مجددًا.. ظهور داعش في «كركوك» يُربك الأوضاع في العراق

الإثنين 05/مارس/2018 - 03:25 م
طباعة مجددًا.. ظهور داعش
 
لا زالت جذور التنظيم الإرهابي "داعش" تتسلل لاستعادة نفوذها مجددًا في مدينة كركوك العراقية، حيث استغل التنظيم الإرهابي انسحاب قوات البيشمركة الكردية  من  مناطق في كركوك وتسلل عدد من عناصره إلى القضاء.
كانت أفادت مصادر أمنية ، أن عناصر "داعش" الإرهابي، استغلوا الأزمة الحالية بين الحكومة الاتحادية العراقية وقوات البيشمركة وسيطروا على هذه المناطق.
وشهدت الأسابيع الماضية سلسلة هجمات شنها مسلحون مرتبطون بتنظيم داعش على أهداف عسكرية وأخرى مدنية في كركوك؛ ما يثير مخاوف من عودة التنظيم إلى المحافظة العراقية.
واستعادت القوات العراقية، في 8 من أكتوبر الماضي، قضاء الحويجة، من تنظيم داعش الذي سيطر عليه على مدى 3 سنوات بدءًا من صيف 2014، وهو آخر معاقل التنظيم في محافظة كركوك.
وفي 19 فبراير الماضي وقعت أكثر هجمات التنظيم على المحافظة، حيث نصب كمينًا لقافلة من قوات الحشد الشعبي الشيعية الموالية للحكومة في قضاء الحويجة الواقع على بعد 55 كلم جنوب غرب كركوك؛ ما أوقع 27 قتيلًا في صفوف الحشد.
وفي الـ 27 من فبراير الماضي، شن مسلحون يشتبه في انتمائهم للتنظيم هجومًا على مقر الجبهة التركمانية بقذيفة صاروخية؛ ما تسبب بخسائر مادية.
كما اغتال مسلحون مجهولون، مطلع يناير الماضي، مسؤول الجبهة في الحي العسكري وسط مدينة كركوك، علاء الدين الصالحي.
والجبهة التركمانية، هي الممثل الرئيس للتركمان في العراق، وتشغل مقعدين في البرلمان العراقي من أصل 328، فضلًا عن 9 مقاعد من أصل 41 في مجلس محافظة كركوك.
وحسب مصدر أمني،  أن عناصر "داعش" الإرهابي، تسللوا من القرى الواقعة تحت سيطرتهم في أطراف الحويجة، نحو المناطق المحررة منهم في محيط القضاء،والدبس.
وكانت القوات العراقية أعلنت عن سيطرتها على كامل محافظة كركوك المتنازع عليها دستوريا مع إقليم كردستان، بعد انسحاب قوات البيشمركة الكردية، وإخلائها مواقعها دون اشتباكات أو قتال، عدا صدام مسلح حصل في قضاء الطوز خورماتو شمال محافظة صلاح الدين كما أن القوات العراقية أكملت تحرير جميع أراضي البلاد من سيطرة "داعش" نهاية العام الماضي، فيما تواصل تلك القوات ملاحقة عناصر من التنظيم المتطرف فروا من المدن المحررة إلى الصحراء لإعادة نشاطهم من جديد فيها.
ووفق تقارير إعلامية، قال الفريق الركن المتقاعد في الجيش العراقي نجيب الصالحي، إنه كان من المفترض، بعد إعلان النصر العسكري على تنظيم داعش، البدء بما يعرف باستثمار النصر، وهو مرحلة تبدأ حال الانتهاء من المعارك العسكرية، تتضمن الانتشار وملاحقة مَن تبقى من مسلحي داعش.
وسيطر داعش على قضاء الحويجة وبعض المناطق المحيطة، في صيف 2014، إثر انهيار الجيش العراقي، لكن قوات البيشمركة الكردية ساهمت في الحيلولة دون سيطرة التنظيم على بقية أجزاء المحافظة.
وعادت القوات العراقية لتنتشر بالمحافظة في  أكتوبر الماضي بعد اشتباكات محدودة مع “البيشمركة” في أعقاب تصاعد التوتر بين الجانبين، على خلفية استفتاء الانفصال الباطل الذي أجراه الإقليم في الـ 25 سبتمبر الماضي.
وينتشر مسلحو التنظيم في مناطق وعرة بسلسلة جبال حمرين الحدودية بين محافظات كركوك وصلاح الدين – شمال – وديالى – شرق – والتي تمتد من قرب الحدود السورية غربًا، وصولًا إلى حدود إيران شرقًا.
وقال قائد العمليات الخاصة الثانية في جهاز مكافحة الارهاب، معن السعدي، إن جهاز مكافحة الاٍرهاب المنتشر في عموم مدينة كركوك ومداخلها ومخارجها، سيسحق كل من تسول له نفسه المساس بأمن كركوك ومواطنيها ومؤسساتها، سواء أكانوا من فلول داعش أم مجرمين، أم أصحاب الرايات البيض وهم مسلحون غير مؤكدة هويتهم ويرفعون رايات بيضاء عليها صورة أسد‎.
وأكد السعدي في بيان أن هناك تنسيقًا كاملًا مع التشكيلات الأمنية كافة، والشرطة الاتحادية خارج حدود المدينة، هم أيضًا جاهزون لتلقين كل من يحاول زعزعة أمن وسلامة مواطنينا درسًا.
ويبدو أن المخاوف من خطر "داعش" في محافظة كركوك ومحاولات عناصر التنظيم إعادة ترتيب صفوفهم من جديد لشن عمليات إرهابية تتزايد في ظل تحذيرات برلمانيون عراقيون من ذلك مرارا وتكرارا ويبدو أن كركوك ستعود تحت القصف الداعشي مجددًا .

شارك