6 سيناريوهات لمعركة "عفرين" تضع خارطة طريق جديدة للصراع بسوريا فى 2018

الخميس 18/يناير/2018 - 03:00 م
طباعة 6 سيناريوهات لمعركة
 
تشكل معركة "عفرين" علامة فارقة فى الصراع علي النفوذ داخل سوريا بين كافة الاطراف الإقليمية والدولية ولذلك تتعدد سيناريوهات المعركة ومابعدها ويجعلها تضع خارطة طريق جديدة للصراع بسوريا فى 2018م .
فالمدينة الإستراتيجية الهامة لتركيا والتى بدأت فى تطويقها، عندما دخلت إدلب، وأنشأت نقاط مراقبة في القسم الجنوبي الذي يعدّ نقطة تقاطع ما بين إدلب وعفرين وكان الهدف وقتها مراقبة  تطبيق وقف إطلاق النار في المدينة من جهة، وتطويق جنوب عفرين وجعله تحت السيطرة من جهة أخرى،  وهو ما أسهم بشكل كبير في الحيلولة دون استهداف عناصر تنظيم بي كي كي للقوات التركية المتواجدة هناك. 
  وكانت الاستراتيجية التركية فى  تطويق المدينة من قبل القوات المسلحة التركية، هى المرحلة الأولى في العملية التى أثمرت عن نتائج إيجابية، مؤكدا على أنّ المرحلة الثانية من العملية من  سوف تستهدف بشكل مباشر مواقع PYD وYPG. وهو الامر الذى يضعنا امام عدة سيناريوهات تتمثل فيما يلى : 
1-السيناريو الأول: أن تعمل القوات المسلحة التركية التي انتهت من مرحلة التطويق، على دخول عفرين من خلال استخدام المدفعيات الحربية، والقيام بهجمات جوية من المناطق الحدودية القريبة، وهذا بمثابة الحل الجذري والأكثر فاعلية في المواجهة مع PYD وYPG، إلا أنّه لا بد من الأخذ بعين الاعتبار باحتمالية حدوث مواجهات جديّة وذلك للاختلاف طبوغرافيا (طبيعة تضاريس) عفرين الكبير عن مناطق درع الفرات، ولكن يمكن استهداف سهل عفرين من خلال ضربات استراتيجية عبر إدلب، مع ذلك إلا أنّ التحركات العسكرية قد تكون مقيّدة نوعا ما، ولا سيّما أن الموقف الروسي ما زال مجهولا، وإصرار الجنود الروس بالدفاع عن عناصر التنظيم في المدينة، من عدمه ما زال رهين المباحثات الثنائية التي ستتم بين موسكو وأنقرة". 
2- السيناريو الثاني: إضعاف عفرين -المطوقة أصلا- عبر استهدافها للمدى الطويل بالمدفعيات، ويمكن للطائرات الجوية أيضا من دون الحاجة إلى قطع الحدود باتجاه سوريا أن تنفذ هجمات جوية، وهذا خيار أشبه ما يكون بدرء المخاطر عن النفس، وبعيد هذه المرحلة من الممكن أن تعمل تركيا بالتعاون مع قوّات درع الفرات انطلاقا من غرب مارع على إنشاء نقطة وصل بين حلب وإدلب، وهذا الأمر قد يحتاج إلى إجراء مباحثات مع إيران، وذلك لكون نبّل والزهراء واقعتين تحت سيطرتها".
3- السيناريو الثالث :  احتمالية لجوء التنظيم  الكردى فور شعوره بالهزيمة إلى طرق أبواب النظام، كما فعل في مرات سابقة، وبالتالي قد تُترك عفرين لسيطرة النظام السورى لأنّ التنظيم  الكردى لا يمكنه مواجهة تركيا بالاعتماد على إمكانياته فقط . 
4- السيناريو الرابع : يعد انتصار تركيا فى العملية ضربة استباقية للمطامع الكردية بالوصول إلى البحر المتوسط انطلاقاً من عفرين باتجاه إدلب بحجة حرب جبهة "فتح الشام"، وذلك بعد معركة الرقة وعلى الرغم من تحالف موسكو المصلحي مع وحدات الحماية الكردية في عدة معارك في سورية؛ إلا أن روسيا تدرك جيداً بأن تلك الوحدات لا تخرج عن الخانة الأمريكية، لذلك يبدو أن رؤية موسكو تتقاطع مع أنقرة في خطورة بقاء جيب كردي في شمال حلب وتحديداً عفرين، وذلك لقربه من الساحل السوري، وبالتالي القرب من قاعدة "حميميم" العسكرية الروسية، فبالنسبة لروسيا أي اقتراب كردي من تلك المنطقة يعني اقتراباً أمريكياً لمناطق نفوذها الأكثر حيوية في سورية، ما قد يدفع موسكو لتأييد العمل العسكري التركي في تلك المنطقة يبدد أي احتمال مستقبلي للتمدد الكردي نحو الساحل، خصوصاً بعد تصريح عدد من قيادات حزب الاتحاد الديمقراطي PYD عن نيتهم الوصول إلى الساحل السوري عبر إدلب بحجة محاربة جبهة "فتح الشام" بعد الانتهاء من داعش . 
5- السيناريو الخامس : ستمثل سيطرة القوات التركية ومجموعات الجيش السوري الحر على تلك المناطق في حال نجاح العملية؛ فرصة لوصل ريف حلب بريف إدلب وفق تفاهمات (روسية تركية إيرانية)، وهو تفصيل قد يرتبط بخطة أنقرة المشتركة مع موسكو بخصوص إدلب والتوافق التركي -الروسي على احتكار جبهة إدلب المقبلة مع جبهة "فتح الشام" في إطار حرب الإرهاب، كبديل عن استثناء تركيا من حرب تنظيم الدولة في الرقة ودير الزور ، وقطع الطريق على محاولات قوات "سوريا الديمقراطية" لإقناع الولايات المتحدة بخوض معركة إدلب مع النصرة بعد الانتهاء من معارك تنظيم  داعش .
6- السيناريو السادس : موسكو مستفيدة  من تصعيد التوتر حول عفرين بين تركيا وقوات "سوريا الديمقراطية"  وذلك لانها تخدم مصالحها باللعب على هوامش الخلاف بين الطرفين لفرض سيناريو منبج، والذي سيمثل مخرجاً للطرفين من مواجهة دامية لن تكون سهلة بالنسبة لهما، وذلك عبر تسليم المدينة لقوات النظام، الأمر الذي سيمثل استعادة مجانية لمساحة واسعة من الأرض في الشمال السوري بالنسبة للنظام.
مما سبق نستطيع التأكيد على ان معركة "عفرين" سوف تشكل  علامة فارقة فى الصراع على النفوذ داخل سوريا بين كافة الاطراف الإقليمية والدولية وان سيناريوهات  المعركة  التركية وما سينتج عنها من تداعيات ستشكل خارطة طريق جديدة للصراع فى الشمال السوري بين كافة الأطراف الإقليمية والدولية المتورطة فى المستنقع السورى منذ 7 سنوات . 

شارك