مع استمرار الخلافات حول إجراء انتخابات.. التوافق هو «الحل»

الخميس 11/يناير/2018 - 02:25 م
طباعة مع استمرار الخلافات
 
لا زال الأطراف الليبين غير متوافقين علي انهاء الأزمة العالقة حول إجراء الانتخابات الرئاسية هذا العام، حيث أن لكل طرف موقف معارض مع الأخر، الأمر الذي قد يدفع إلي عودة الأمور لمربع الصفر، بعد أن فشلت جميع المفاوضات في إنهاء النزاع الدائر.
وتشهد ليبيا منذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011، حالة من الفوضي التي جرت البلاد إلي انتشار الجماعات الإرهابية في كافة أنحاء البلاد، أدت إلي إحداث توترات داخلية غير مسبوقة ولم تشهدها ليبيا من قبل، حيث توغل التنظيم الإرهابي "داعش" في معظم المناطق الليبية ليتخذها وكرًا لاسلحته وعتاده، ما أدي إلي فرار معظم السكان من المناطق المسيطر عليها التنظيم.
فضلا عن ذلك، فإن البلاد انقسمت إلي حكومات وبرلمانات مختلفة، كل منهم يريد إحكام سلطته دون النظر لمصلحة البلاد، فقد انبثقت ثلاث حكومات إحداهما في طبرق وكان يواليها الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، والأخرتان في طرابلس واحدة تحت مسمي الانقاذ الوطني بقيادة خليفة الغويل، ويواليها جماعة الإخوان المسلمين، والأخيرة حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج، والتي انبثقت عن اتفاق الصخيرات في نهاية 2015 وتواليها الأمم المتحدة والعديد من الدول العربية والأوروبية.
ودارت الصراعات والخلافات بين المشير خليفة حفتر، ورئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج علي قيادة  المؤسسة العسكرية، كذلك كانت الخلافات في اتفاق الصخيرات حول إعادة النظر في الكثير من المسائل ومنها تركيبة المجلس الأعلى للدولة الذي أعلن عن تشكيله من قبل طيف سياسي بعينه في طرابلس (تشكل في فبراير عام 2016 وعقد أولى جلساته في أبريل 2016 بطرابلس برئاسة عبد الرحمن السويحلي)، ونص الاتفاق حينها على أن يتكون من كل أعضاء المؤتمر الوطني السابق صحيحي العضوية، بالإضافة لإعاة تشكيل المجلس الرئاسي لـ حكومة الوفاق الليبية من خلال تقليص عدد أعضائه.
وفي مايو الماضي، التقى السراج، مع حفتر، في أبوظبي، و انتهى اللقاء بالاتفاق على النقاط التالية: تشكيل هيكل جديد اسمه "مجلس رئاسة الدولة" الليبية، يضم كلاً من:رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، رئيس حكومة الوفاق، فايز السراج، قائد الجيش الوطني، خليفة حفتر.
كذلك، تم الاتفاق أيضا على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بعد 6 أشهر من الاتفاق، وأيضا الاتفاق على حل التشكيلات المسلحة وغير النظامية، وكذا الاتفاق على مواصلة محاربة الاٍرهاب حتى القضاء عليه نهائياً، إبعاد النزعة الأيديولوجية أو الحزبية أو المناطقية على الحكومة المقبلة تشكيل "مجلس أعلى للدولة" الليبية بعد لقاء السراج مع حفتر في أبوظبي ليبيا.
إلا أن الطرفان لم يلتزما حتي الأن بهذه الاتفاقات وخالف كل منهما اتفاقه، وتجددت الصراعات بينهما مرة أخري، وتدور الحرب في ليبيا على جبهات عدة ويقاتل حفتر في الشرق ضد تحالف من الإسلاميين المتشددين والمعارضين السابقين في بنغازي ويشن ضربات جوية على جماعات مسلحة في درنة، واكتسب حفتر زخماً وحقق انتصارات على حساب خصومه الإسلاميين في بنغازي، وسيطر على موانئ نفطية رئيسية بمزيج من القوة العسكرية والمفاوضات مع القبائل.
ووفق العرب اللندينة فقد عاد مسؤولون غربيون للحديث عن ضرورة التوصل لاتفاق سياسي كحل وحيد لإنهاء الأزمة الليبية بدل الانتخابات التي روجت لها البعثة الأممية الأشهر الماضية.
من جانبه، دعا جيفرى فيلتمان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، طرابلس إلى إنهاء فترة الانتقال السياسى التى تشوبها الفوضى فى ليبيا، وذلك عن طريق إجراء انتخابات بحلول نهاية 2018.
وشدد فيلتمان، وفقا لقناة "روسيا اليوم" الفضائية مساء أمس الأربعاء، على "التزام الأمم المتحدة بدعم التطبيق التام للعملية الليبية المعلنة فى سبتمبر من العام الماضى".
وأقر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية بأن الطريق ما زال طويلا، وقال: "إننا مدركون جيدا أن أى انتخابات تتمتع بمصداقية تحتاج إلى توافق على اتفاقات سياسية ودعم فنى وإطار تشريعى وقانون انتخابي، وكذلك ضرورة توفر الإجراءات الأمنية لإجراء انتخابات فى جميع أنحاء ليبيا".
وتابع أن الأمم المتحدة ستسهم فى "خلق الظروف السياسية والأمنية والفنية والتشريعية" اللازمة لتنظيم انتخابات فى 2018.
وأضاف فيلتمان أن الاتفاق السياسى "الصخيرات"المبرم فى 2015 بين الأطراف الليبية هو الإطار الوحيد القابل للحياة الكفيل بإنهاء الفترة الانتقالية، موضحا أن "الهدف يكمن فى إنهاء هذه الفترة الانتقالية من خلال عملية سلمية تشمل جميع الأطراف وتشكيل حكومة منبثقة من إرادة الشعب الليبي".
وتمسك مجلس النواب باحتكار صلاحية تعيين أعضاء السلطة التنفيذية المجلس الرئاسي والحكومة، وهو الأمر الذي رفضه المجلس الأعلى للدولة هيئة استشارية مشكلة من أعضاء المؤتمر المؤيدين لاتفاق الصخيرات.
ويري مراقبون أن ما تشهده ليبيا حول الحديث عن إجراء الانتخابات سنة 2018 ، هو مجرد إيهام للأطراف المعارضة لحكومة الوفاق باقتراب حل الأزمة الليبية.

شارك