الإفراج عن مؤسس حركة طالبان .. رسالة باكستان إلي واشنطن

الثلاثاء 09/يناير/2018 - 12:03 م
طباعة بعد الإفراج عن مؤسس
 
أصدرت محكمة باكستانية، أمس الاثنين 8 يناير 2018، أمرا بالإفراج عن  الزعيم الديني المتطرف  والقيادي الإخواني السابق الملا صوفي محمد بن الحزرات حسن عم زعيم حركة طالبان باكستان، والمتهم اتهم بإرسال مئات المسلحين لاستهداف القوات الدولية بقيادة أميركية أثناء محاولتها الإطاحة بنظام طالبان.
والملا صوفي محمد هو قيادي سابق بالجماعة الإسلامية " الإخوان المسلمون في باكستان"  ثم انشق عن "اخوان باكستان في 1992م، ليؤسس حركة "تنفيذ الشريعة المحمدية " المعروف اختصارا بـ"تحريك".
وصرح فداء غول، محامي الملا صوفي محمد " 85 عاما" لوكالة فرانس برس، أن محكمة في بيشاور أمرت بالإفراج عن محمد الذي كان محتجزا في سجن يخضع لحماية مشددة.
وقال المحامي "إنه متقدم في السن وعاجز عن الحركة ويعاني من مشاكل كلوية ومن الوهن، ونقل إلى المستشفى أكثر من مرة".
ويتهم "صوفي محمد" عم زعيم طالبان باكستان مولانا فضل الله، بالقتل والخيانة والإرهاب والتمردن وهوايضا وهو والد زوجة مولانا فضل الله، الذي تولى قيادة تنظيم تحريك إنفاذ الشريعة المحمدية خلال فترة سجن محمد. 
ويعتبر رجل الدين  والقيادي السابق في الجماعة الإسلامية " الاخوان المسلمون في باكستان"  والموالي لطالبان وزعيم جماعة حركة "تنفيذ الشريعة المحمدية – طالبان باكستان" المحظورة، المخطط لحركة عنف تسعى إلى تطبيق الشريعة في منطقة ملاكند في شمال غرب باكستان.
وأوقف الرجل عام 2001 أثناء عبوره الحدود الأفغانية الباكستانية برفقة مسلحين،
والعام 2008 أفرج عن صوفي محمد الثمانيني قبل توقيفه مجددا العام التالي في بيشاور بسبب إلقاء خطاب ناري، هو سبب محاكمته حاليا.
وفي مطلع إبريل 2009، أنهى صوفي محمد دعمه لمفاوضات السلام، وقال إن الحكومة تعطل إقامة محاكم تطبيق الشريعة في وادي سوات.
وفي يوليو 2009، عادت واعتقلت القوات الباكستانية الملا صوفي محمد وولديه ضياء الله ورضوان الله ورجل رابع يدعى طارق تشتبه الشرطة في أنه متواطئ معهم.
ويأتي هذا القرار بعد أقل من أسبوع على تعليق واشنطن مساعدات أمنية لباكستان بقيمة تصل إلى ملياري دولار، مبررة ذلك باتهام إسلام آباد بالازدواجية والتساهل إزاء جماعات متمردة على غرار حركة طالبان أفغانستان وحلفائها في شبكة حقاني.
"صوفي محمد بن الحزرات حسن"هو من  مواليد عام 1933، وينتمي الملا محمد صوفي لمقاطعة ملكند -المحاذية لوادي سوات-  هو وادي ومقاطعة في شمال غرب محافظة صوبه سرحد، بباكستان ذات التضاريس الجبلية والواقعة في الإقليم الحدودي الشمالي، وينتمي سكان وادي سوات الي قبائل  البشتون بالإضافة إلى أقليات أخرى.
وانضم "صوفي محمد الي الجماعة الاسلامية " فرع الإخوان المسلمين في باكستان"، ثم انفصل عن تنظيم الإخوان وأسسس حركة تطبيق الشريعة المحمدية (تحريك نفاذ شريعت محمدي) وهي منظمة مسلحة باكستانية، قامنت الحكومة البكستانية بتصنيفها كجماعة ارهابية وحظرتها في 2002.
وبالإفراج عن الملا صوفي أبو طالب يكشف عن أزمة العلاقات بين اسلام اباد وواشنطن، في ظل تأسيس الجمهورية الباكستانية علي نظام شبه اسلامي، يشكل الجماعات الدينية أسس هذه الدولة بالإضافة إلي المؤسسة العسكرية، والإفراج عن الرجل الثمانيني ، تبعث الحكومة الباطكستانية بعدة رسائل إلي واشطن، في مقدمتها أن الأمور لا تسير وفق أجندتكم وسياستكم بل عليكم احترام سياستنا وسيادتنا .
الرسالة الأخري التي ارسلتها باكستان إلي الادارة الامريكية، التأكيد علي إن إسلام إباد لن تقف مكتوفي الايدي أمام سياسة واشنطن في المنطقة في ظل اتهامات الاخيرة لباكستان بدعم الجماعات الارهابية، وايضا في ظل حالة من نسج باكستان علاقات قوية  مع  الصين الغريم الدود لولايات المتحدة سياسيا واقتصاديا وعسكريا في منطقة وسط وجنوب اسيا.
العلاقات مع الصين ليست رسالة باكستانية لـالإدارة الامريكية فحسب، لكن أيضا رسالة إلي الهند خصم باكستان اللدود.
الرسالة الثالثة، من اسلام اباد لواشنطن هي التأكيد علي أن باكستان ستبقي علي مصالحها القومية والأمن القومي حتي لو انهت الشراكة التاريخية مع الولايات المتحدة في ظل الصراع علي منطقة وسط وجنوب أسيا.

للمزيد عن حياته أضغط هنا 


شارك