الفتيات المختطفات في نيجيريا.. رافضات التحرر من قبضة «بوكوحرام»

الأربعاء 17/يناير/2018 - 02:15 م
طباعة الفتيات المختطفات
 
في الوقت الذي أخلت السلطات النيجيرية سبيل 244 عضوا سابقا في تنظيم بوكو حرام، كان تم إيقافهم خلال عمليات أمنية نفذها الجيش ضد التنظيم في شمال شرق البلاد، بعد أن أعربوا عن ندمهم للانتماء إلى التنظيم، كانت عرضت جماعة "بوكو حرام" تسجيل فيديو جديد تظهر فيه 14 من تلميذات خطفن في شيبوك بشمال شرق نيجيريا في أبريل 2014.
وصرحت واحدة من الشابات وهي تتحدث باسم المجموعة التي ظهرت في التسجيل الذي تبلغ مدته 21 دقيقة "نحن فتيات شيبوك (...) إن شاء الله لن نعود.
وكانت جماعة بوكو حرام الإرهابية اختطفت نحو 276 تلميذة في 14 أبريل 2014 في مدينة شيبوك بشمال شرق نيجيريا.
وظهرت بعض الشابات في الفيديو الذي بثته الجماعة الإرهابية، بدت ثلاثة منهن يحملن أطفالا رضعا في التسجيل الأول من نوعه منذ مايو الماضي، عندما تم بث تسجيل لفتاة قالت إنها واحدة التلميذات المختطفات وظهرت وهي تحمل سلاحا، وقد أكدت انها ترفض العودة الى بيتها.
ووجهت الشابة نقدا لـ"فتيات شيبوك الأخريات اللواتي اخترن العودة إلى نيجيريا" في إشارة الى مجموعة من التلميذات نجحن في الفرار من خاطفيهن قبل أربع سنوات. 
وأوردت "الله باركنا وقادنا إلى الخلافة (...)، لكن بدلا من ذلك اخترتم العودة إلى الكفر".
وقالت متوجهة إلى أهالي الفتيات "يجب أن تتوبوا (...) مصيركم نار جهنم إذا لم تتوبوا والله خلقنا لنعبده.
ويبدو أن الجماعة الإرهابية نجحت في استقطاب الفتيات المختطفات بأساليبها الدموية، علي غرار ما يقوم به تنظيم "داعش" الإرهابي ببث روح العنف والدموية في أعضائه، كما يبدو أن بوكوحرام نجح في اقناع الفتيات بالزواج من أعضائه لذلك يبدو عليهن الرضا بالأمر الواقع وانهن انساقوا وراء الأحلام المزيفة التي رسمها لهن أعضاء الجماعة، من توفير كافة سبل الراحة التي لم يروها طوال أعمارهن وهي الحقائق المزيفة التي اعتادت عليها التنظيمات الإرهابية لاستقطاب أكبر عدد ضمن صفوفها.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها عقب اختطاف الفتيات، أن زعيم بوكو حرام أبوبكر الشكوي أعلن عن اعتناق الفتيات غير المسلمات الإسلام، وأنه أجبرهن على "الزواج بالقوة.
وتردد في أعقاب الواقعة أن المختطفات من جانب بوكو حرام يتم استعبادهن جنسيا ويعملن خادمات أو في نقل المتفجرات أو كانتحاريات. 
وفي ليلة 14-15 أبريل 2014، هاجمت مجموعة مسلحة المدرسة الثانوية الحكومية للبنات في تشيبوك، نيجيريا، اقتحم المسلحون المدرسة وأطلقوا النار على الحرس، أُخذ عدد كبير من الطالبات في شاحنات، يحتمل أنها اتجهت إلى غابة سامبسيا خلال العملية، أٌحرقت عدة منازل في تشيبوك أيضًا، كانت المدرسة مغلقة لأربعة أسابيع قبل الهجوم بسبب الوضع الأمني المتردي، إلا أنها فُتحت لتؤدي الطالبات من مدارس متعددة اختبارهم النهائي في الفيزياء. ويذكر أن القرار كان قد صدر بإغلاق كل المدارس الثانوية في برنو منذ منتصف مارس بسبب هجمات بوكو حرام، وهربت عشرات منهن في بادئ الأمر.
وكانت ذكرت منظمة اليونسيف التابعة للأمم المتحدة أن عدد الأطفال الذين يتم استخدامهم كانتحاريين في نيجيريا والكاميرون وتشاد ارتفع من أربع حالات عام 2014 إلى 44 عام 2015 .
وقالت المنظمة إن جماعة بوكو حرام كانت تساهم في حرمان الأطفال من الذهاب إلى المدرسة وتتسبب في توفير تربة خصبة للتطرف والتشدد. 
وأكدت اليونيسيف إن أكثر من ألفي مدرسة أغلقت في نيجيريا والكاميرون وتشاد والنيجر، الدول الأربع الأكثر تضررا من الهجمات التي تشنها الحركة المتمردة التي هاجمت أيضا مئات المنشآت التعليمية الأخرى أو نهبتها أو أحرقتها.
وفي سياق مواز، صدر بيان عن الجيش النيجيري، أنه تم إطلاق سراح 244 عضوا بينهم 56 امرأة، و70 طفلا، جرى إيقافهم خلال عمليات أمنية ضد بوكو حرام، في محافظة بورنو.
ووفق تقارير إعلامية، فقد قام الآلاف من أعضاء بوكو حرام، بتسليم أنفسهم إلى السلطات عقب تنفيذ الجيش النيجيري عمليات عسكرية ناجحة في مناطق سيطرة التنظيم خلال الأشهر الأخيرة، حيث أعلن الجيش، في أوائل يناير الجاري، أن 950 مسلحا سلموا أنفسهم للقوات الأمنية.
وتأسست الجماعة التي تتبنى فكرا تكفيريا في يناير 2002، حيث أعلنت عن ارتباطها بتنظيم داعش المتشدد قبل عامين، وسعيها إلى الإطاحة بالحكومة النيجيرية وتطبيق أحكام الشريعة حسب قراءتها المتشددة.
وتعتمد جماعة بوكوحرام الإرهابية علي اختطاف الرهائن والسطو على المصارف وتجارة وتهريب الأسلحة، كموارد لتمويلها، والتي يتهم الرئيس النيجيري محمد بخاري، أعضاء في الحكومة والبرلمان بدعم أنشطتها ماليّا ولوجستيا.
وحسب تقديرات الأمم المتحدة، قتلت بوكو حرام، أكثر من 20 ألف شخص، وأجبرت نحو 1.9 مليون على الفرار من منازلهم منذ بداية أعمالها الإرهابية في 2009. 

شارك