رفض حماية اللاجئين القصر.. ومستشار النمسا يزعج ميركل

الخميس 18/يناير/2018 - 07:47 م
طباعة رفض حماية اللاجئين
 
اللاجئين وأزمات لا
اللاجئين وأزمات لا تنتهى
بعد انخفاض أعداد اللاجئين القادمين إلى ألمانيا، هناك حالات قليلة فقط يستدعى فيها طلب حق الرعاية للاجئين قاصرين، هكذا كان رد اتحاد حماية الطفولة، على محاولات توفير الحماية للقصر من اللاجئين، فى الوقت الذى بدا فيه نفوذ المستشار النمساوى فى التزايد بسبب الاجراءات التى اتخذها جراء اللاجئين والمهاجرين، وهو ما جعل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فى موقف حرج، وهو ما دعا بعض الصحف للتأكيد على أن  حزب البديل ليس هو الذي دفع إلى التحول الألماني في سياسة اللجوء كما يتباهى الحزب بذلك، بل كانت النمسا تحت قيادة سيباستيان كورتس".
من جانبه أكد اتحاد حماية الطفولة في هامبورج أن هناك محاولات من أعضاء اليمين المتطرف في الحصول على حق الرعاية للاجئين قاصرين، وحذر اتحاد حماية الطفولة القضاء الألماني من إعطاء حق الرعاية لهؤلاء الأشخاص.
بينما نوه رالف سلوتر رئيس فرع هامبورج في اتحاد حماية الطفولة أن هذه المحاولة بأنها "استراتيجية دعائية". وقال "إنها كراهية. وتستند على مقولة: الأجانب هم شر". وأشار المتحدث في الوقت نفسه إلى أنه وبسبب انخفاض أعداد اللاجئين القادمين إلى ألمانيا، فإنه هنالك حالات قليلة فقط يستدعى فيها طلب حق الرعاية للاجئين قاصرين.
كان  ناشطون في مجموعة "حركة الهوية" اليمينية المتطرفة قد دعوا إلى تقديم طلبات للحصول على حق الرعاية للاجئين قصر، لكي يتحدثوا مع اللاجئين حول "التوقعات الكاذبة التي يحملها هؤلاء القصر عن  البلد المضيف ألمانيا"، وللتعرف على حالات "تزييف سن طالبي اللجوء".
وفى سياق متصل قال متحدث باسم "حركة الهوية"، التي تراقبها هيئة حماية الدستور الألمانية (، إن هناك نصا منشورا في الإنترنت بهذا الخصوص. وحاول فرع هذه المجموعة اليمينية المتطرفة في هامبورغ أخذ استشارات خاصة لهذا الغرض ويخططون لعمل دورات تأهيلية لموضوع رعاية القاصرين. وكان موقع "فايس" الألماني الإلكتروني أول من كتب عن هذا الموضوع.
على الجانب الأخر أكدت  صحيفة "دي فيلت أن المستشار النمساوى سيباستيان كورتس هو المستشار النمساوي الأول على الإطلاق الذي يحظى بمكانة كبيرة في السياسة الداخلية في ألمانيا ويتمتع بنفوذ في ألمانيا، حيث نجح كورتس بسياسته الخاصة باللجوء، وقدم للألمان بالفعل، كوزير للخارجية، بديلاً لأوروبا المفتوحة، وإتاحة حرية الوصول لجميع سكان هذا العالم إلى القارة الأوروبية، وذلك دون إبطال سيادة القانون أو نشر الوهم بالقول أنه لا يمكن حماية الحدود بعد اليوم.
أكدت الصحيفة أن حزب البديل ليس هو الذي دفع إلى التحول الألماني في سياسة اللجوء كما يتباهى الحزب بذلك، بل كانت النمسا تحت قيادة سيباستيان كورتس".
سيباستيان كورتس
سيباستيان كورتس
أما صحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونج" اعتبرت أن المستشار النمساوي يمثّل تهديداً على مستقبل ميركل: "سيباستيان كورتس يمثل حزباً محافظاً. ويمكن للمستشار النمساوي أن يكون حليفاً بديهياً لأنجيلا ميركل، وهذا ما يجب أن يكون عليه الحال. بيّد أن كورتس، وليس "الحزب الاشتراكي الديمقراطي"، هو من يمثل تهديداً حقيقياً لميركل".
أضافت الصحيفة: "هذه الموهبة الاستثنائية الشابة لم تفز بالسلطة على حساب الحزب الاشتراكي في النمسا فحسب، انتصاره المفاجئ جاء من خلال فوزه برئاسة حزبه العريق، حزب الشعب، وتجريده المتنفذين القدامى في الحزب من السلطة وبدم بارد. صعوده يوضّح لميركل أنه قد لا يكون هناك بديلاً للبعض، غير أنها ليست من ذلك البعض. كورتس يُظهر لمنتقديها أيضاً أن الحياةً بدون ميركل ممكنة، بل وقد تكون ممتعة أيضاً".
كذلك تناولت صحيفة "برلينر مورجن بوست" تباين التوجه الأوروبي لدى كل من كورتس وميركل، موضحة "في أوروبا يجري تغير على شروط وظروف اللعبة السياسية؛ فالمستشار النمساوي سيباستيان كورتس يتحدث عن تجديد وتغيير في الاتحاد الأوروبي. غير أنه يعني شيئاً مختلفاً عن حكومتي باريس وبرلين. 
أضافت الصحيفة إلى أن "سيكون جيداً لميركل أن تبادر إلى الهجوم وتقدم إجابات على أسئلة المحافظين النمساويين بخصوص السياسة الأوروبية، وإلا فستهددها مصيبة في عقر دارها".
كما تمت الإشارة إلى أن مستشار النمسا يبحث عن شركاء جدد في أوروبا، والتأكيد على أن التحالف بين اليمين المحافظ واليمين الشعبوي في فيينا طالما كان نموذجاً لأوروبا ينجح فيه الشعبويون اليمينيون في كل مكان، ويصلون عاجلاً أم آجلاً إلى الحكم"، مضيفة أن "ضريبة النجاح هي أن حزب الحرية النمساوي، المعادي لأوروبا، سيزاحم ويطارد كورتس.
 وسوف يشعر كورتس بذلك قريباً جداً، وعلى أبعد تقدير عندما تتولى النمسا رئاسة الاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من العام". واختتمت الصحيفة بالقول: "العقود الطويلة من العلاقات السياسية الوثيقة بين النمسا وألمانيا أصبحت شيئاً من الماضي، كورتس يبحث عن شركاء جدد في أوروبا".
وبالرغم من الترحيب بخطوات المستشار النمساوى، إلا أن هناك نقاط اختلاف بينا برلين وفيينا، وخاصة ما يتعلق بتوزيع اللاجئين على دول الاتحاد الأوروبي، ويصعّب المسألة أكثر تأييد كورتس لدول شرق ووسط أوروبا، الأمر الذي يسبب إحباطاً لبرلين. 
ويمكن أن تحاول النمسا، التى تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي فى النصف الثاني من عام 2018، أن تتوسط في هذه القضية. وهذا سيكون في مصلحة ألمانيا أيضاً، من ناحية الأجواء السياسية، تبقى مشاركة حزب الحرية في الحكومة عامل توتر في العلاقات".

شارك