في رسالة موجزة.. الظواهري يدعو كل الفصائل الإرهابية في سوريا والعراق إلى الوحدة والاندماج

الثلاثاء 20/فبراير/2018 - 09:44 م
طباعة في رسالة موجزة..
 
شهدت الأيام الأخيرة، ظهورًا متكررًا لزعيم تنظيم القاعدة الارهابي أيمن الظواهري، ولكن التسجيل الأخير الذي جاء تحت عنوان " يا إخواننا في الشام أصلحوا ذات بينكم"،  وتم بثه على قناة "السحاب" التابعة للتنظيم على موقع "تيليجرام" الثلاثاء 20 فبراير الجاري،  يحمل أبعادًا أخرى، فخلاله دعا أنصاره وكل العناصر الإرهابية المتواجدة على أرض سوريا والعراق –ممن وصفهم بأهل الشام – بأمرين أولهما عدم التنازل عن التمكين والإصرار عليه ، والأمر الثاني الاتحاد والاتفاق والاندماج ودفن أسباب الخلاف، على حد وصفه.
واللافت في حديث الظواهري، أنه قال في مستهل رسالته الموجهة إلى كل من يحمل السلاح باسم الدين في بلاد الشام، بأن يتقبلوا رسالته "كأخ لهم في الإسلام" دون اعتبار لأي تجمع تنظيمي، وهو ما يشير إلى محاولة زعيم القاعدة لاستقطاب  التنظيمات المخالفة والمنافسة لتنظيمه بالتوحد والاندماج تحت راية واحدة، و قطعًا يعتبر تنظيم "داعش" الارهابي من أوائل التنظيمات الارهابية التي لها خلافات واسعة مع تنظيم القاعدة، ومن ثم يجدر بنا القول أن هذه الرسالة تعد دعوة لدمج عناصر تنظيمي القاعدة وداعش في سوريا والعراق.
وحذر الظواهري في متن رسالته الموجزة، من وصفهم بإخوانه في الاسلام، من ألا يجعلوا أنفسهم لعبة في يد من يسمون بالداعمين، وقال نصًا: "هؤلاء يسعون لجعلكم أداة لتحقيق أطماعهم أو أطماع من يسيرهم، ولكن اتحدوا وتجمعوا ...."، وهذا التحذير يبدو صراحة وضمنَا للعناصر الارهابية التابعة لتنظيمي "داعش" و"الإخوان".
ومما لا شك فيه أن هناك حالة من التنافس الإرهابي بين التنظيمات المسلحة في سوريا والعراق، خاصة وأن هناك العديد من الدول تقف وراء بعض منها، فعلى سبيل المثال تشهد منطقة شمال وشمال غرب سوريا تحالفات معقدة بين لاعبين أساسيين على الصعيدين الإقليمي والدولي في الصراع في سوريا منذ بداية الحرب.
ويزداد الموقف تعقيدا بعد ظهور وحدات حماية الشعب الكردية في المشهد، والتي تتلقى تمويلها من حلف شمال الأطلسي، الذي تتمتع تركيا بعضويته، كشركاء في قتال تنظيم داعش، الذي أثير حول تلقيه الكثير من الدعم بطرق غير معلنة من الجانب التركي، ويذكر هنا أيضَا ان تركيا تدعم أيضَا المعارضة المسلحة في حربها ضد القوات الحكومية منذ نشوب الحرب الأهلية في سوريا عام 2011.
وبالعودة إلى رسالة الظواهري، التي تضمنت عدد من النصائح، منها اعترافه بخطورة الأوضاع التي قد تمد في عمر الصراع، مطالبًا العناصر الارهابية بتوطين أنفسهم على أنها (معركة قد تستمر لسنين طوال، وربما لعقود...) وهو ما يستدعي بحسب تعبيره إلى الوحدة.
ومما سبق، وبحسب دلالة النص وفحوى الرسالة الأخيرة، يمكن القول أن زعيم القاعدة يحاول أن يمارس دورًا أبويًا على كل الفصائل المسلحة الارهابية، وإجمالًا إذا أخذنا في الاعتبار الرسالتين السابقتين له على السواء، فالأولي كانت " بعد سبع سنوات.. أين الخلاص" وصدرت عنه في 26 يناير الماضي، والثانية " رسائل مختصرة" الموجهة لعناصره في مصر، والتي بثت الأربعاء 14 فبراير الجاري، تزامنًا مع عملية المواجة الشاملة للقوات المسلحة المصرية ضد عناصر الإرهابيين على أرض سيناء، سيبدو أن الزعيم الروحي للإرهاب يتحدث من موضع قوة، مستغلًا في ذلك الهزائم الساحقة التي يتعرض لها تنظيم "داعش"، إضافة إلى اختفاء زعيم الأخير أبو بكر البغدادي منذ عدة شهور، ولا توجد معلومات مؤكدة عن المكان الذي يختبئ به حاليًا.

شارك