مع اعلان التحالفات الانتخابية.. رسائل تفجيرات بغداد إلي العبادي

الإثنين 15/يناير/2018 - 06:02 م
طباعة مع اعلان التحالفات
 
استقيظت بغداد اليوم علي وقع تفجيرات  قوية هزة العاصمة العراقية، وسط  ارتفاع وتيرة التحالفات السياسية استعدادا لانتخابات البرلمانية في مايو المقبل، في اعنف اعنف هجوم تشهده بغداد منذ اعلن العراق في اواخر العام الماضي "الهزيمة النهائية" لتنظيم داعش.. 
تفجير بغداد:
فقد أعلنت وزارة الداخلية، الاثنين، طبيعة اعتداء ساحة الطيران وسط بغداد، موضحة أن حصيلة التفجير بلغت 16 قتيلا و65 مصابا.
ووقع الهجوم بعد يومين على تفجير نفذه انتحاري ووقع في ساحة عدن القريبة من منطقة الكاظمية التي تقطنها اغلبية شيعية شمالي بغداد.
وقال المتحدث باسم الوزارة اللواء سعد معن في بيان له "بعد تدقيق المعلومات عن الاعتداء المزدوج في ساحة الطيران وسط بغداد تبين أنه كان بواسطة إرهابيين انتحاريين اثنين".
وأضاف معن، أن "الاعتداء أدى الى استشهاد 16 شخصا وإصابة 65 آخرين مع وجود أشلاء قرب مكان الحادث". 
فيما قال مدير عام صحة الرصافة (الجانب الشرقي لبغداد) عبد الغني الساعدي إن "26 شخصا قتلوا وأصيب تسعون آخرون بجروح"
وساحة الطيران مركز تجاري مهم في العاصمة وتعتبر نقطة تجمع للعمال المياومين الذي ينتظرون يوميا منذ الصباح الباكر للحصول على عمل. واستهدفت تلك المنطقة مرارا في السابق، باعتداءات دامية.
وذكر شاهد في المكان أن سيارات الإسعاف حضرت على الفور، فيما ضربت الشرطة طوقا أمنيا في محيط المنطقة.
وبعيد ساعات عدة من الهجوم الأول، دوى انفجار ثان في شرق بغداد، أسفر عن مقتل شخص وجرح ستة آخرين، وفق ضابط الشرطة نفسه.
وجاء التفجير عقب فترة هدوء نسبي، عادت العاصمة العراقية لتشهد ازديادا في الهجمات مع انطلاق العمليات العسكرية لاستعادة مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، من تنظيم الدولة الإسلامية، والتي أعلنت "تحريرها" في يوليو 2017.
وايضا جاء الهجوم غداة إعلان العبادي الأحد ترشحه للانتخابات التشريعية المرتقبة في 12 مايو، بترؤسه لقائمة أطلق عليها اسم "ائتلاف النصر"، بعد نحو شهر من إعلانه "انتهاء الحرب" ضد "داعش",
وبعيد اعتداء الاثنين، اجتمع رئيس الوزراء العراقي بقيادات العمليات والأجهزة الاستخبارية في بغداد، و"أصدر مجموعة من التوجيهات والقرارات والأوامر المتعلقة بملاحقة الخلايا الإرهابية النائمة"، بحسب بيان صادر عن مكتبه الإعلامي.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، في بيان: "إن رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي يجتمع بقيادات العمليات والأجهزة الاستخبارية في قيادة عمليات بغداد".
وأضاف المكتب أن الاجتماع أصدر مجموعة من التوجيهات والقرارات والأوامر المتعلقة بملاحقة الخلايا الإرهابية النائمة والقصاص منها والحفاظ على أمن المواطنين".
تحذير من تاثير الإنتخابات علي الأمن:
من جانبه ذر رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية حاكم الزاملي، الاثنين، من تكرار الاعتداءات الإجرامية خلال الفترة المقبلة، داعيا الى للابتعاد عن الخطط التقليدية واللجوء الى الطرق الاستخبارية المتطورة لملاحقة الخلايا "الإرهابية" النائمة، فيما طالب السياسيين بعدم الانشغال بالتحالفات الانتخابية والتركيز على الاهتمام بأمن المواطنين.
وقال الزاملي في بيان له، " نحذر من تكرار الاعتداءات الإجرامية خلال الفترة المقبلة"، مبينا أن "الاعتداء الإجرامي المزدوج الذي استهدف المواطنين الأبرياء من العمال والموظفين والكسبة في ساحة الطيران صبح اليوم ينذر بتصاعد الهجمات الانتحارية التي تهدف لزعزعة حالة الأمن والاستقرار التي تشهدها البلاد عقب الهزيمة النكراء التي لحقت بعصابات داعش الإرهابية".
وأضاف، أن "الإجراءات التي تتبعها القوات المختصة الماسكة للأرض تقليدية، ويجب الابتعاد عن تلك الخطط واللجوء الى الطرق الاستخبارية المتطورة لملاحقة الخلايا الإرهابية المتخفية بين الأهالي ومحاكمتها"، مطالبا السياسيين بـ"عدم الانشغال بالتحالفات الانتخابية والتصارع فيما بينهم والتركيز على الاهتمام بأمن المواطنين الآمنين، إضافة الى محاسبة القادة المقصرين وإحالتهم الى المحاكم المختصة".
وشهدت العاصمة بغداد، أمس الأول السبت، انفجار حزام ناسف في ساحة عدن شمالي العاصمة أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، فيما سقط عدد من القتلى والجرحى، صباح اليوم، بانفجارين مزدوجين في ساحة الطيران وسط العاصمة.
وشهدت العاصمة بغداد في الاونة الاخيرة تحسنا امنيا ملموسا لاسيما بعد ان تمكنت القوات الأمنية المشركة من تحرير الاراضي العراقية من عناصر تنظيم "داعش" بعد سيطرته في منتصف العام 2014على مناطق واسعة من شمالي وغربي البلاد.
من جانبه دعا نائب الرئيس العراقي اياد علاوي، الاثنين، الحكومة لحماية المواطن وحفظ الأمن والاستقرار في بغداد، محذرا في ذات الوقت من محاولات تأجيج الشارع وبث الفتنة، فيما شدد على ضرورة وضع استراتيجيات جديدة لمواجهة خطط "الإرهاب" مع اقتراب موعد الانتخابات .
وقال علاوي في بيان له ، إن "زمر الإرهاب والتطرف التي اتخذت من سفك دماء الأبرياء وسيلة لتعطيل الحياة بعد هزائمها الأخيرة على أكثر من جبهة ومحور، أقدمت اليوم على جريمة جديدة في مسعى حثيث لبث الفتنة والعودة الى مربع العنف وتأجيج الشارع"، لافتا في الوقت ذاته الى أن "الخلايا النائمة ستواصل نهجها الإرهابي باستهداف العراقيين وهو ما يتطلب جهدا استخباريا مركزا وتغيير بنية البيئة السياسية التي ما تزال قائمة على التهميش والإقصاء ". 
ودعا علاوي "الحكومة لحماية المواطن وحفظ الأمن والاستقرار في بغداد و بقية المحافظات"، مشددا على ضرورة "البدء بمراجعة شاملة للخط الأمنية ووضع استراتيجيات جديدة لمواجهة خطط الإرهاب خصوصا مع اقتراب موعد الانتخابات المقبلة". 
كما ادان نائب الرئيس العراقي  ورئيس تحالف القرار العراقي أسامة عبد العزيز النجيفي ، التفجير الارهابي المزدوج في ساحة الطيران في بغداد صباح هذا اليوم الذي راح ضحيته العشرات  من الشهداء والجرحى .
ودعا النجيفي في بيان له: جميع الاجهزة الامنية والعسكرية في بغداد وباقي المحافظات الى اتخاذ اقصى درجات الحيطة والحذر من قيام ذيول الارهاب والاجرام من بعمليات غدر جبانة تستهدف المواطنين الابرياء لاشاعة الفوضى ، وبث القلق في النفوس ، في محاولات يائسة للرد على الفشل الذريع والخسارة الكبرى التي منيت بها على أيدي قواتنا المسلحة البطلة .
من جانبها ادانت سفارة الولايات المتحدة في بالعراق الهوم الارهابي الذي وقع في العاصمة بغداد، مؤكده علي دعمها للعراق في مواجهة الارهاب.
وقالت السفارة في بيان لها :"تدين الولايات المتحدة الامريكية فى بغداد بشدة التفجيرات الانتحارية التى أسفرت عن مصرع وإصابة العديد من العراقيين فى بغداد صباح يوم 15 يناير. نقدم أعمق تعازينا لعوائل الضحايا ونشارك العراق بأجمعه فى المواساة لفقدان هذه الارواح البريئة ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى".
واضافت :إن هذا الهجوم الوحشي هو تذكير مؤسف بأن الإرهاب لا يزال يشكل تهديدا حتى بعد تحرير أراضي العراق من داعش. ستواصل الولايات المتحدة الامريكية الشراكة مع حكومة العراق لتحسين الأمن للشعب العراقي ومنع عودة الإيديولوجية الإرهابية التي تهدد دولتينا.
كما أدان الرئيس العراقي  فؤاد معصوم اليوم الاثنين التفجير الارهابي الذي استهدف الابرياء في ساحة الطيران.
وذكر مكتبة الاعلامي في بيان له ان رئيس الجمهورية فؤاد معصوم دعا السلطات الأمنية إلى بذل قصارى جهدها للقبض العاجل على مرتكبي هذه الجريمة
مدينا بأشد العبارات التفجير الاجرامي الذي استهدف المواطنين في ساحة الطيران وسط بغداد.
واضاف ان مرتكبي هذا العمل الارهابي يؤكدون مجددا طبيعتهم الاجرامية وافتقارهم لابسط القيم الانسانية والاخلاقية كما يثبتون عداءهم الاعمى للعراق وشعبه باستهدافهم المواطنين المدنيين العزل.
وعبّر معصوم عن عزائه ومواساته لذوي شهداء وجرحى الحادث، معربا عن ألمه البالغ لوقوع العشرات من المواطنين الابرياء جراء الحادث.
ختاما يبدو أن تاثير التحالفات الانتخابية سيلقي بظلاله علي الوضع الأمني في العراق، وتحمل  تفجيرات بغداد عدة رسائل قوية من قبل قوي الظلام والشر  وبعض الدول الاقليمية لعراق ان من يخرج عن الدور المرسوم له سوف تكون نهايته وأن العراق سيصير وفق سياستنا ولن يخرج منها.
 التفجيرات هي رسالة الي رئيس الوزراء العراقي حيد العبادي بعدم التفكير بخروج بغداد خارج المرسوم لها، وأن بغداد سوف تسير وفق القرار الحاكم منذ 2003 أو تسهد تفجيرات وحرب أهلية جديدة، وهو ما يدركه العبادي جيدا .
وقد عد عضو هيئة رئاسة مجلس النواب العراقي الشيخ همام حمودي، الخرق الأمني الذي تسبب بحدوث تفجير ساحة الطيران في بغداد اليوم ما هو إلا رسالة ارهابية ساعية باتجاه الضغط لتأجيل الانتخابات وادخال البلاد في فراغ دستوري والذهاب به نحو المجهول ، جاء ذلك خلال استقباله في مكتبه سفير التشيك لدى العراق يان فيجيتال .
ورأى حمودي ان البلد يعيش اليوم أفضل حالاته بعد تحرير كامل مدنه من داعش والنجاح بأفشال مؤامرة التقسيم ، وهذا مما لا ينسجم وتوجهات الاعداء الداعية لنشر العنف ، موضحاً ان الانتخابات ستكون نوعية كونها تاتي بعد مرحلة " انتصار عظيم " ، داعيا للالتزام بتوقيت اجرائها والتهيئة لها " امنيا وقضائيا " خاصة وان نجاحها سيرسم خارطة سياسية جديدة في العراق.
ودعا حمودي الى الاسراع في فتح خط جوي مباشر بين العراق والتشيك لتسهيل حركة التجارة والسياحة ، لافتا اهمية فتح آفاق التعاون في الجوانب الإستثمارية والصحة والصناعة ، وتنمية العلاقات البرلمانية والحكومية وتفعيل لجان الصداقة بين البلدين ، بدوره كشف سفير التشيك عن قرب زيارة وفد من بلاده يضم وزير التجارة ووكيل وزير الدفاع الى العراق لتنسيق الجهود الثنائية في المجالات ذات العلاقة .

شارك