السلفية ومعركة جديدة مع الطرق الصوفية

الأحد 04/مارس/2018 - 03:42 م
طباعة السلفية ومعركة جديدة
 
دعا الشيخ سامح عبد الحميد القيادي بالدعوة السلفية لإلغاء الطرق الصوفية ومنع أي نشاط لها.
وقال عبد الحميد في بيان له: الصوفية منهجها يُخالف الكتاب والسنة ويُخالف الأزهر الذي هو منارة لأهل السنة والجماعة، لأن هذه الطرق الصوفية ليست قائمة على منهج الإسلام الصحيح، وينتشر في الصوفية البدع والمنكرات والانحراف في العقيدة، والزيغ عن الحق، وما يأتيه بعضهم من الشركيات كدعاء غير الله، والاستغاثة بالأموات، واعتقاد النفع والضر فيمن يسمونهم أولياء. وكل هذه الأمور شرك أكبر يخرج معتقده عن الملة.
وأضاف: المنهج السلفي واضح ومستقيم؛ وهو اتباع الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، أما الصوفية فيتبعون شيوخهم ويسيرون على الأوهام من المنامات والتخيلات وما لا سند له من الشرع، وتعدد الطرق الصوفية هو تعدد في الباطل في كثير من الأحيان، وتعدد في طرق الغواية والضلال، وهذه الطرق لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة، بل هي مبتدعة، وعندهم أوراد مخترعة ألفها بعض شيوخ الطرق الصوفية، وفيها منكرات كثيرة وكلام باطل ، وفي الأذكار النبوية الكفاية والخير كله ن فلا نحتاج لتأليف كلام بشري فيه الخطأ والصواب.
على جانب آخر، وصف الدكتور عبدالله الناصر حلمي الأمين العام لاتحاد القوى الصوفية تصريحات السلفية بـ"السفاهة والتطرف الفكري"، مضيفاً: السلفية الوهابية كلاب النار، فهم شر الخلق والخليقة وهم سبب التطرف الفكري الموجود بمصر والعالم كله.
وطالب حلمي في تصريحات لـ"الوطن": بمنع نشر الفكر السلفي بين المواطنين واعتباره فكر إرهابي مشابه لفكر جماعة الإخوان الإرهابية، مشيراً إلى أن الصوفية هم فكر الوسطية وأهل السنة والجماعة.
واللافت للانتباه في مقولات الشيخ سامح عبد الحميد ان دعوته السلفية مماثلة تماما لما ينتقد فيه الصوفية فحسب الدكتور أحمد صبحي منصور، فالسلفية هم أتباع للبخاري الذى صنع حديث ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ..) وهو حديث يعبّر عن عقيدة الاتحاد بالله التي يزعمها الصوفية . والسلفية هم أتباع أحمد بن حنبل ، وأتباع ابن الجوزي الفقيه المحدّث الحنبلي الذى ملأ كتبه بأكاذيب المنامات على طريقة التصوف ، والذى كتب ( مناقب الامام أحمد بن حنبل ) وحشاه أكاذيب عن كرامات ابن حنبل وعن المنامات التي زعم أنها رويت في حقّه تمجده وتقدّسه . والسلفية أتباع لابن تيمية الذى كان يوقّر أئمة التصوف السابقين ولا يعترض ولا يهاجم إلا متصوفة عصره فقط مع ايمانه بكرامات الأولياء . والسلفية أخيرا هم أتباع ابن عبد الوهاب الذى كتب في رسائله في التأكيد على شفاعة الأولياء الصوفية وتمجيد الأولياء الصوفية السابقين متابعا لشيخه ابن تيمية.
ويجمع بين الصوفية والسلفية تقديس النبي محمد وتأليهه والاعتقاد في شفاعته المزعومة، وتقديس الصحابة وخصوصا الخلفاء منهم، وتقديس الأحاديث المنسوبة للنبي ، مع اختلاف في بعضها ، وتقديس وتقدير للصوفية الأوائل كالجنيد وسرى السقطى واعتبارهم ( أهل الله ) بزعمهم كما يقول ابن تيمية.
الخلاف هو في نظرتهم لبعض الصوفية ، فابن تيمية كان ينقم على صوفية عصره، ومثله ابن عبد الوهاب، وينفى عنهم العصمة والشفاعة والتقديس، كما ينكر الأحاديث التي وضعها الصوفية، وكذلك فعل ابن عبد الوهاب.
الخلاصة حسب صبحي منصور أن هناك اتفاقا واختلافا بين الصوفية والسلفيين فيما يخص الشرك العقيدي، والصوفية أكثر وقوعا في الشرك العقيدي العملي بتقديس الأضرحة بينما اغلب الشرك عند السلفيين هو الشرك العلمي أي تقديس التراث ومؤلفاته وأئمة الفقه والحديث.
الفارق الأكبر بينهما أن الصوفية لا يقعون في الشرك والكفر السلوكي، فهم مسالمون لا يعتدون على أحد، ولا يقومون بإكراه الغير في الدين، ويؤمنون بعدم الاعتراض وحرية الدين وتكوين الطرق الصوفية ـ أي لديهم تنوع واختلاف . أما الوهابية السنية الحنبلية فهي معتدية تستحل الدماء والأموال والأعراض وتستخدم الدين للوصول الى التحكم في الناس. لذا فهم أي الوهابية بأطيافها من سلفية واخوان وقاعدة وجماعات ارهابية تجمع بين نوعى الكفر : الكفر العقيدي والكفر السلوكي.

شارك