منتدى أفريقيا للأمن يؤكد علي أهمية دور المرأة في مواجهة الإرهاب

الثلاثاء 13/فبراير/2018 - 11:48 ص
طباعة منتدى أفريقيا للأمن
 
اختتمت السبت الماضي في مراكش المغربية، اعمل الدورة التاسعة لمنتدى أفريقيا للأمن، المنظم بشأن موضوع "التهديدات الصاعدة والمخاطر الجديدة للنزاعات في أفريقيا"، وذلك بمشاركة ثلة من الخبراء ومسؤولي منظمات دولية ومسؤولين مدنيين وعسكريين من بلدان مختلفة ضمنها المغرب.
وشارك في  الدورة التاسعة لمنتدى أفريقيا للأمن حوالي 300 مشارك رفيع المستوى من بينهم مسؤولين مدنيين وعسكريين ومسؤولين عن منظمات دولية وأمنيين وخبراء من إفريقيا وأمريكا وأوروبا وآسيا، بغرض التحليل والمناقشة وتبادل التجارب .
و جاء تنظيم المنتدي بمبادرة من المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية بشراكة مع الفيدرالية الإفريقية للدراسات الإستراتيجية، تحت الرعاية العاعل المغربي لملك محمد السادس، تسليط الضوء على الحالة الراهنة للأمن بالقارة الإفريقية وكذا على التحديات الكبرى التي يجب على القارة مواجهتها.
وناقش المشاركون في هذا المنتدى محاور همت بالخصوص “إفريقيا في مواجهة التحديات الغير متماثلة وأعداء الحقبة الرقمية” و”الإتحاد الإفريقي في مواجهة تحديات السلم والأمن بالقارة الإفريقية (التهديدات الصاعدة والمخاطر الجديدة للنزاعات)”، و”مكانة الإستخبارات في الهندسة الأمنية لمحاربة الإرهاب” و”الإستراتيجية المغربية في محاربة التطرف العنيف” و”منطقة الساحل والصحراء، عودة التهديد بين الإرهاب المنظم العابر للحدود والمليشيات المسلحة” و”مقاربة النوع في محاربة التطرف والإرهاب ” .
وأكد المشاركون في الدورة التاسعة لمنتدى إفريقيا للأمن، السبت الماضي بمراكش، على أهمية النهوض بمقاربة النوع وإدماجها في جميع الاستراتيجيات المعتمدة في مجال محاربة التطرف والإرهاب.
وأبرزوا أنه من الضروري إشراك النساء بشكل أكبر في استراتيجيات محاربة الإرهاب من خلال تعزيز قدراتهن على الصمود في وجه التنظيمات الإرهابية، مؤكدين على الدور الذي يمكن أن تضطلع به المرأة في إطار العائلة لتحصين الأجيال المستقبلية من الأفكار المتطرفة والهدامة.
كما شدد المتدخلون على حتمية التأقلم مع إكراهات السياق الإفريقي، مشيرين إلى أن نقل قيم التسامح والانفتاح للأطفال تعد وسيلة وقائية جد فعالة.
وأوضحوا أن المرأة تعتبر حلقة أساسية للتصدي للأسباب الرئيسية للتطرف والتشدد، معتبرين أنه من اللازم تبني مقاربة تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات النساء والرجال في سياسات محاربة الإرهاب.
وهذه الضرورة، يقول المتدخلون، تمليها حقيقة كون النساء أصبحن يشكل الضحايا الأوائل للإرهاب والتطرف، مستعرضين سلسلة من الحالات التي تعكس محنة النساء والفتيات وخاصة في مناطق تنشط فيها مجموعات إرهابية ومتطرفة.
وأبرزوا أنه إذا كانت المرأة، كما هو الشأن بالنسبة للشباب، مستهدفة من قبل التطرف، فإنه بمقدورها وعلى غرار الشباب الاضطلاع بدور رئيسي في مواجهة التطرف والوقاية من الأعمال الإرهابية.
من جهة أخرى، أكد المشاركون أن التغيير الجذري الذي تعرفه أنماط عيش النساء في بعض المناطق بإفريقيا من بينها شمال مالي وشمال نيجيريا والصومال أدى إلى فرض قيود على حرية تنقلهن وإجبارهن على ارتداء الحجاب وتعرضهن لمعاملات لا إنسانية وللتعذيب باسم الدين.
كما أن النساء يمكن أن يكن ضحايا عمليات دعائية للحركات الإرهابية، ذلك أن عددا منهن قمن بهجمات انتحارية وخاصة لحساب مجموعات إرهابية ك”بوكو حرام”، على حد قولهم.
وأضافوا أن الإرهاب نجح في أن يدفع النساء إلى لعب دور رئيسي في أعمال العنف والتطرف، مشيرين إلى أن بعض النساء، وسعيا منهن إلى تأكيد ذواتهن، انخرطن في مجموعات جهادية، في سبيل ترجمة أحاسيسهن بالانتقام من الإحباط الذي يعانون منه داخل المجتمع.
ولمواجهة هذه الوضعية، دعا المشاركون إلى تحديد فرص تعزيز ريادة النساء في مجال محاربة الإرهاب، مؤكدين على ضرورة العمل على تحسين الظروف السوسيو اقتصادية للنساء ومكانتهن داخل المجتمع وإدماجهن في هيئات ودوائر اتخاذ القرار أملا في عالم عادل وحر وديمقراطي وآمن.
وفي أعقاب هذه الجلسة التي تناولت موضوع “مقاربة النوع في مجال محاربة الإرهاب والتطرف”، تقرر إحداث هيئة غير حكومية تحمل اسم “الشبكة الدولية لمحاربة التطرف” سيتولى المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية في شخص السيدة أسماء صبار مديرة البرامج والمشاريع، الأمانة العامة لهذه الشبكة.
وأكد رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية السيد محمد بنحمو، في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية، أن أفريقيا تواجه العديد من المشاكل في المجال الأمني منها ما هو مرتبط بالتطرف والجريمة العابرة للحدود، وأيضا، تنامي ظواهر أمنية جديدة، مشيرا إلى التطورات الجديدة التي تعرفها منطقة الساحل والصحراء والمشاكل الناجمة عن المقاتلين الأجانب. 
وأوضح أن المغرب استثمر كثيرا في أفريقيا خدمة للقضايا المتعلقة بهذه القارة، مشيرا إلى أن هذا المنتدى يعتبر محطة لدراسة الإشكالية الأمنية في المنطقة، والتأكيد على الدور الذي تلعبه المملكة في مجال أمن واستقرار القارة السمراء، بالإضافة إلى إبراز التجربة المغربية في هذا المجال، والتي تعتبر سياسة أمنية استباقية تشتغل على المديين القريب والبعيد، والجوانب المرتبطة بالحكامة الأمنية وهيكلة الحقل الديني والتنمية البشرية التي تعتبر من الركائز الثلاثة للاستراتيجية المغربية في مواجهة التطرف. 
ولاحظ محمد بنحمو أن أفريقيا تتطلع إلى مستقبل أفضل وتتوفر على كل الفرص لتشكل فضاء واعدا مليئا بالأمل ليس فقط للمواطنين الأفارقة ولكن أيضا للإنسانية، مذكرا أن مستقبل العالم يرتكز على هذه القارة التي بإمكانها أن تضمن للإنسانية حاجياتها خاصة في المواد الأولية. 


شارك