حلم "داعش" بتحويل إدلب مقراً لها "يتبدد" على يد الجيش الحر بسوريا

السبت 17/فبراير/2018 - 02:56 م
طباعة حلم داعش بتحويل إدلب
 
 بعد إعلان فصائل الجيش السوري الحر قبل أيام عن إنهاء وجود تنظيم داعش في محافظة إدلب بعد أسر وقتل العشرات من عناصره، إثر معارك دامت عدة أيام يبدو ان حلم داعش بتحولها مقرا له قد تبدد . 
وقال محمد الرشيد الناطق الإعلامي باسم (جيش النصر) المنضوي تحت غرفة عملية دحر الغزاة إن عناصر "داعش" تقدموا عبر ممرات إلى منطقة الخوين، وقاموا بالهجوم على مواقع الفصائل وسيطروا على عدة مناطق في ريف إدلب الجنوبي.
وأضاف الرشيد "كان هناك مقاومة كبيرة من قبل عناصر التنظيم، ولكن بعد حصارهم والتضييق عليهم قام أكثر من 400 مقاتل بتسليم أنفسهم لغرفة عمليات دحر الغزاة بعد استهدافهم بالأسلحة الثقيلة والمدفعية وتكبيدهم خسائر فادحة، حيث لم يبق لهم خيار سوى الاستسلام أو الموت وذلك خلال معارك دامت 4 أيام"، مشيراً إلى أنه تم اقتياد أسرى التنظيم من قبل دحر الغزاة إلى السجون وسيتم علاج الجرحى من المقاتلين في المستشفيات، حيث ستكون معاملتهم على أساس أنهم أسرى حرب، وسيتم عرضهم على محكمة شرعية لاحقاً من أجل البت في أمرهم.
ومنذ منتصف الشهر الماضي، لم تهدأ محاولات التنظيم للتقدم باتجاه إدلب، مستغلاً انشغال الفصائل الثورية بصدّ محاولات قوات النظام المدعومة بالطيران الحربي الروسي الذي يقدّم تغطية مشتركة على الجبهتين ضد الفصائل، واستطاع التنظيم السيطرة على عشرات القرى في تلك المناطق ومن ثم تم تسليمها لقوات النظام خلال أيام وخصوصاً في المناطق الواقعة بالجهة الشرقية لمحافظة إدلب.
ويقول خالد أبو أحمد وهو مقاتل في غرفة عمليات دحر الغزاة بأنه عندما كانت الفصائل المقاتلة تسيطر على كافة مناطق ريف حماة الشرقي، حاصرت قوات النظام منطقة عقيربات التي يسيطر عليها التنظيم وشنت عليها حملة عسكرية واسعة مما أجبر السكان للنزوح إلى إدلب حيث تم استقبال النساء والأطفال والشيوخ دون المقاتلين.
ويضيف بأن الجميع تفاجئ بدخول عناصر التنظيم منطقة قلعة الحوايس بريف حماة الشرقي وقطعهم أكثر من 20 كيلو متر في مناطق سيطرة النظام من منطقة عقيربات، وقاموا بشن هجوم على المناطق المحررة بالتزامن مع حملة النظام على قرى ريف حماة الشرقي، وسيطروا على عشرات القرى رغم المقاومة العنيفة من قبل الثوار، منوهاً إلى أن جميع مقاتلي التنظيم الذين وصلوا الخوين كانوا منهكين من الجوع والتعب ولا يملكون السلاح الثقيل ولا يمكنهم القتال طويلاً، فما كانت محاولة تقدمهم إلا من أجل السيطرة على مناطق والثبات فيها لكسب حاضنة شعبية ومن ثم التقدم في عدد من المناطق بريف إدلب.
وقامت الفصائل المقاتلة وخصوصاً هيئة "تحرير الشام" بالقبض على عدة خلايا تتبع لتنظيم داعش في المناطق المحررة تملك أسلحة كاتمة وعبوات ناسفة وأحزمة ناسفة كانت تتجهز للقيام بعمليات في محافظة إدلب فيما تمت أكثر من عملية مداهمة عدد من المخابئ لعناصر التنظيم في المناطق المحررة.

ويقول الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية (عبد الله الإسماعيل) بأنه بعد طرد لواء الأقصى من مناطق ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي انتهت أخر بؤرة أعلنت ولائها للتنظيم في المناطق المحررة بعد طرد التنظيم نفسه قبل 4 أعوام من مناطق الشمال السوري بعد معارك دامية.
ويضيف الاسماعيل بأن الخلايا التابعة للتنظيم ما زالت تتحرك بشكل مستمر وخصوصاً بعد خسارة جميع مناطقهم في دير الزور والرقة والحسكة حيث لم يبق لهم مكاناً يرتكزون إليه سوى محافظة إدلب، وخصوصاً أن روسيا دفعتهم لهذه المعركة من أجل أن يكونوا ذريعة لها لإبادة محافظة إدلب بحجة القضاء على تنظيم الدولة.
ويوضح بأن الحجة التي أعدتها روسيا والنظام من أجل استكمال المعركة على إدلب أنهاها الجيش الحر خلال أيام، وأن القتال الشرس الذي أبداه مقاتلي التنظيم هو بمثابة الخيار الأخير من أجل اقتطاع قرى في المحافظة وجعلها إمارة لهم على غرار ما حدث في حوض اليرموك في درعا ومخيم اليرموك في دمشق.
يذكر أنه فى عام 2014م اندلعت معارك في عدة مناطق في حلب وريفها ومحافظات الرقة والحسكة وريف إدلب ودير الزور بين فصائل تابعة للجيش الحر وتنظيم داعش، تخللها دخول الجبهة الإسلامية السورية على خط المواجهة وقتالها التنظيم إلى جانب فصائل الجيش الحر، وهو ما أدى لمقتل المئات في هذه المعارك حيث انتهت المعارك بطرد الفصائل التنظيم في الشمال السوري فيما سيطر التنظيم على المنطقة الشرقية وأنهى وجود الفصائل فيها.

شارك