في ظل استمرار المعارك بين "جبهة تحرير سوريا" و"هيئة تحرير الشام" في ريفي إدلب وحلب، وبالأخص بعد دخول الحزب الإسلامي التركستاني المواجهة إلى جانب زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني لإعادة المناطق التي خسرها، يبدو أن المقاتلين الأجانب المقيمين في سوريا بدأوا يستغلوا الصراعات التي تشهدها بعض الفصائل المسلحة في البلاد،  حيث ظهر تشكيل جديد تحت شعار "تجمع الأباة" والذي يضم معظم المقاتلين الأجانب الذين فروا إلى سوريا لـ الجهاد، بقيادة الداعية السعودي الأرهابي عبد الله المحيسني.

ويأتي التشكيل الجديد بعد أيام قليلة على تشكيل فصيل "حراس الدين" الوجه الآخر لـ "القاعدة" في سوريا، ويضم فصائل "جيش الملاحم - جيش الساحل - جيش البادية - سرية كابل - جند الشريعة" الموالون لتنظيم القاعدة، وبقيادة أبو همام الشامي، وأبو جليبيب طوباس، وأبو خديجة الأردني، وسامي العريدي، وأبو القسام، وأبو عبد الرحمن المكي، ومعظمهم كان قد اعتقلهم الجولاني في وقت سابق ومن ثم أفرج عنهم تباعاً.

وجاء في البيان التأسيسي لتجمع «الأباة» الذي نشره المحيسني، أن التشكيل الجديد سيضم كافة المقاتلين الأجانب مع إبقاء كل واحد منهم في فصيله الذي يقاتل به، معتبرًا أن تجمع الأباة ليس فصيلاً جديداً إنما هو تجمع سيضم المهاجرين، لتحييدهم عن الصراع الذي تشهده الساحة السورية بين هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا.

ووفق البيان فإن المحيسني الذي كان ينادي بوحدة الفصائل سيتولى مهمة المسؤول العام للتجمع، بينما عين "مصلح العلياني" نائباً له.

ويهدف التشكيل الجديد إلى العمل بالمبادئ التي اجتمع عليها المهاجرون وهي بحسب البيان: «ألا يدخروا جهداً بالنفس والمال في الذود عن أهلهم في الشام، والنأي بأنفسهم عن النزاعات الداخلية فلا يقفوا مع طرف دون آخر وألا يخوضوا إلا بالإصلاح، والحرص على إبقاء حبال المودة ممدودة مع كافة الفصائل، بالإضافة إلى عدم التقدّم على أهل البلد في شؤون بلادهم ولهم النصح والإرشاد، علي أساس أن المحيسني لم يتدخل بشؤون البلاد ونأى بنفسو هني شو جابن على سوريا من الأساس»؟ وفق البيان.

ووفق مراقبون فإن على كافة دول المنطقة أن يخافوا جراء التشكيل الجديد، الذي قد ينجح بتوحيد المقاتلين الأجانب في جسم واحد يضم كل الجهاديين القادمين إلى سوريا، وهذا يعني سهولة حشدهم وتوجههم إلى أي بلد آخر حين يريدون. 

ويري أخرون أن التشكيل الجديد خطر حقيقي على باقي الفصائل قد يسهم مستقبلاً في ابتلاعها والتحول إلى قوة جديدة، متوقعين أن لا يطول الانتظار طويلاً ليبدأ التشكيل الجديد مهامه كفصيل عسكري خلال الفترة القادمة مستغلاً انقسامات الفصائل واقتتالها الداخلي.

وقد شهد ريفا حلب وإدلب معارك بين "جبهة تحرير سوريا" و"هيئة تحرير الشام" استُخدمت فيها كافة صنوف الأسلحة المتوسطة والثقيلة، بالإضافة إلى استخدام الصواريخ الحرارية في استهداف أرتال وتجمعات الفصائل المتقاتلة.

وتشكلت تحرير سوريا الشهر الماضي من اندماج ميليشيا حركة نور الدين زنكي وحركة أحرار الشام.

وفي سلسلة من المنشورات علي قناته في موقع تليجرام اعتبر المسؤول العسكري الأول في النصرة أبو اليقظان المصري أن كلاً من الزنكي وأحرار الشام انتهتا كفصائل في ظل استعادة هيئة تحرير الشام لعدة مدن وبلدات كانت خرجت منها في ريفي حلب وإدلب أمام تقدم جبهة تحرير سورية، مشيراً إلى أن النصرة استعادت الهجوم وتمكنت من دخول معرة مصرين وعدة بلدات في ريف إدلب وحلب كانت خرجت منها قبل أيام بعد تعزيز أرتالها بالدبابات.

وذكرت وكالة إباء التابعة لـلنصرة، قيام عصابة الزنكي المتمركزة على جبل دارة عزة باستهداف بالرشاشات الثقيلة المسجد الكبير في قرية تلعادة في ريف حلب الغربي.

وذكرت مصادر إعلامية قيام زعيم جبهة النصرة الجولاني بالانتقال إلى ريف اللاذقية الشمالي، بعدما غادر مقر إقامته في منطقة حارم في ريف إدلب.

وتقول النصرة عبر مواقعها إن تحرير سوريا تحاول السيطرة على طريق ريف حلب الشمالي إدلب، لتقوية نفوذها، على حين تتهمها الأخيرة بتحييد عشرات الميليشيات.