موسكو تعترف بسقوط روس فى سوريا.. ومؤتمر أوروبي قريبا

الخميس 15/فبراير/2018 - 09:28 م
طباعة موسكو تعترف بسقوط
 
لأول مرة اعترفت موسكو  عن مقتل خمسة مواطنين روس وجرح آخرون في الضربات التي شنها التحالف الدولي بقيادة واشنطن على قوات موالية للنظام السوري الأسبوع الماضي، موضحة أنهم لا ينتمون إلى الجيش الروسي، فى ضوء الحديث مسبقا إلى سقوط ضحايا في صفوفها بعد الغارات التي استهدفت قوات موالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في منطقة دير الزور في السابع من فبراير الجاري، وتأكيد عدد من وسائل أعلام روسية وأجنبية أشارت سابقاً إلى أعداد متفاوتة للضحايا ووصل بعضها إلى الحديث عن أكثر من مئتي قتيل.
واكدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا  بقولها:يمكننا الحديث عن مقتل خمسة أشخاص يبدو حتى الآن انهم مواطنون روس، بسبب المواجهة المسلحة التي لا تزال أسبابها قيد الدرس"، أضافت أن "هناك جرحى أيضاً" مؤكدة أنهم "ليسوا جنوداً روساً. 
وقال زاخاروفا "هناك كثير من المواطنين من كل مناطق العالم بما في ذلك روسيا في مناطق النزاعات ، من الصعب جدا مراقبتهم والتحقق مما يفعلونه".

موسكو تعترف بسقوط
وأكدت وزارة الدفاع الروسية التي لم تشر إلى وجود مرتزقة روس أن الحادث نجم عن "غياب تنسيق" بين المجموعة المؤيدة للأسد والقيادة الروسية. ورأت موسكو أن الرد الأميركي يدل على سعي الولايات المتحدة إلى "السيطرة على ثروات اقتصادية تملكها سوريا".
أوضحت الوزارة الروسية أن مجموعة المقاتلين السورية كانت تبحث عن خلية نائمة لتنظيم "الدولة الإسلامية" عندما استهدفتها مروحيات تابعة للتحالف الدولي.
كان التحاف الدولي أعلن في وقت سابق عن هجوم على قوات سوريا الديموقراطية شنته وحدات موالية للجيش السوري في ريف دير الزور ليلة الخميس، وأكد التحالف توجيه ضربات جوابية أدت إلى مقتل 100 مقاتل من الوحدات الموالية للقوات الحكومية السورية،
كان المرصد السوري لحقوق الإنسان المقرب من المعارضة السورية أشار إلى مقتل 15 روسيا يعملون لشركة أمنية خاصة في انفجار مستودع للأسلحة لم تعرف أسبابه، معتبرا أن هؤلاء قتلوا في محافظة دير الزور بعد يومين على الضربات الأميركية مشيراً إلى أن شركتهم مكلفة "حماية حقول النفط والغاز الخاضعة لسيطرة النظام".
ويري مراقبون أن الجيش السوري خسر الكثير من مواقعه وقُتل أو انشق الآلاف من جنوده. اليوم تتواجد جيوش وميليشيات تابعة لأكثر من ثمان دول على التراب السوري، إلا أن الجيش استفاد من الدعمين الروسي والإيراني في استعادة مناطق استراتيجية كان قد خسرها سابقاً كحلب وحمص ودير الزور، مما حدا بعدة أطراف كانت تشترط رحيل الأسد قبل الشروع بأي مفاوضات إلى البدء في تغيير مواقفها.

موسكو تعترف بسقوط
وتشير كثير من التقارير إلى أن المعارضة المسلّحة السورية كان يتم طرحها في البداية بديلاً محتملاً لنظام الرئيس بشار الأسد، إذ سيطرت على مساحة شاسعة من سوريا، غير أنها خسرت لاحقا الكثير منها بفضل التدخل الروسي، وحاليا تعاني المعارضة من التشتت في المواقف الإيديولوجية، فضلاً عن تعدّد الداعمين وتنوّع أهدافهم، مما حدا بالبعض لإطلاق كلمة "معارضات" سورية عليها، كما تعرضت لضربة كبيرة بعد دخول التنظيمات الإرهابية كـ"داعش" و"النصرة" على الخط واستيلائها أراضٍ كانت تحت سيطرتها.
وساهم التدخل الروسي فى تغيير كثير من المشهد الروسي، فقبل أكثر من سنتين بدأ التدخل الجوي الروسي في سوريا،  اليوم يتواجد آلاف الجنود الروس في أكثر من قاعدة عسكرية في سوريا، أهمها "قاعدة حميميم". 
من ناحية أخري أعلنت المفوضة العليا للشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجيريني، أن الاتحاد يستعد لعقد مؤتمر دولي جديد حول التسوية السورية.
وقالت موجيريني: "نحن نحضر لمؤتمر بروكسل الثاني حول مستقبل سوريا والمنطقة بأسرها، وقبل كل شيء من الناحية الإنسانية".
أشارت إلى أن الوضع الإنساني في سوريا لا يزال صعبا، وأن هدف المؤتمر سيكون جمع الموارد لتقديم المساعدة للسوريين داخل البلاد، واللاجئين السوريين في الأردن وتركيا ولبنان.
نوهت إلى أنها بحثت هذه المبادرة مع الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريس في الكويت، على هامش مؤتمر إعادة إعمار العراق، مضيفة أن المؤتمر حول سوريا سيعقد برئاسة الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وسبق أن استضافت بروكسل المؤتمر السابق حول الوضع الإنساني في سوريا في أبريل عام 2017. وتمكن المشاركون في المؤتمر من جمع 6 مليارات يورو لمساعدة السوريين.

شارك