"تسمية" ميركل للمستشارية للمرة الرابعة.. و"البديل المتطرف" يتزعم المعارضة

الإثنين 05/مارس/2018 - 08:14 م
طباعة تسمية ميركل للمستشارية
 
تنفست المانيا الصعداء بعد اقتراح الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير على البرلمان الألمانى رسمياً انتخاب أنجيلا ميركل مستشارة لألمانيا، بعد أن وافق الحزب الاشتراكي الديموقراطي في استفتاء شارك فيه أعضاء الحزب وحاز على موافقة 66,02 بالمائة، على تشكيل ائتلاف حكومي واسع بين الحزب الاشتراكي والاتحاد المسيحي بقيادة المستشارة أنجيلا ميركل، منهياً بذلك أزمة سياسية شهدتها البلاد منذ الانتخابات التي جرت في سبتمبر الماضي.
من جانبها وعدت أنجيلا ميركل بأن حكومتها الجديدة ستبدأ العمل سريعاً وستعطي دفعاً قوياً لأوروبا، بعد أسابيع من المفاوضات الشاقة، مؤكدة على أنه  "بعد نحو ستة أشهر من الانتخابات، الناس ينتظرون حصول شيء ما الآن". وأضافت المستشارة "نحن نرى أن أوروبا تواجه تحديات وإن دفعاً قوياً من ألمانيا، إلى جانب دفع فرنسا والدول الأخرى ضروري"، مضيفة بقولها : "يتطلب منا أن نبدأ العمل بسرعة في الحكومة".
ورحبت ميركل بنتائج تصويت الحزب الاشتراكي الديمقراطي لصالح تشكيل حكومة ائتلافية مع الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي. وأعربت عن أملها بأن يتم انتخابها رئيسة للحكومة من جديد.

تسمية ميركل للمستشارية
واقترح الرئيس الألماني فرانكفالتر شتاينماير  اليوم على البرلمان الألماني "بوندستاج" إعادة انتخاب أنجيلا ميركل لمنصب المستشارة الاتحادية. وقالت متحدثة باسم الرئاسة الألمانية "الرئيس الاتحادي اقترح على البرلمان الألماني بخطاب اليوم، وفقاً للمادة 63 بند1 من القانون الأساسي "الدستور"، انتخاب السيدة أنجيلا ميركل كمستشارة اتحادية". 
يأتي ذلك بعد أن وافق الحزب الاشتراكي الديمقراطي على تشكيل الحكومة الائتلافية، وصوت 66 بالمئة من أعضاء الحزب لصالح تشكيل الائتلاف، ومن المتوقع أن يتم انتخاب ميركل في جلسة البرلمان الألماني التي سيعقدها في الـ 14 من مارس الجاري. 
كان شتاينماير قد أعرب عن ارتياحه بعد قرار الحزب الاشتراكي الديمقراطي بالموافقة على المشاركة في تشكيل ائتلاف حاكم موسع جديد مع التحالف المسيحي بزعامة ميركل، وقال "إنه أمر جيد لبلدنا أن مرحلة عدم اليقين والشك قد مرت".

تسمية ميركل للمستشارية
ويري مراقبون أن شتاينماير له الفضل فى الاستقرار الذى وصلت له المانيا حاليا، بعد ان خرجت دعوات لانتخابات مبكرة عقب انهيار تحالف "جامايكا" التى كانت تعول عليه ميركل لبدء ولاية جديدة لها، واستدعى الرئيس الألمانى رؤساء الأحزاب مؤكدا لهم صعوبة الظرف الذى تمر به المانيا، والمشكلات التى قد تعود على أوروبا ككل أيضا فى حال استمرار حالة عدم الاستقرار، وهو ما منح الفرصة للأحزاب الأخري للمشاركة فى المشاورات بشأن الحكومة.  
كما تزعم سلسلة من المباحثات مع الأحزاب بعد إخفاق مباحثات جس النبض في نوفمبر الماضي بشأن تشكيل ائتلاف جامايكا الذي كان مفترضاً أن يتكون من اتحاد ميركل والحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر، وترتب على ذلك تخلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي عن رفضه الأساسي لإعادة تشكيل ائتلاف حاكم موسع جديد.
من ناحية أخري انتقد حزب "البديل من أجل المانيا" اليميني الشعبوي قرار الحزب الاشتراكي الديموقراطي الدخول مجدداً في ائتلاف حكومي مع ميركل متوقعاً أن "فاتورة ذلك ستستحق على أبعد تقدير في 2021"، عندما يتوجه الناخبون مجدداً إلى صناديق الاقتراع.

تسمية ميركل للمستشارية
يذكر  أنه وبعد تحقيقها فوزاً ضعيفاً في الانتخابات التي جرت في سبتمبر الماضي لم تتمكن على إثرها من الحصول على الأغلبية المطلقة، واجهت ميركل صعوبات لايجاد شركاء لها في الحكومة. وحقق حزبها أسوأ نتيجة له في مرحلة ما بعد الحرب، وكان شريكها السابق الحزب الاشتراكي الديموقراطي رفض تجديد الائتلاف معها، قبل أن يعود ويتراجع عن قراره.
وتراجع المحافظون بزعامة ميركل والاشتراكيون الديموقراطيون في الانتخابات جراء اختيار جزء من الناخبين التصويت لمصلحة حزب "البديل من أجل المانيا" اليميني الشعبوي تعبيراً عن غضبهم إزاء وصول أكثر من مليون طالب لجوء إلى ألمانيا منذ 2015، وأصبح "البديل" الآن أكبر أحزاب المعارضة.
وكان أعضاء الحزب الاشتراكي الديموقراطي الألماني وافقوا بغالبية كبيرة على تشكيل ائتلاف حكومي مع التحالف المسيحي بقيادة أنجيلا ميركل، وأبدت قيادة الحزب الاشتراكي ارتياحا كبيرا بهذه النتيجة التي فتحت الطريق أمام تشكيل الحكومة، لينهي هذا الاتفاق أزمة سياسية تفجرت منذ الانتخابات البرلمانية الأخيرة في سبتمبر الماضي، والتي فاز فيها حزب ميركل، ولكنه حقق فيها أسوأ نتيجة له منذ عقود، فلم تسمح للحزب بتشكيل حكومة من دون الدخول في ائتلاف مع قوى سياسية أخرى.
وكانت ميركل تترأس الحكومة الألمانية منذ عام 2005، وفي حال انتخابها من قبل البرلمان، ستكون هذه الولاية المتتالية الرابعة لها.

شارك