مع اعتقال مشغلي وكالة "أعماق".. هل أسكت الجيش العراقي صوت "داعش" الأقوي؟

الأحد 04/مارس/2018 - 10:45 م
طباعة مع اعتقال مشغلي وكالة
 
ألقت  قوات الجيش العراقي ، القبض على مسؤولين وعاملين في وكالة "اعماق"، والتي كانت تعد الذراع الاعلامية الرئيسية لداعش، وكانت تروج لعملياته في العراق وسوريا وباقي العالم.
ووفقا لتقارير اعلامية عراقية، أن قوات الجيش العراقي اعتقلت، المسؤول الأول عن إدارة وكالة (أعماق) في مدينة الموصل، ويدعى عثمان خالد الأمين وهو من  قرية (اللك) على مشارف مدينة الموصل من جهة الجنوب الشرقي.
كما تم اعتقال 6 أفراد (لم يحدد هوياتهم)، يتواجدون في القرية ذاتها، كانوا مساعدين له إبان سيطرة داعش على المنطقة".

صوت "داعش" الأقوي:

وتعد وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم داعش، الذراع الإعلامية للتنظيم، وقد بثت على مدى سنوات أخبار التنظيم ومقاطع مصورة تروج لـ"داعش"، من بينها عمليات إعدام جماعية مروعة.
وترجع  نشأة وكالة "أعماق" إلى ربيع 2014 كصفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وبحسب المنشورات الأولى لها، فإنها كانت تغطي الأحداث في ريف حلب الشرقي، مدينة الباب، منبج.. مما يؤكد أن نشأتها كانت في تلك المناطق.
اكتسبت وكالة "أعماق" شهرة كبيرة بعد نشرها لعدة تسجيلات من كوباني / عين العرب بمحافظة حلب، فضلاً عن أنها قامت وقتها بتغطية سير الرتل القادم من ريف حلب الشرقي إلى مدينة كوباني التي هاجمها "داعش" من ثلاث جهات، في حين أن الأرتال القادمة من محافظة الرقة قام "المكتب الإعلامي لولاية الرقة" بتغطية تحركاتها.
كما ارتفعت شهرتها  عقب نشرها خبر تبني تنظيم "داعش" لحادثة دهس تونسي بشاحنة لعدد من الناس في مدينة نيس الفرنسية، وبعدها نشر فيديو للفتى الأفغاني الذي قام بجرح عدد من السواح الصينيين في مدينة فورتسبوج الألمانية ، وحادثة اللاجئ السوري محمد دليل الذي فجر نفسه بمدينة أنسباخ الألمانية وحادثة ذبح كاهن فرنسي في النورماندي على يد شابين بايعا "داعش".
وأشارت صحيفة “جيوبوليس” الفرنسية ، في تقرير لها،  إلى أن وكالة أنباء أعماق أصبحت القناة الرئيسية التي تنشر تبني تنظيم الدولة للهجمات قبل المواقع الرسمية. ووفقا للصحفي في قناة “فرانس24″، ومؤلف كتاب “الدولة الإسلامية، الأمر الواقع” وسيم نصر: “فإن تنظيم الدولة بحاجة إلى الردّ السريع، لإعطاء معلومات سريعة ومتاحة لجمهور واسع، لكن الدعاية تستغرق وقتا طويلا لتصنيعها”. وقالت الصحيفة إن “أعماق” بمثابة وكالة أنباء تنشر برقيات واقعية جدا للحديث عن “مقاتلي تنظيم الدولة”، ولا تهدف إلى إثارة تعاطف الجمهور.
وحسب الصحفي الأمريكي بوب وودوارد، فإن وكالة أعماق ليست وكالة أنباء بالمعنى التقليدي، بل هي أساسا وسيلة للدعاية لتنظيم الدولة تستخدم في بعض الأحيان للتنبيه عن القيام بهجوم إرهابي. وفي الختام، بينت الصحيفة أن التنظيم يمتلك مهارات دعاية كبيرة ويعتمد في ذلك على وسائل إعلام مختلفة، كما يملك تنظيم الدولة فضلا عن وكالة أعماق، إذاعة البيان ومجلة دابق التي تصدر شهريا بعدّة لغات.
وبعد خسارة تنظيم "داعش"في حرب كوباني، وأغلب الظن أن فريق وكالة ‹أعماق› قد قتل هناك، بدأ عملها يتوسع في مناطق سيطرة التنظيم في سوريا ولاحقا في العراق، وتوسعت لتشكل شبكة ضخمة تغطي كافة أنشطة "داعش" العسكرية عالمياً.

كيفية العمل داخل اعماق:

في نوفمبر 2016، كشف مراسل صحفي تابع لتنظيم "داعش"، اعتقلته قوات الأمن العراقية في بغداد، عن طبيعة العمل الإعلامي للتنظيم، وأوضح أنه يعتمد على فريق صحفي متكامل يتولى توثيق نشاطاته الميدانية.
جاء ذلك في تقرير صادر عن القضاء العراقي،بخصوص تحقيقات تجريها الجهات المعنية في البلاد مع الصحفي المعتقل، والمكنى بـ"أبي صالح"، ويعمل مراسلاً ميدانيا لوكالة "أعماق" الناطقة باسم التنظيم.
وأوضح الصحفي الذي لم يحدد التقرير تاريخ اعتقاله، أن التنظيم "لديه شبكة مراسلين في جميع المناطق، ومدققون لغويون للنصوص الصحفية ومنتجون لمقاطع الفيديو".
ووفقا للمعتقل فإن "مصادر المعلومات للمراسلين يحددها مسؤولو القواطع (الوحدات) العسكرية التابعة للتنظيم"، مضيفا أنهم "يعطوننا (المصادر) مستجدات ونتائج الهجمات التي يشنها عناصر التنظيم ضدّ القوات الأمنية أو المدنيين المتواجدين في الأحياء السكنية أو الأسواق".
وتابع بأن "كل مراسل لديه بحسب قاطعه تعامل مع مخولين بمنحه المعلومات أو الصور".
واستطرد بأن "المراسل يقوم بنقل الخبر إلى المسؤول الإعلامي للقاطع أو مساعده حصرا، وهذا الشخص يتسلم الأخبار من مراسلين عدة داخل قاطعه، كل واحد منهم معني بمنطقة معينة".
وبحسب المعتقل فإن "المسؤول الإعلامي للقاطع يرسل الخبر للجهة الإعلامية المركزية لما يعرف بـ(دولة الخلافة) لكي يتم التعامل معه إما بنشره أو الاحتفاظ به".
ولفت إلى أن "عرض النشاطات في الوكالة (أعماق) تسبقها عملية تدقيق تتولاها لجنة تتفحص النصوص من النواحي الصحفية واللغوية".
ويجري التنظيم تحققا من محتوى الأخبار قبل نشرها عبر الاتصال بالمسؤولين العسكريين للقواطع الخاصة به، بحسب إفادة مراسل "أعماق" الذي أوضح أن "مقاطع الفيديو ترسل كاملة لكي تتعرض بعدها إلى التقطيع وعمليات مونتاج من قبل متخصصين في الجانب الفني وفق برامج متطورة". 
ووفقا لإفادته فإن "نشر المقاطع المصورة يكون فقط للتسجيلات التي تتسم بالدقة العالية، وذلك يعكس الاهتمام الكبير لتنظيم داعش بالملف الإعلامي وحرصه على إظهار نشاطاته بتقنية عالية تواكب التطور، لكي تكون صالحة للعرض في القنوات الفضائية الدولية".
حالياً لا تملك وكالة "أعماق" أي موقع لها على النت، نتيجة الإغلاق المكرر لها، وتنشر حاليا البيانات والفيديوهات والصور على منصة التدوين ‹Word Press›، ثم تقوم وسائل التواصل الاجتماعي والوكالات بالاقتباس منها.
هل أسكت صوت داعش:
يشكل اعتقال مشغلو وكالة أعماق ضربة قوية لاعلام "داعش"، وكذلك يشكل إسكات لأهم صوت للتنظيم الإرهابي، ولكن ما مدى مستقبل الإعلامي للتنظيم، في ظل تراجع حضوره على وسائل التواصل الإجتماعي وكذلك تراجع حضوره الإعلامي باعتقال شبكة العاملين في مؤسساته الإعلامية، هل  اقترب نهاية "داعش"  في الفضاء الإعلامي ووسائل التواصل الإجتماعي، أم أن التنظيم يمر بمرحلة عدم توازن، قد يعود سريعا ،  في حالة استطاع التنظيم السيطرة على منطقة جغرافية  يقود بها منصاته الإعلامية.
 
 

شارك