الكنائس: القدس قضية ساخنة ضد النسيان والصمت

الأربعاء 10/يناير/2018 - 03:12 م
طباعة  الكنائس: القدس قضية
 
لم تهدا غيرة الكنائس والمؤسسات المسيحية حول العالم  .بخصوص " القدس " ومازالت المبادرات والبيانات لاجل احياء القضية باستمرار والعمل علي عدم موتها او نسيناها وفي هذا الاطار أكد البابا فرنسيس ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس (STATUS QUO)، والتي هي مدينة مقدسة للديانات السماوية الثلاث، وأهمية الحوار البناء بين الإسرائيليين والفلسطينيين، خاصة في هذه الأيام، حيث تشهد الأرض المقدسة توترًا متصاعدًا.
جاء ذلك خلال لقائه السنوي مع السلك الدبلوماسي المعتمد لدى حاضرة الفاتيكان، والذي يتحدث فيها البابا فرنسيس عن رؤية الكرسي الرسولي للقضايا الدولية، ومواقفه منها. كما عبر عن ألمه لفقدان أرواح الأبرياء في الأحداث الأخيرة، وجدد نداءه بأن أي مبادرة يجب أن توزن بحكمه، لتجنب زيادة التوترات، وناشد الجميع احترام قرارات الأمم المتحدة، والحفاظ على الوضع القائم لمدينة القدس.
وفي السياق، قال: إن بعد سبعين سنة من الصراع حان الوقت أكثر من أي وقت مضى، لإيجاد حل سياسي، والذي يسمح بوجود دولتين مستقلتين ضمن حدود معترف بها دوليًا، معتبرًا أنه وبالرغم من وجود صعوبات بين الطرفين، يجب أن تكون هناك ارادة لاستئناف المفاوضات، والتي اعتبرها الطريق الأمثل، للوصول الى سلام وتعايش دائم بين الشعبين.
هذا ومنذ اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب بقراره الأحادي بخصوص القدس، فإن البابا فرنسيس في كل مناسبة يركز على أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي، والقائم في مدينة القدس، واحترام الشرعية الدولية. هذا وحضر اللقاء سفير فلسطين لدى حاضرة الفاتيكان السفير عيسى قسيسية، حيث بعث أيضًا لرئيس دولة فلسطين محمود عباس تمنياته الحارة وللشعب الفلسطيني بسنة خير، وتفاؤل، وأنه يصلي من أجل العدل والسلام في الأرض المقدسة. ونشر موقع ابونا الكاثوليكي  اثنى رئيس الوزراء الاسبق طاهر المصري على مبادرة "القدس في وصايتكم"، بإضافة الرموز المسيحية جنباً الى جنب مع الرموز الإسلامية في الشعار الجليل الذي اختاروه رمزاً للمبادرة التي تهدف الى جمع مليون توقيع للتأكيد على أحقية الهاشمين بالوصايا على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس الشريف.
وأكد المصري خلال إطلاق المبادرة في فندق الرويال عمان، أن القدس كانت وسوف تبقى أبد الدهر عنواناً لأبرز انعطافات تاريخ المنطقة والعالم وتحولاته، القدس التي منها وفيها يعلن اقوياء التاريخ انتصاراتهم الكبرى التي غيرت مسار التاريخ لعقود طويلة من الزمن.
وأضاف إن الجميع يدرك اللحظة الكارثية التي تمر بها المدينة المقدسة، وهي لحظة تاريخية فارقة في خطورة تحولات المنطقة كلها دون استثناء، ولكن بشديد الحسرة والأسف فهذه اللحظة المقدسية تمثل عنواناً بارزاً لمن يريد أن يرى خسران السيادة العربية على المنطقة بعنوان يهودي شديد الفجاجة والغطرسة.
وقال المصري بصرف النظر عن فداحة الخسارات المتوقعة فلسطينياً أرضاً وانساناً بتهويد القدس، فإننا في هذا الوطن الاردني كما تدركون اكثر المتأثرين والمهددين بنتائج تلك الخسارات العربية الفلسطينية الفادحة، فلا مهرب ولا نجاه لأهلنا واخواننا في فلسطين ومهما تكاذب عليهم العرب وغيرهم.
بدورها قالت رئيسة المبادرة رزان العرموطي ان القدس في وصايتكم تعني أن القدس في وصاية الهاشمين والتي تهدف الى جمع تواقيع الشعب الاردني من مختلف المحافظات الاردنية لتأكيد دور الهاشمين في الرعاية والوصايا على المقدسات الاسلامية والمسيحية لتقديمها الى جلالة الملك عبدالله الثاني تأكيدًا على وقوف الشعب الاردني امام القرار الامريكي الذي اعطى من لا يملك الى من لا يستحق.
واضافت القدس تعني للشباب الاردني الكثير ليس فقط عرق أو دين بل هي قضية كبرى تجمع سخط الاردنيين عندما تتعرض القدس للاغتصاب والطغوا الجائر المتخلف من قبل دولة الاحتلال، وبجهود الشباب الاردني وطاقاته سوف نقف الى جانب جلالة الملك لردع الرئيس الامريكي عن قراره. وأكدت العرموطي على دور الاعلام الاردني الايجابي على الوقوف ونشر المبادرة التي سوف تجوب محافظات الاردن بأكملها من اللحظة الاولى لانطلاق المبادرة لغاية هذا اليوم.
في ذات السياق قال مدير المركز الكاثوليكي للدارسات الأب رفعت بدر بكل فخر نشارك في هذا اليوم المبارك بمبادرة مباركة التي تؤكد على الحق الهاشمي الشرعي والديني والسياسي بالوصايا التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية بالقدس والتي تنص عليها المواثيق الدولية. وأوضح أن الوصايا لم تأتي من عبث بل هي ارادة للشعب الفلسطيني الذي اختار القيادة الهاشمية لتكون الوصي الاول والاخير على المقدسات.
وأعرب بدر عن فخر المسيحين في الاردن وفلسطين على اسهام جلالة الملك عبدالله الثاني بترميم المقدسات المسيحية على نفقته الخاصة، والتي شملت ترميم القبر المقدس وكنيسة القيامة والتي تؤكد ان الوصايا ليست حبراً على ورق بل هي مطبقة على أرض الواقع بمبادرات كبيرة قام بها الاردن وجلالة الملك، وهنا يكون دورنا دعم هذه الوصايا لندعو الشعب الاردني لتوقيع الوثيقة التي تعبر عن وقوف الشعب الاردني بصف واحد خلف الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه.
و عقد الأساقفة الموارنة اجتماعهم الشهري في الكرسي البطريركي في بكركي بلبنان برئاسة البطريرك بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الآباء العامّين، وتدارسوا شؤونًا كنسيّة ووطنيّة. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:
1. في خضمّ ما يمزّق الشَّرق الأوسط من حروب ودمار وإرهاب، وما يبعد اللبنانيِّين بعضهم عن بعض من خلل على أكثر من صعيد: سياسي واقتصادي وبيئي وأخلاقي... يحافظ الآباء على رجاء كبير في نهوض لبنان من وضعه المأزوم، ما دامت هناك إرادة لبنانيّة بالتمسّك برسالة لبنان في العيش الواحد المشترك وبإبعاده عن صراعات المحاور الإقليميّة والدوليّة، ورغبة دولية في الحفاظ على الإستقرار الأمني والإجتماعي فيه.
2. يثمّن الآباء القمّة الروحيّة التي انعقدت في بكركي، وموقفها الرافض لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ما يخصّ تحويل القدس عاصمة لدولة إسرائيل. فالقدس كانت وستبقى في وجداننا أورشليم مدينة السلام، مدينة دينيّة بامتياز تخصّ الديانات التوحيدية الثلاث. لذا لا بدّ من أن يكون لها وضع دولي خاصّ بها كمدينة مفتوحة طبقًا لقرارات الأمم المتّحدة.
3. يستغرب الآباء ما يحدث على صعيد حرّية التعبير عن الرأي، وبعض التدابير التي تؤخذ بحقّ مواطنين وصحافيّين، ما يجعل البعض يحذّر من خطر الانزلاق نحو تقييد حرية التعبير عن الرأي وحرية الصحافة والإعلام. من المؤكّد أن على الجميع التقيّد بما تمليه القوانين على هذا الصعيد، وترك بتّ الخلافات الممكنة للقضاء المستقل والعادل والنزيه، كي يظلّ "العدلُ أساسَ المُلك".
4. يرى الآباء أنّه لا بدّ من التنبّه إلى مخاطر الوضع الاقتصادي الذي يسوده الجمود، والوضع المالي الذي يتآكله الدَّين العام، وبخاصّة الخارجي منه الذي يستدعي المزيد من الديون وبالتالي المزيد من فرض ضرائب جديدة تُرهق المواطنين. تلافيًا لهذا الانزلاق يناشد الآباء الدولة اللبنانية اعتماد مبدأ التركيز على مشاريع إنمائية يحتاج إليها المواطنون كالكهرباء والنفايات والطرقات والسدود، وسواها وعرضها على الدول والمؤسسات المانحة لتمويلها والمشاركة في الإشراف على تنفيذها.

5. يتابع الآباء بقلق كبير ما يروج من لغط حول التلزيمات التي تجري في القطاع العام، وعن اتّخاذها الطابع الحزبي بصورة باتت شبه حصرية. وهم يناشدون المسؤولين السَّهر الدؤوب على تطبيق القوانين المرعيّة الإجراء بهذا الشّأن، والحفاظ على المصلحة العامّة دون سواها، وعدم القبول بأن يُهدر المالُ العام تحت أيّ شكل من الأشكال، وفرض الشفافيّة على الجميع في كلّ مراحل التلزيم إقرارًا وتنفيذًا، وبدون استثناء.
6. تداول الآباء بموضوع قانون سلسلة الرتب والرّواتب، وهم يناشدون الدولة أخذ التدابير اللازمة لصالح كلّ من المعلّمين وأهالي الطلّاب والمدرسة الخاصّة. فالدّولة مسؤولة بحكم الدستور عن تعليم اللبنانيِّين وعن صون المدرسة الخاصّة التي هي أيضًا ذات منفعة عامّة. وهي بالتالي مسؤولة عن دفع رواتب المعلّمين في المدارس الخاصّة، والإيفاء بالتزاماتها تُجاه المدارس المجانية، حتى لا يتعرّض القطاع التربوي، الذي يفخر به اللبنانيّون، لانتكاسة لا تستطيع الدولة التعويض عنها.
7. في مطلع السنة الجديدة يتقدّم الآباء من أبنائهم في لبنان وعالم الإنتشار، ومن اللبنانيين جميعًا، بالتهنئة والدعاء بأن تحمل هذه السنة الى الجميع كلّ الخير والبركة والتوفيق، وأن يسكب الله في قلوبهم وعائلاتهم الألفة والطمأنينة، وعلى بلدانهم الأمن والسلام والإزدهار.وهكذا  تظل القدس قضية حية نابضة ساخنة  رغم كل مايحدث

شارك