دعوات روسية لوقف التصعيد بـ"الغوطة الشرقية" رغم اتهامات المعارضة السورية

الأربعاء 21/فبراير/2018 - 10:44 م
طباعة دعوات روسية لوقف
 
استمرار المعارك فى
استمرار المعارك فى الغوطة الشرقية
 محاولة منها لدفع الجهود الدولية لحل الأزمة السورية، ومنع تفاقم الأزمة فى ضوء اشتداد المعارك المسلحة بين الجيش السوري والفصائل المسلحة ، وسط اتهامات متبادلة بين الجيش السوري وفصائل المعارضة المسلحة بتصعيد المعارك، وسط جهود فرنسية روسية وأممية لوضع حلول مناسبة
  وفى هذا السياق، دعا فاسيلي نيبينزيا مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة إلى عقد اجتماع طارئ في مجلس الأمن الدولي صباح غدا الخميس، لبحث الوضع في الغوطة الشرقية، طالبا من رئاسة المجلس عقد جلسة مفتوحة لمجلس الأمن لمناقشة الوضع في الغوطة الشرقية".
قال المندوب الروسي "أعتقد أن هذا ضروري، نظرا للمخاوف التي سمعناها اليوم، في سبيل تمكين جميع الأطراف من طرح اقتراحاتها ورؤيتها للوضع".
من جانبه دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى هدنة إنسانية في الغوطة الشرقية في ريف دمشق للسماح بإجلاء المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية للمنطقة، وعلاج المصابين من المدنيين، مضيفا بقوله: "تندد فرنسا بوضوح وقوة بما يجري في الغوطة الشرقية في سوريا".
يأتي تصريح ماكرون، وسط تقارير تحركات عسكرية فى محيط الغوطة الشرقية، تمهيدا لعملية عسكرية واسعة تهدف لاستعادة السيطرة على المنطقة في حال فشلت المفاوضات.
كان مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين، سبق وأن ندد بما أسماها "حملة إبادة وحشية" ضد المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية في ريف دمشق.
فى حين نفي دميتري بيسكوف جملة وتفصيلا صحة الاتهامات، التي تزعم بضلوع روسيا في سقوط المدنيين في الغوطة الشرقية، جراء قصف الجيش السوري بدعم من روسيا.
وكانت فصائل المعارضة المسلحة وبعض الجماعات الارهابية اتهمت الحكومة السورية بارتكاب مذبحة ضد المدنيين وبدعم روسي، فى حين اتهمت السلطات السورية فصائل المعارضة بعدم التزامها بالهدنة، واستهداف الأحياء المدنية في دمشق وريفها بالقذائف الصاروخية والهاون، إضافة إلى التهاون مع الإرهابيين في الغوطة، بل والتنسيق معهم في شن الهجمات.
دعوات روسية لوقف
من جانبه أكدت الخارجية الروسية، أن الاشتباك المسلح الذي وقع مؤخرا في سوريا، أسفر عن مقتل مواطنين من روسيا وبعض بلدان رابطة الدول المستقلة وإصابة عشرات آخرين بجروح، مؤكدة على أن الوزارة قدمت المساعدة  للمصابين للعودة إلى روسيا وتلقي العلاج في المؤسسات الطبية المختلفة.
وجاء في تعليق صدر عن وزارة الخارجية الروسية، أن العسكريين من الجيش الروسي لم يشاركوا في المواجهة المذكورة ولم تستخدم أي معدات عسكرية وتقنية روسية خلال ذلك.
أضاف الخارجية الروسية بقولها "ونظرا لأن الحديث يدور عن مواطنين من روسيا متواجدين في الخارج، نود الإشارة إلى ما يلي، خلال المواجهة العسكرية الأخيرة لم يشارك بأي شكل من الأشكال أي من العسكريين الروس ولا أي من المعدات العسكرية التقنية الروسية. 
من جانبه دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى وقف القتال في الغوطة الشرقية، معربا عن أسفه لما تتعرض له هذه المنطقة في سوريا، مؤكدا بقوله "أشعر بحزن عميق إزاء معاناة المدنيين في الغوطة الشرقية، فهناك 400 ألف يعيشون الجحيم على الأرض".
أضاف أن وقف القتال في الغوطة الشرقية من شأنه إيصال المساعدات إلانسانية اللازمة إلى المدنيين وإجلاء 700 شخص يحتاجون إلى مساعدة طبية عاجلة.
كان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أعلن عن تقارير تشير إلى مقتل أكثر من 100 شخص في الغوطة الشرقية جراء القصف خلال اليومين الماضيين.
وفى هذا الإطار أعلن مركز المصالحة الروسي في سوريا، أن المسلحين في الغوطة الشرقية بريف دمشق لم يستجيبوا لدعوات وقف القتال ونزع السلاح، وقال رئيس مركز المصالحة الروسي، اللواء يوري يفتيشينكو في بيان له، إن "المسلحين في الغوطة لم يستجيبوا للنداءات المتكررة التي أطلقها عسكريونا بإلقاء السلاح والبدء بعملية التفاوض".
نوه بقوله : "لم نتسلم أي رد من المجموعات المسلحة في المنطقة".، مؤكدا على أن مدينة دمشق والقرى المحيطة بها تعرضت لأكثر من 21 عملية قصف من قبل المسلحين خلال الأيام القليلة الماضية.
مجلس الأمن
مجلس الأمن
وعلى الجانب الآخر أكد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف أن تجربة تحرير مدينة حلب من الإرهابيين قابلة للتطبيق في الغوطة الشرقية جنوب دمشق ضد مسلحي "جبهة النصرة" الإرهابية، مؤكدا  على هامش مؤتمر فالداي في موسكو اليوم:  جبهة "النصرة" في الغوطة الشرقية جعلت من المدنيين دروعا بشرية وتمنع خروجهم، رغم الدعوات الروسية إلى ضرورة إجلاء المدنيين وتحييدهم عن القتال.
أضاف: "عملية حلب واتفاقات انسحاب المسلحين منها، يمكن إعادة تطبيقها في الغوطة الشرقية، ونحن نسعى من أجل تحقيق ذلك. تسنّى لنا الاتفاق على إجلاء بعض المدنيين والحالات الإنسانية الصعبة من الغوطة الشرقية، إلا أن جميع الجهود المبذولة من جانبنا كانت تصطدم برفض "النصرة" التي تستهدف المدنيين وتهاجم الأحياء ومبانينا في دمشق".
نوه إلى أن الجيش السوري والقوات الروسية المساندة، ماض في القضاء على "النصرة" والفصائل المتحالفة معها، وأن جميع الدعوات والمطالبات بالهدنة تأتي لاستثناء مسلحي "النصرة" من الاستهداف، مؤكدا على أن  "جميع الدعوات تطالب بوقف التدخل العسكري السوري، كنوع من الضمان لـ"النصرة"، وأعتقد أن هناك مساعي تبذل لفرز الإرهابيين وتجنيبهم الضربات".
ودعا لافروف الدول المؤثرة في "جبهة النصرة" بإقناع التنظيم بالإذعان للحل، وقال: "نطالب شركاءنا الغربيين المؤثرين في "النصرة" بإقناع هذا التنظيم الإرهابي بضرورة القبول بالحل. طبعا لا بد من القضاء على عناصر هذا التنظيم، إلا أن الحسابات الأمنية، وسلامة المدنيين وضرورات استثناء الضحايا والخسائر البشرية، تحتم الرويّة ولا يمكن تجاهلها في أي عمل عسكري".
يذكر أن الغوطة الشرقية هي إحدى مناطق وقف التصعيد الـ4 التي تم الاتفاق عليها في أستانا للتهدئة في إطار التسوية السورية، ويقطنها نحو 400 ألف نسمة.

شارك