تركيا تنتقد استمرار الدعم الأمريكي للأكراد.. وطهران ترفض تمدد أنقرة

الثلاثاء 13/فبراير/2018 - 09:37 م
طباعة تركيا تنتقد استمرار
 
أعربت تركيا عن انتقادها للدعم الأمريكي المستمر لوحدات حماية الشعب التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية وامتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور، بعد نشر خطة ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية لعام 2019 والتي تتضمن تمويلا لتدريب وتزويد قوات محلية بالعتاد في المعركة ضد "داعش" في سوريا، وطلب وزارة الدفاع "البنتاجون" 300 مليون دولار من أجل سوريا "لأنشطة تدريب وتزويد بالمعدات" و250 مليون دولار لمتطلبات تأمين الحدود وفقا لنسخة من الميزانية. 
من جانبه قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "قرار حليفنا تقديم الدعم المالي لوحدات حماية الشعب، سيؤثر قطعا على القرارات التي سنتخذها".، مضيفا بقوله:  "من الواضح أن من يقولون ‭‭‭‭'‬‬‬‬سنرد بشكل عدائي إذا ضربتمونا‭‭‭‭'‬‬‬‬ لم يجربوا من قبل صفعة عثمانية". وكان يشير بذلك إلى تصريحات أدلى بها اللفتنانت الجنرال الأمريكي بول فانك خلال زيارة لمنبج.‬‬‬‬‬‬‬‬
جاء تصريحات الرئيس التركي قبيل زيارة يقوم بها هذا الأسبوع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون لتركيا. وقال مسؤولون أمريكيون إن تيلرسون يتوقع إجراء محادثات صعبة عندما يزور تركيا يومي الخميس والجمعة القادمين في ظل تضارب المصالح الشديد بشأن سوريا بين البلدين الشريكين في حلف شمال الأطلسي.

تركيا تنتقد استمرار
من جانبه، حذر وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في الكويت من أن العملية العسكرية التركية في شمال سوريا أدت إلى "حرف مسار" معركة التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في شرق البلاد.
قال تيلرسون في ختام اجتماع للدول الأعضاء في التحالف الدولي لمحاربة التنظيم المتطرف "لقد حرفت مسار معركتنا ضد تنظيم الدول الإسلامية في شرق سوريا بعدما انتقلت قوات من هناك باتجاه عفرين" في شمال سوريا. وتابع "نعتقد أنه من المهم أن تعي أنقرة آثار العملية العسكرية على مهمتنا وهي الانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية".
كانت أنقرة بدأت الشهر الماضي عملية "غصن الزيتون" في سوريا لطرد وحدات حماية الشعب من حدودها الجنوبية، وهددت كذلك بالتقدم صوب بلدة منبج السورية التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية التي تضم وحدات حماية الشعب وحذرت القوات الأمريكية المتمركزة هناك من اعتراض طريقها، فى حين تري  واشنطن إنها لا تعتزم سحب جنودها من منبج، وزار قائدان عسكريان أمريكيان البلدة الأسبوع الماضي لتعزيز هذه الرسالة.
وسبق أن أكد القائد العام لوحدات حماية الشعب الكردية سيبان حمو "لا مشكلة" لدى قواته بدخول الجيش السوري إلى منطقة عفرين للمساهمة في التصدي للهجوم التركي المستمر منذ نحو ثلاثة أسابيع.

تركيا تنتقد استمرار
أضاف بقوله:  "ليس لدينا مشكلة بدخول قوات الجيش السوري من أجل الدفاع عن عفرين وعن حدود عفرين في وجه الاحتلال التركي".، ولم يوضح حمو إذا كان ذلك يعني انتشار القوات السورية داخل عفرين أم التصدي فقط للهجوم التركي على الحدود. 
أضاف "يصرح النظام دائماً أن عفرين جزء من سوريا، ونحن دائما نقول إن كانت جزءاً من سوريا فعليك أن تقوم بواجبك"، موضحاً أن الوحدات الكردية تعتبر مناطق سيطرتها جزءاً من الأراضي السورية، مضيفا بقوله "حتى اللحظة لم نر أي خطوة عملية من قبل الدولة تجاه العدوان التركي على عفرين"، متحدثاً فقط عن "تنسيق محدود" مع قوات النظام لتسهيل إدخال مساعدات إنسانية إلى عفرين.
كانت الإدارة الذاتية الكردية في عفرين طالبت دمشق إثر بدء الهجوم التركي، بالتدخل لحماية عفرين عبر نشر قوات على الحدود مع تركيا، في وقت نددت دمشق بما وصفته بـ"العدوان" التركي على أراضيها.
فى حين قال قياديون أكراد في وقت سابق إن موسكو عرضت حمايتهم من تركيا في حال سلموا إدارة منطقتهم إلى نظام الرئيس بشار الأسد، الأمر الذي رفضوه بالمطلق مقترحين نشر حرس حدود مع الاحتفاظ بسلطتهم المحلية. ولدى رفضهم، سحبت القوات الروسية التي كان عناصرها في المنطقة غطاءها الجوي.
أضاف حمو: "لم يدعم الأمريكان عفرين بطلقة واحدة ونحن نقوم بشراء الأسلحة من فصائل حولنا من إدلب وأعزاز، بإمكانيتنا الذاتية قمنا بشراء الأسلحة من السوق السوداء خلال السنوات الماضية، والوجود الأمريكي في شمال سوريا متعلق بحماية الاستقرار في سوريا والانتقال السياسي".
واتهم قائد الوحدات الكردية، التي تخوض معارك مع الجيشين السوري الحر المعارض  والتركي في عفرين منذ ثلاثة أسابيع، روسيا "بأنها فتحت المجال الجوي للجيش التركي لقصف عفرين، وهناك تبادل معلومات بين الجيش الروسي والتركي وتوجد مصالح بين الدولتين".
وشدد حمو في هذا الصدد على أنه بعدما "قاتلت الوحدات بالوكالة عن العالم ضد إرهاب "داعش"، لا يحق لأوروبا أو الدول الغربية أن تقف بشكل المتفرج أمام الدولة التركية التي تتصرف بشكل وحشي"
تركيا تنتقد استمرار
يأتى ذلك فى الوقت الذى يري فيه محللون أن النظام الإيراني يعتبر تعزيز تركيا نفوذها في المنطقة خطرا على مشروعه التوسعي، وأن طهران كانت إحدى أدوات تعطيل عملية "درع الفرات" في مراحلها الأخيرة، وغير مستبعد أن تستخدمها أمريكا أو روسيا أيضًا في تعطيل "غصن الزيتون" المستمرة في منطقة عفرين السورية.
وقال للمحل التركي إسماعيل ياشا، فإن طهران تتوجس من عملية "غصن الزيتون" لأسباب عديدة، منها أن تركيا التي تقوم بهذه العملية أكبر منافس لها في المنطقة. ومهما كانت العلاقات بين البلدين تبدو متينة فمن المؤكد أن النظام الإيراني يعتبر تعزيز تركيا نفوذها في المنطقة خطرا على مشروعه التوسعي، معتبرا أن القيادة الإيرانية خائفة من تهميش دور إيران في سوريا بعد أن قدمت طهران كل ذاك الدعم الكبير لنظام الأسد، وقُتِلَ عدد غير قليل من ضباطها وجنودها من أجل الحفاظ على نفوذها في سوريا.
فى حين أوضح الكاتب التركي محمد زاهد جول، في مقال بصحيفة القدس العربي، أن إيران كانت إحدى ادوات تعطيل عملية "درع الفرات" في مراحلها الأخيرة، وغير مستبعد ان تستخدم امريكا او روسيا، إيران في تعطيل "غصن الزيتون" في مراحلها الأخيرة أيضاً، موضحا أن إيران لا تطمئن لسيطرة الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا على مدنه وقراه في سوريا، وحصر التعاون الإيراني التركي بمنع سيطرة هذه الأحزاب الارهابية على منبج والرقة بعدها، فلا بد أن ترى إيران مصالحها في ذلك.

شارك