بعد هزيمة داعش بالعراق.. عمليات ترميم دير ماربهنام

الخميس 11/يناير/2018 - 03:10 م
طباعة بعد هزيمة داعش بالعراق..
 
يعد دير القديس ماربهنام  بالعراق من اهم  الرموز والاثار الروحية  للمسيحيين العراقيين . وهو دير للسريان الكاثوليك يقع بمحافظة نينوى بشمال العراق. يبعد الدير مسافة 14 كم جنوب بلدة بخديدا وحوالي 30 كم جنوب شرق الموصل.يرجع تاريخ الدير إلى القرن الرابع الميلادي حيث يرتبط بقصة الأمير الآشوري مار بهنام الذي أصبح مسيحيا مع أخته سارة وأربعون من اتباعه على يد القديس مار متي السرياني الأرثوذكسي، فلما علم والده الملك سنحاريب بالأمر أمر بقتلهم جميعا. غير أنه ندم ندما شديدا على ذلك فاعتنق المسيحية هو كذلك وأمر بناء الدير تكفيرا عن ذنبه. وتبع الدير منذُ نشأته الكنيسة السريانية الأرثوذكسية ومن ثم اصبح بيد السريان الكاثوليك بعد تحول أهالي بلدة بخديدا إلى الكثلكة في القرن الثامن عشر.
وقد أعيد ترميم الدير وتوسيعه سنة 1986 وقبل ظهور تنظيم داعش كان الدير من اهم المراكز الدينية الهامة في العراق حيث كان يزوره المسيحيون والمسلمون على حد سواء من أجل التبرك. إلى أن اجتاحته  داعش سنة 2014. وفي العامين الماضيين، سيطر االارهابيين  على الدير واتخذوه مقراً لهم، ما سمح لحسن الحظ بأن يبقى الموقع محفوظاً.
مع ذلك، حُطمت كافة الرموز المسيحية وأزيلت شأنها شأن النقوش السريانية أو الآرامية. وأكد فرج بنوا كامورات، رئيس “الأخوّة في العراق”: “داعش دمّر كل ما يشبه الصليب”. حتى وجوه الرهبان والقديسين والحيوانات أزيلت. هكذا، أراد داعش استئصال رموز الوجود المسيحي والتخلص من ماضيه.
وقبل الرحيل، عبثاً حاول المتطرفون الإسلاميون تفجير الدير… إذ لم تنفجر العبوات التسع عشرة المُعدة للانفجار. لكن أضراراً جسيمة لحقت بضريح مار بهنام الذي يمثّل كل ما تكرهه داعش  أي تكريم القديسين وكونه مكان حج موحّد. فالقديس العراقي بهنام كان مصدر إلهام للمسيحيين على مر القرون، وللإيزيديين والسنّة الذين لا يزالون يكرمونه.حالياً، لا تزال كنيسة الدير قائمة. وعلى بعد 50 متراً منها، يوجد ضريح مار بهنام المتضرر بشدة.
ومؤخرا  ينشغل حوالي 20 عاملاً عراقياً مسلمين ومسيحيين بإفراغ الضريح من الحطام المؤلف من بقايا تماثيل وصلبان وغيرها. ويعملون على ترميم القبة. وفي الوقت الراهن، يبقى الضريح من دون سقف.بالنسبة إلى أفراد الجماعة المسيحية، لا تزال الطريق طويلة. ينبغي عليهم إعادة تقليد الحج القديم وإعادة الوحدة الرمزية للسكان المحيطين بهذا الضريح المقدس.

شارك