شبح "البغدادي" الذى لايموت ولا يتبدد

الثلاثاء 16/يناير/2018 - 01:40 م
طباعة شبح البغدادي الذى
 
يبدو ان أبو بكر البغدادي  زعيم تنظيم داعش الارهابي والخليفة المزعوم سيظل الـ"شبح" الذى لايموت ولا يتبدد  مع تباين التقديرات بشأن مكان اختباءه خاصة  بعد هزيمة تنظيمه فى العراق وسوريا  وهو ما يدفع الى التسأل حول مكان تواجداه . 
أغلب الآراء  تكاد تجمع على تواجد  البغدادي، البالغ من العمر 47 عاما،  واسمه الحقيقي إبراهيم السامرائي، والمولود في مدينة سامراء التابعة لمحافظة صلاح الدين  شمال العراق   في مكان ما بين حدود العراق وسوريا. 
ويقول الباحث والمستشار الأمني لخلية "الإعلام الحربي" العراقية  التى تتبع وزارة الدفاع"  سعيد الجياشي،"نعتقد أن (البغدادي) ما زال داخل الحدود السورية في المنطقة التي لا تزال بيد داعش على حدود العراق" . 
فيما يرجح الباحث في شؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي بأن زعيم التنظيم لم يبتعد كثيرا عن الأراضي العراقية وتحديداً المنطقة التي قتل فيها سابقا كل من أبو عمر البغدادي وأبو حمزة المهاجر.
ويقول الهاشمي، الذي يقدم المشورة لعدد من حكومات المنطقة بينها بغداد بشأن تنظيم "داعش"، إن "المعلومات الاستخباراتية الأولية ترجح أنه يتواجد في منطقة الثرثار وأن  تفكك التنظيم بدأ قبل معارك تحرير نينوى  وكان هناك، بحسب المعلومات، لجنة سميت باللجنة المفوضة وأعطيت لها صلاحيات الخليفة لتباشر إدارة الولايات والدواوين و أن هناك معلومات أفادت بأن منصب الخليفة شاغراً لأن البغدادي فقد أهليته في إدارة التنظيم، الا أن داعش نفسه نفى صحة تلك المعلومات وأن التنظيم يحاول إعادة ترميم صفوفه فكريا، وسيركز في هذه الفترة على الترميم الفكري وما تبقى من التنظيم". 
ورغم أن أغلب الترجيحات تشير لوجود البغدادي في إحدى المناطق الصحراوية العراقية النائية القريبة من حدود سوريا، لكن بغداد ليست لديها أي خطط لملاحقته ويقول الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي نائب قائد قوات جهاز مكافحة الإرهاب (قوات النخبة في الجيش) ، "لا توجد خطة واضحة لإلقاء القبض على البغدادي لأن مكانه غير معروف واستهدافه ليس سهلا لأنه لا يتواجد في منطقة معركة أبدا، وحتى الآن لا توجد خطة محددة لإلقاء القبض على البغدادي لأننا لم نحدد بعد موقعه بدقة". 
ومنذ عام 2015، زادت التكهنات بشأن مكان تواجد البغدادي، ففي ديسمبر ديسمبر 2015م ، زعم تقرير لوكالة أنباء فارس الإيرانية، أن زعيم تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي، هرب من العراق إلى مدينة سرت الليبية، بعد الغارات التي شنتها الولايات المتحدة بشكل منتظم على مواقع التنظيم في العراق وسوريا.
وفى  13 فبراير 2017م  اكد تقرير  رسمي بشأن البغدادي أصدره الجيش العراقي  أن طائرات إف-16 العراقية نفذت ضربة على منزل كان يعتقد أنه يجتمع فيه مع قادة آخرين، غربي البلاد، قرب الحدود السورية.
وفي أبريل 2017م ، أكد مسؤول أمريكي رفيع، أن البغدادي غادر مدينة الموصل لوجهة غير معلومة، وذلك بعد معلومات كانت وردت إليهم تؤكد وجود البغدادي في الموصل، فيما رجح مسؤول أمريكي آخر أن البغدادي يختبئ في مكان "ذو طابع ديني" وسط شوارع المدينة المزدحمة، حيث لم تستطع القوات أن تستهدف المكان خوفًا من سقوط أعداد كبيرة من المدنيين، في إحدى القرى بالصحراء. 
وبحسب تقرير لوكالة رويترز، فإن البغدادي بالتأكيد لم يبق في الرقة والموصل في الوقت الذي كان سقوطهما مسألة وقت، وأنه يختبئ في الصحراء الممتدة لآلاف الكيلومترات المربعة، فيما رصدت قوات وزارة الخارجية الأمريكية، مكافأة بقيمة 25 مليون دولار، نظير الإبلاغ عن مكان تواجد البغدادي.
وفى يونيو 2017م اعلن  الجيش الروسي  أنه يحاول إثبات ما إذا كان البغدادي قتل في غارة جوية روسية في سوريا  ورفض الجيش الأمريكي  وقتها تأكيد مقتل زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي أو نفيه،  ونقلت صحيفة الواشنطن تايمز الأمريكية عن مصدرين أمريكيين قولهما إنهما لا يستطيعان تأكيد أو نفي ما إذا كانت المخابرات الأمريكية نفسها لديها تقييم نهائي وثابت حول ما إذا كان البغدادي حياً أو ميتاً . 
وفي يوليو 2017م  تصاعدت  التكهنات بمقتل البغدادي  وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، أن البغدادي ربما يكون قد مات، دون أن يتمكن المرصد من تأكيد الخبر.
وفي أغسطس 2017م عندما شنت القوات المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية هجوماً على مدينة الرقة السورية أحد معاقل التنظيم، قال الجنرال ستيفن تاونسند إن المسؤولين الأمريكيين يبحثون كل يوم عن البغدادي، مضيفاً: "لكن لا أعتقد أنه ميت".
وبعد أسبوع من انطلاق معركة الرقة، في سبتمبر 2017م ، أعلن الجيش الأمريكي أن قواته قتلت شخصين يشتبه في أنهما من كبار الشخصيات في تنظيم الدولة.
ولاحقاً تبين أن الشخصين هما أبو أنس الشامي، الذي يعتقد أنه كبير مخططي أبحاث تصنيع السلاح التابعة للتنظيم، وجنيد الرحمن، الذي يعد واحداً من كبار مهندسي التصنيع العسكري داخل التنظيم، ليكون عدد من قتلوا من الدائرة المحيطة بالبغدادي نحو 12 شخصاً.

ومرة أخرى، ومع دخول القوات المدعومة أمريكياً للرقة في أكتوبر 2017م ، عاد الحديث عن مصير البغدادي والغموض الذي يلف حياته، خاصة أنه عاد للظهور بتسجيل صوتي في سبتمبر، دعا فيه أتباعه إلى ضرورة مواصلة جهادهم.
وازدادت التكهنات من جديد في أواخر سبتمبر 2017م بعد تعميم شريط صوتي يزعم أنه صوت "الزعيم الإرهابي"  ودعا البغدادي، في التسجيل، أتباع الدولة إلى "مواصلة جهادكم وعملياتكم المباركة"، حيث أكد محللون أن الصوت هو للبغدادي لكن لا يعرف على وجه الدقة متى يمكن أن يكون قد سجل هذا الشريط الصوتي.
الجنرال العراقي، يحيى رسول، الضابط في الجيش العراقي، قال إن لدى المخابرات العراقية معلومات عن البغدادي، حيث يعتقد أنه يختبئ بين الحدود العراقية والسورية وفي مناطق صحراوية، وأنه أصيب في المعارك ضد تنظيم داعش  وانه لا يزال هناك خلايا نائمة لداعش منتشرة في المناطق الصحراوية، وأغلب الظن أن البغدادي في مكان قرب القائم غرب العراق".
 مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدو ان أبو بكر البغدادي  زعيم تنظيم داعش الارهابي والخليفة المزعوم سيظل الـ"شبح" الذى  ربما لن يموت حاليا ولن  يتبدد ايضا . 

شارك