مؤتمر بدول الساحل يبحث دور محاكم النقض في الوقاية ومكافحة الإرهاب

الأحد 04/مارس/2018 - 05:49 م
طباعة مؤتمر بدول الساحل
 
اكد خبراء قانونيين، ان علي كل طفل تم تجنيده من طرف جماعات ارهابية يجب أن يعتبر بمثابة ضحية لانتهاك حق دولي، ويتعين أن يكون موضوع تدابير خاصة ملاءمة لوضعيته الخاصة وتروم تيسير إعادة اندماجه في المجتمع”.
وشهدت الجمعة الماضية، العاصمة السنغالية دكار، أشغال مؤتمر حول “دور محاكم النقض في الوقاية ومكافحة الإرهاب بدول الساحل”، بمشاركة عدد من الدول من ضمنها المغرب.
ويشكل هذا المؤتمر اللقاء الختامي لمشروع “محاكم النقض والإرهاب في دول الساحل” الذي تم إطلاقه في دكار سنة 2014، والذي يضم محاكم النقض الست الأعضاء في جمعية محاكم النقض التي تتشارك في استخدام اللغة الفرنسية، وهي بوركينا فاسو ومالي وموريتانيا والنيجر والسنغال وتشاد.
وبحث المشاركون في هذا اللقاء، أساسا، مشروع التوصيات الذي صاغته لجنة قيادة محاكم النقض بالساحل خلال اجتماعها السابق يومي 11 و12 يناير الماضي،  بدكار. وهي التوصيات التي تتماشى بشكل تام مع إعلان الرباط لسنة 2012 حول الممارسات الجيدة في مجال المبادرات الفعالة في مكافحة الإرهاب في قطاع العدالة الجنائية.
كما بحث المشاركون في اللقاء مواضيع تتعلق ب”القضايا ذات الأولوية في مكافحة الإرهاب: نقاش مع لجنة قيادة محاكم النقض بالساحل”، و”قضايا الأحداث: المتابعة والعقوبات والتكفل وإعادة الإدماج”، و”دور محاكم النقض في مكافحة الإرهاب: مقترح الخطوط التوجيهية”.
وفي سياق متصل، أكد المشاركون في هذه الجلسة على أن “كل طفل تم تجنيده من طرف جماعات ارهابية يجب أن يعتبر بمثابة ضحية لانتهاك حق دولي، ويتعين أن يكون موضوع تدابير خاصة ملاءمة لوضعيته الخاصة وتروم تيسير إعادة اندماجه في المجتمع”.

وشدد المشاركون الذين يمثلون عددا من محاكم بدول الساحل، على ضرورة أن تتم محاكمة الأحداث المدانين في قضايا الإرهاب، من طرف محكمة خاصة بالأحداث ووفق مسطرة ملاءمة لهم”.
كما اعتبروا أن “الأحداث الذين ثبت تورطهم في أعمال إرهابية يجب أن يخضعوا لعقوبات خاصة مواءمة لأعمارهم لحظة ارتكاب الجرم، ويتعين أن يستفيدوا من تخفيف في المسؤولية والعقوبة، وكذا من تدابير تربوية من أجل تحفيز عودهم لعائلاتهم وإعادة ادماجهم اجتماعيا ومهنيا”.

واستعرض عبد القادر الشنتوف، قاضي التحقيق المكلف بقضايا الإرهاب في لمغرب، أبرز الضمانات التي يوفرها التشريع المغربي في إطار محاكمة الأحداث المقترفين لجرائم الإرهاب، وكذا التدابير الكفيلة بالحيلولة دون وقوع هذه الفئة ضحية استقطاب الجماعات الإرهابية.
وقال "الشنتوف" في مداخلة له خلال جلسة حول موضوع “قضايا الأحداث: المتابعة والعقوبات والتكفل وإعادة الإدماج” نظمت في إطار لقاء حول “دور محاكم النقض في الوقاية ومكافحة الإرهاب بدول الساحل”، إن القانون المغربي يمنح للأحداث مقترفي جرائم إرهابية ضمانات وحقوقا سواء في مرحلة الحراسة النظرية أو خلال المحاكمة.
وأوضح "الشنتوف" الذي مثل في هذا اللقاء، السيد مصطفى فارس، الرئيس الأول لمحكمة النقض بالرباط، أن الأمر يتعلق أساسا بحق الحدث في المؤازرة من طرف محام، وحضور وليه القانوني، واعتماد سرية جلسات المحاكمة، وذلك في احترام تام لما تنص عليه المواثيق الدولية والقوانين الداخلية للبلاد.

كما أبرز دور التربية والتحسيس باعتبارهما آليتين تمكنان من الحيلولة دون وقوع الأحداث ضحية تجنيد أو استقطاب من طرف الجماعات والتنظيمات الإرهابية، أو التشبع بأي أفكار ينشرها دعاة الفتنة والتطرف.
وأشار "الشنتوف" في هذا الصدد إلى الدور الذي يتعين على الأسرة أن تضطلع به في تربية أبنائها وحمايتهم من الأفكار المتطرفة، وذلك عبر تلقينهم القيم الدينية السليمة، وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام، ومحاربة الفكر المتطرف، بما يتكامل مع الدور الذي تضطلع به وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية في هذا المجال، بحسب "وكالة المغرب العربي للأنباء"
ويحظي  مشروع “محاكم النقض والإرهاب في دول الساحل”  بدعم من المديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة، والمنظمة الدولية للفرنكفونية، ومحكمة النقض الفرنسية. كما يحظى المشروع بدعم من المركز الدولي للأمن التعاوني”، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وبدعم مالي من المنظمة الدولية للفرنكفونية وحكومتي اليابان وكندا.

شارك