تصفية تونسية لزعيم "عقبة بن نافع".. و"القاعدة" يحاول إستعادة بريقه

الأحد 21/يناير/2018 - 09:13 م
طباعة تصفية تونسية لزعيم
 
كتيبة عقبة ابن نافع
كتيبة عقبة ابن نافع
تمكنت قوات الشرطة التونسية من تصفية عدد من الارهابيين، وتضييق الخناق على تحركاتهم على الحدود التونسية الجزائرية، في ظل محاولة التنظيم الارهابي من استغلال تراجع داعش والصعود مرة أخري لدائرة الاهتمام.
من جانبها كشفت وزارة الداخلية التونسية عن مقتل بلال القبي الزعيم الجديد لكتيبة عقبة بن نافع التابعة لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي في نفس العملية التي قتل فيها مساعد كبير لأبي مصعب عبد الودود زعيم التنظيم.
نوهت الشرطة التونسية إلى أنه تم استهداف زعيم تنظيم بلاد المغرب الإسلامي في كمين بينما كان في مهمة لإعادة تنظيم فرع القاعدة في تونس بعد الضربات التي تلقاها هناك في السنوات الأخيرة.
ويعد بلال القبي وهو جزائري هو "الذراع اليمنى لعبد الودود" ، وانضم إلى الجماعات المتشددة في الجبال منذ كان عمره 15 عاما قبل أن يصبح من المقربين من زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
كما تم العثور أيضا على "جثة إرهابي آخر خطير اسمه البشير بن الناجي وهو جزائري الجنسية وهو أمير سرية عقبة بن نافع في جبل سمامة".، ويبلغ البشير يبلغ من العمر 35 سنة ويُعرف بكنية حمزة النمر والتحق بالجماعات الإرهابية في الجزائر سنة 2003" ، ويعتبر دليل كتيبة عقبة بن نافع في كل تنقلاتها بين تونس والجزائر لمعرفته الواسعة بكافة المسالك الجبلية بين البلدين.
وتعد كتيبة عقبة بن نافع هي الفرع المحلي لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وتحتمي بجبال الشعانبي وسمامة في القصرين قرب الحدود الجزائرية وشنت عدة هجمات في السنوات الماضية ضد القوات الأمنية والعسكرية ولكن القوات التونسية ضيقت عليها الخناق في العامين الماضيين لتحد من خطورتها وتعتقل وتقتل العديد من عناصرها، وفى العام الماضي قتلت قوات خاصة الجزائري مراد الشايب وهو الزعيم السابق لكتيبة عقبة بن نافع وعدة قادة آخرين.
وكانت قوات الحرس الوطني التونسية قتلت إرهابيين خلال اشتباك في منطقة سبيطلة القريبة من جبل سمامة بولاية القصرين جنوبي تونس أمس السبت، حيث تمكنت من قتل إرهابيين ينتميان لتنظيم عقبة بن نافع الموالي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي خلال كمين مسلح تم نصبه بعد استغلال معلومات عن تحركهم.
وكشفت تفاصيل العملية، من خلال قتل إرهابي في بداية الاشتباك، قبل أن يتم قتل إرهابي ثان متأثرا بجراحه، فيما تتواصل العملية الأمنية حتى الآن، حيث تلاحق قوات الجيش المجموعة المسلحة.
القاعدة يسعى للظهور
القاعدة يسعى للظهور مجددا
فى حين قال الناطق باسم وزارة الداخلية العميد خليفة الشيباني أنه "بناء على معلومات حول تواجد مجموعة إرهابية تضم ما بين 4 إلى 6 عناصر يتنقلون بجبل سمامة لرصد الوحدات والدوريات الأمنية، قامت وحدة من الحرس الوطني بمتابعة تحركات هذه المجموعة لمدة ثلاثة أيام".
أضاف: أنه تم الليلة نصب كمين في منطقة تربخانة بمعتمدية سبيطلة تبادل إطلاق نار بين الوحدة الامنية والمجموعة الإرهابية، حيث تم القضاء على عنصر إرهابي خطير وإصابة آخرين.
ويري متابعون أنه منذ سنوات التحق عدد من الإرهابيين الجزائريين بكتيبة عقبة بن نافع التي تتبع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتحصنت في جبال الشعانبي على الحدود بين وتونس والجزائر.
من ناحية أخري كشفت صحيفة الجارديان عن تكتيك جديد لتنظيم القاعدة في توسعه وتمدده عالميا، حيث شرع في استقطاب وتجنيد مقاتلي تنظيم "داعش" على خلفية الخسائر الفادحة التي مني بها في سوريا والعراق، والتأكيد على أن "القاعدة" بدأت بحملة التجنيد هذه في أغسطس الماضي الماضي من الجزائر، حتى قبل أن يفقد "داعش" معاقله في سوريا والعراق، تلتها حملة ثانية أطلقتها في سوريا سبتمبر الماضي.
نوهت إلى أن محللي ومسؤولي الأمن في الدول الأوربية سارعوا إلى دراسة ظاهرة التجنيد من قبل القاعدة ومدى تأثيرها على بلدانهم في المستقبل، ويعتقد البعض أن القاعدة ستحرك الآن شبكتها الواسعة من الجماعات والفصائل المتحالفة معها حول العالم لشن مزيد من الهجمات على الغرب، وبالتالي تحافظ على دوره الطليعي بين المتطرفين.
أشارت إلى أن تنظيم "القاعدة" لم يشن هجمات إرهابية أو يتبنى أيا منها على الدول الأوربية لبعض الوقت ولكن بحسب محللين هذا خيار استراتيجي وتكتيكي من قبل "القاعدة" وليس دليلا على ضعفه، موضحة أنه نظرا لما يعاني منه "داعش" في الآونة الأخيرة من خسائر في العتيد والعتاد ونقص الأموال وتقلص في رقعة الأراضي التي يسيطر عليها كل ذلك عوامل تجعل من الصعوبة أمام "داعش" باجتذاب مجندين جدد إلى صفوفه وجمع الموارد اللازمة للقيام بعملياته، فضلا عن أن الكثير من عناصره باتوا يرون القاعدة ملاذا آمنا لهم. 

ويري محللون أنه من الصعب التنبؤ بمدى زوال "داعش" فلا يزال يشكل تهديدا كبيرا للغرب، إذا لا يزال ملهما لكثير من المتطرفين الإسلاميين، ولا يزال إلى الآن يتبنى عمليات إرهابية في الدول الأوربية والولايات المتحدة.
وكشفت تقارير اعلامية تابعة لتنظيم "القاعدة"، أن كثير من مقاتلي داعش في اليمن أعلنوا "التوبة" وانضموا إلى صفوف "القاعدة" لما لاقوه من سوء المعاملة من قبل مسؤوليهم في التنظيم، وكما في اليمن، انشق العديد من عناصر "داعش" في أفغانستان وبالتحديد في منطقة غور المركزية النائية ذات الأهمية الاستراتيجية بالنسبة لطالبان، وهذا الأمر مماثل في العراق وسوريا وغيره من الدول التي تنتشر فيها التنظيمات الإرهابية الموالية لداعش.

شارك