مع اتهامات الاستخبارات الأمريكية.. شواهد علاقات الموت بين ايران بـ"داعش"

الأربعاء 14/فبراير/2018 - 11:29 ص
طباعة مع اتهامات الاستخبارات
 
اتهامات جديدة من قبل الاستخبارات الأمريكية، لإيران بلعب دور  في تأسيس وظهور تنظيم "داعش" الإرهابي،  من أجل الاستفادة منه في توسيع نفوذها في المنطقة، عبر صناعة الأزمات في العراق.
اتهامات أمريكية:
 أكد مدير وكالة الاستخبارات الوطنية الأمريكية دان كوتس، إن لإيران دورا في تنامي ظهور تنظيم داعش الإرهابي.
واضاف كوتس في جلسة للجنة الاستخبارات في الكونجرس إن إيران تتدخل في العراق.
وقال كوتس: "العراق قطع شوطا طويلا على الصعيد السياسي وفي الحرب على داعش. التحديات السياسية والاجتماعية في العراق ساهمت في ظهور داعش، ولطهران دور في خلق هذه الأزمة".
وأعلنت بغداد أنها "انتصرت" على "داعش" في ديسمبر، بعدما استعادت القوات العراقية مدعومة بالتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، أجزاء واسعة من البلاد سيطر عليها المتطرفون عليها في منتصف عام 2014.
كما خسر التنظيم المناطق التي كان يسيطر عليها في سوريا في الحملة العسكرية ذاتها، التي ترافقت أيضا مع ضربات شنتها ضده القوات الروسية المتواجدة في سوريا والمتحالفة مع القوات الحكومية السورية.
إيران والجماعات الإرهابية 
ولإيران ارتباط تاريخي بالجماعات الإرهابية ، فلها علاقات قوية بتنظيم القاعدة واستقبلت العديد من قادة القاعدة بعد الاحتلال الامريكي لأفغانستان، كما اشارت وثائق  زعيم القاعدة اسامة بن لادن الي وجود علاقات  بين القاعدة وايران.
وفي يوليو 2016 كشف دبلوماسي إيراني منشق عن نظام المرشد الاعلي علي خامنئي، معلومات خطيرة، استناداً إلى وثائق سرية اطلع عليها من قيادي كبير في الحرس الثوري، مفادها أن تنظيم داعش يتم تحريكه من خلال غرفة عمليات حربية في مشهد، شمال شرق إيران، ويديرها كبار قادة المخابرات الروسية والإيرانية، بهدف خلق فوضى كبيرة في العالم العربي عامة والخليج خاصة والسعودية تحديداً. 
وفي تقرير كتبه على مدونته على الإنترنت الدبلوماسي فرزاد فرهنكيان الذي عمل مستشاراً بوزارة الخارجية وكان آخر منصب له الرجل الثاني في السفارة الإيرانية لدى بلجيكا، قبل أن ينشق عن النظام في سبتمبر (2010 ويعلن استقالته من منصبه وانضمامه إلى الحركة الخضراء (ثورة 2009) التي كانت آنذاك الحركة الرئيسية المعارضة للرئيس السابق محمود أحمدي نجاد. 
وقال الدبلوماسي المعارض "إن من أخطر ما تأكدتُ منه هو أن العمل يسير بشكل سريع ومنظم لتطويق السعودية وجرها للحرب، وذلك بعد أن ينتقل الآلاف من المتطرفين أو ما يسمى تنظيم داعش إلى ليبيا كمحطة ترانزيت، ليتوجهوا إلى ساحة معركة كبيرة هي سيناء، حتى يتم إعلان "دولة إسلامية" في تلك المنطقة. 
وأضاف: "ويأتي ذلك بالتزامن مع محاولة اقتحام الآلاف من متطرفي تنظيم داعش الأراضي السعودية والكويتية بعربات الدفع الرباعي، التي تستطيع الوصول للأهداف بسرعة عالية". 
وتابع: أن "من أخطر ما اطلعت عليه بالصور والوثائق والمستندات خلال تلك الأربع ساعات الخطيرة (في الاجتماع مع القيادي بالحرس الثوري) أن تنظيم داعش يدار ويتم تحريكه من خلال غرفة عمليات حربية في مشهد، ويدير الغرفة كبار قادة المخابرات الروسية والإيرانية". 
وأكد الدبلوماسي فرهنكيان، أن الروس والنظام الإيراني استطاعوا تجنيد الآلاف من الهاربين من المناطق السورية والعراقية الملتهبة ومن تنظيم القاعدة، إضافة إلى تجنيد وجذب الآلاف من الهاربين من الحرب ضد البعث في العراق، حتى أصبح تنظيما البعث والقاعدة تنظيماً واحداً تحت اسم داعش يدار من غرفة عمليات مشهد وبقيادة المخابرات الروسية والإيرانية.
اتفاق "داعش" وحزب الله 
هناك العديد من الشواهد التي تشير إلي تعاون وعلاقات بين ايران وحزب الله في مقدمتها تصريحات قادة ايران حول ايرانن وكذلك صفقة " الجرود اللبنانية" التي تمت بين حزب الله ذراع ايران في لبنان والمنطقة، وتنظيم" داعش" واصدار الحزب بيانا يناد التحالف الدولي بعدم التعرض لقوافل "داعش" المتجه من "الجرود اللبنانية" الي "دير الزور" في شرق سوريا.
في نوفمبر 2017 اعترف قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، بعد 6 سنوات من التدخل العسكري في سوريا، بأن طهران لم يكن من مصلحتها على الإطلاق أن يتم القضاء على تنظيم " داعش" منذ بداية تشكيلها.
وأوضح جعفري خلال مؤتمر صحافي الخميس بثته قناة "خبر" الإيرانية، ويتم تداوله على نطاق واسع من قبل الناشطين الإيرانيين عبر مواقع التواصل، أنه منذ ظهور "داعش" وخلال فترة 4 إلى 5 سنوات الماضية من الأزمة في سوريا، سنحت الفرصة لإيران أن تقوم بتشكيل وتجهيز الميليشيات في سوريا والعراق والمقاتلين الذين جاؤوا من سائر البلدان (في إشارة إلى المجندين الأفغان والباكستانيين وغيرهم بصفوف الحرس الثوري).
وأضاف قائد الحرس الثوري الإيراني أنه "لو تم تدمير داعش منذ البداية، فلم تكن أمام إيران أية فرصة لتشكيل وتنظيم الجماعات الكبيرة والصغيرة المسلحة في جميع أنحاء المنطقة وتوحيد جبهة المقاومة"، حسب قوله.
وتابع جعفري: "كان لوجود داعش نتائج أخرى تمثلت بالهيكلية الحالية لجبهة المقاومة، وربما لم نكن لنستطيع أن نصل إلى هذا المستوى من الجهوزية في جبهة المقاومة لولا الظروف التي أدت إلى إيجاد تنظيم داعش".
كما أثار اتفاق «حزب الله» و«داعش» يوم السبت 26 أغسطس الماضي كثيراً من الأسئلة والهواجس، حيث التقى الشتيتان الأصوليان بعد الظن «كل الظن ألا تلاقيا»، واستثار هذا الاتفاق الكثير من الرفقاء والحلفاء لكل طرف، خصوصاً «حزب الله»، الطرف الأقوى في معادلته بعد تراجع «داعش»، ولكن كونه تم تحت رعاية نظام بشار الأسد، الذي ذكر أنه يوافق على مثل هذا من «حزب الله»، وأنه لا مانع لديه متى أراد الحزب - الذراع اللبنانية لنظام الولي الفقيه - لكنه لا يقبله من الجيش اللبناني إلا بعد الاستئذان وطلب ذلك، كما جاء في تصريحات للسيد حسن نصر الأمين العام لـ«حزب الله» يوم 1 سبتمبر الحالي، نشرتها وكالة «إرنا» الإيرانية وإعلام الحزب.
مراقبون : ايران وداعش:
وفي 15 سبتمبر 2014 نقلت صحيفة "أخبار اليوم المغربية" أن تنظيم الدولة الإسلامية المعروف اختصارا بـ "داعش"، صنيعة إيرانية سورية، حسب ما صرح به مصدر دبلوماسي للصحيفة ذاتها، مؤكداً أنه اطلع على ما يؤكد ضلوع النظام الإيراني ونظام بشار الأسد في تأسيس ""داعش"" وتمويل عصابات إرهابية داخل التراب السوري.
أكد الدكتور حارث سليمان - الأكاديمي الشيعي وعضو حركة التجدد الديمقراطية بلبنان - أن تنظيم الدولة "داعش" من صناعة إيران و بشار الأسد .
وقال "سليمان" في لقاء تليفزيوني: "قصة الإرهاب والتكفير وداعش والنصرة يشبهون في الطب عملية الاستثناخ بمعنى: كيف تستنسخ كائنًا طبقًا لكائن آخر ؟ بيجيبوا غلاف خلية معينة وبيجيبوا الخصائص الوراثية لجين تاني وبيحطوها في الغلاف وبيطلع الكائن ينتمي إلى كائن معين بينما سلوكه ينتمي لكائن آخر وهذا ما فعلته إيران وهي التي خلقت داعش والنصرة والقاعدة وسأثبت هذا بالوقائع .
وأضاف: "لما بنظر لداعش أو النصرة بلاقيها فكر وهابي ، لكن لما ننظر على ما تفعله يوميًا بيتضح أن كل مصادر قوتها من محور الممانعة وهناك 7 شواهد يؤكدوا عناصر قوة داعش أعطيت من نظام الأسد في سوريا أو نوري المالكي في العراق من ضمنها: تم الإفراج عن 550 واحد تكفيري من سجون المالكي على 350 واحد من سجون "عدرة"، وأن  المتطوعون العرب استقدمهم النظام السوري بعد احتلال العراق ودربهم وسلحهم وأرسلهم للعراق  وأرسل شاكر العبسي إلى لبنان.
وكذلك  تم تسليم الموصل بكل ما فيها و 40 ألف مقاتل من جيش المالكي هُزموا أمام 700 مقاتل من داعش وتركوا سلاح أمريكي بقيمة  مليار ونصف المليار وتركوا كنوز في البنك المركزي بقيمة مليار دولار، وشركة تويوتا أعلنت أن 10 آلاف سيارة باعتهم لنوري المالكي في العراق ، في 6000 منهم مع داعش .
ولفت الي أن مجلة ديرشبيجل الألمانية وضعت مخطط على ورق عن وزارة الدفاع السورية توضح كيف قام أحد البعثيين السابقين من جماعة صدام حسين بالاتفاق مع المخابرات السورية بأقامة شبكة من الروابط والمخابرات التي تشكل العصب التنظيمي لداعش والنصرة.
وأضاف: "إذن إيران وسوريا تقاتل لتستدرج الغرب لعقد تواصل وتحالف فيما بينهما فهي التي تدعش السنة ، ففي العراق لما ربح إياد علاوي مقبلتش إيران وأمريكا وتم إسقاطه بالقوة رغم أن معه الأكثرية " ، متسائلًا: "هل الحشد الشعبي الآن أقل وحشية من داعش؟ أبدًا ".
من جهته يقول الكاتب السعودي خالد المطرفي: " يجب أن نعرف أن "داعش" مجرد لعبة إيرانية كبرى. كل المكاسب سياسياً وعسكرياً ستصب في صالح إيران. نخلص إلى أن "داعش" ليس إلا صنيعة استخباراتية إيرانية هدفها تثبيت موقف المالكي وضمان دعم نظام بشار".
وفي أبريل 2017، قال الكاتب الكويتى أحمد الجار الله إن داعش هى صناعة إيرانية، اصطنعها الإيرانيون بهدف تدمير العالم العربى.
وكتب الجار الله من خلال حسابه الرسمى على موقع التغريدات المصغرة "تويتر" قوله: "قريبآ سنكتشف أن داعش هى صناعة إيرانية والغاية منها تدمير العالم العربى ومعهم الإسلام السنى وطبعآ إسرائيل مبسوطة وهذا ينسجم مع أمنها الوطنى".
ختاما يمكن القول إن إيران ساهم في صناعة "داعش" كما ساهمت أيضا  في الاستفادة من التنظيم بالتوسع والتواجد العسكري من طهران الي دمشق وبيروت عبر العراق وسوريا، وكذلك القضاء علي حلم "أكراد العراق" في تأسيس دولتهم، وبقاء العراق تحت الوصاية الايرانية.

شارك