هل تستطيع الرياض إقناع إسلام أباد بالمشاركة في "عاصفة الحزم"؟

السبت 17/فبراير/2018 - 07:17 م
طباعة هل تستطيع الرياض
 
باكستان لطالما كانت في وضع ملتبس لا تحسد عليه، ففي حين تحرص كل حين على إظهار انحيازها لقرارات المملكة العربية السعودية التي ترتبط معها بعلاقات دينية وعسكرية واقتصادية، تجدها دائمة التخوف من معادة إيران ألد أعداء المملكة، إذ تخشى على أمنها القومي ، حيث ترتبط مع الجمهورية الإسلامية بمساحات حدودية شاسعة تتخدها الجماعات الانفصالية مخبئ لها، كما تخشى إسلام أباد من القلالقل التي ربما يحدثها الباكستانيون الشيعة الموالون لإيران إذ يمثل عدد الشيعة هنالك نحو 40% من أعداد السكان.
الحكومة الباكستانية تسير على الأشواك حينما تقرر التعامل مع ذلك الملف، إذ تخشى غضبة الطرفين فتعمل على إرضائهما سويًا وهو الامر غير القابل للاستمرار عليه في ظل تصارع الأحداث، ورغبة المملكة السعودية في استخدام إسلام أباد كعصى لها خلال تعاطيها مع قضايا المنطقة. 

هل تستطيع الرياض
الجيش الباكستاني قال إنه سيرسل قوات إلى السعودية في "مهمة تدريب وتشاور"، وذلك بعد ثلاث سنوات من قرار إسلام اباد عدم المشاركة في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، الأمر الذي ربما يعطي احتمالات أن الرياض تمكنت من إقناع إسلام أباد بالمشاركة في التحالف الإسلامي. 
حتى الآن لم يتضح الدور الذي ستقوم به هذه القوات تحديدا ولكن بيانا من الجناح الإعلامي للجيش أكد أن الجنود "لن يتم استخدامهم خارج" المملكة، في تلميح إلى عدم ذهاب جنود باكسنانيون إلى اليمن لقتال جماعة "الحوثي"، وأن المهمة ربما تقتصر على تأمين حدود المملكة مع اليمن. 
ويقود قائد الجيش الباكستاني السابق راحيل شريف التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، وهو تحالف قالت السعودية أنها تقوده، لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت القوات الجديدة ستشارك في هذا التحالف أم لا؟، وطلبت السعودية من باكستان في وقت سابق المشاركة بسفن وطائرات وقوات في عملية اليمن للتصدي لنفوذ إيران التي تدعم المقاتلين الحوثيين في اليمن، إلا أن الحكومة رفضت.

هل تستطيع الرياض
ووقتها صوت البرلمان الباكستاني لصالح البقاء على الحياد لتجنب الانجرار إلى صراع إقليمي طائفي، وهو ما يرجع في جانب منه إلى أن باكستان تشارك حدودا مع إيران كما أنها تضم أقلية شيعية كبيرة، وبحسب تقارير رسمية فإن جنود باكستانيون يتراوح بين 750 و800 جندي باكستاني في السعودية لكنهم ليسوا قوات قتالية ويشاركون في حماية الأماكن المقدسة.
لماذا لا تنفذ باكستان مطالب السعودية؟
تقول الدراسات البحثية إنه إذا ما بدأت طهران تنظر إلى باكستان على أنها عدو ناشط، يمكنها ان تتسبب لها بمتاعب عبر الحدود لن يقوى رئيس الحكومة نواز شريف على مواجهتها، وان الأسلحة الايرانية التي من المحتمل أن تستخدمها طهران ضد اسلام اباد تغريمها مبالغ كبيرة لاخفاقها في انجاز بناء خط أنابيب للغاز بين البلدين تم الاتفاق عليه عام 2013 (الاتفاق ينص على غرامة قيمتها ثلاثة ملايين دولار يومياً اذا لم ينجز بحلول نهاية 2014).

هل تستطيع الرياض
وثمة سلاح أقوى يتعلق بالورقة المذهبية ففيما تسعى اسلام اباد الى اعادة المارد المذهبي الى القمقم بعد مقتل أكثر من اربعة الاف شخص منذ 2007 في عنف سني – شيعي، يمكن طهران أن تستخدم أتباعها في الداخل لإثارة مزيد من هذه الأعمال. وليس مستبعداً أن تزيد طهران عملياتها السرية في باكستان وأفغانستان. وهي بلا شك يمكنها تعقيد الامر على اسلام اباد.
الى ذلك، ينخرط الجيش الباكستاني في معارك ضد حركات تمرد في المنطقة القبلية وشمال وزيرستان. ومنذ 2004، تواجه باكستان حركة تمرد في بلوشستان الواقعة على حدود ولاية سيستان بلوشستان الايرانية. وتفاقم التوتر بين طهران واسلام اباد عام 2014 بعد مناوشات حدودية أدت الى مقتل جندي من حرس الحدود الباكستاني.
ازاء هذا الوضع، تتفاوت التقديرات لحجم المشاركة الباكستانية المحتملة في "عاصفة الحزم".
وحتى لو نجح المسؤولون في الرياض في اقناع شريف وجنرالاته بارسال قوات الى الخليج، فان مثل هذه القوة "ستقتصر على كتيبة صغيرة من الجنود وربما طيارين الى السعودية، الا أن المساعدة الباكستانية ستكون محصورة في الاراضي السعودية، ومن الصعب تصور انخراط باكستان في أي نشاط على الاراضي اليمنية".

شارك