"جيش الصحراء".. ذراع "داعش" الجديدة لتهديد ليبيا

الثلاثاء 06/مارس/2018 - 02:57 م
طباعة جيش الصحراء..  ذراع
 
كوّن منتمون لتنظيم "داعش" جيش الصحراء من ثلاث كتائب على الأقل في الصحراء الليبية، بعد أن فقدوا السيطرة على معقلهم في سرت الساحلية العام الماضي، بحسب مسؤول قضائي ليبي.
كشف مسؤول ليبي عن قيام تنظيم "داعش" بتكوين "جيش الصحراء" في جنوب ليبيا من أجل اعادة تنظيم المقاتلين الفارين في صفوفهم ن واعادة "داعش" الي دائرة الضوء في حرب المليشيات الإرهابية بليبيا ومنطقة الساحل والصحراء.
جيش الصحراء:
" جيش الصحراء" هي التسمية التي أطلقها تنظيم داعش على فرعه بالجنوب الليبي حسب رئيس التحقيقات بمكتب النائب العام الليبي الصديق الصور، الذي قال الأسبوع الماضي في تصريح صحافي، إن هذا الكيان الإرهابي تمّ تأسيسه بعد تحرير مدينة سرت، ويضم 3 كتائب بقيادة الليبي المهدي سالم دنقو، والملقب بـ"أبوالبركات".
وأضاف رئيس التحقيقات في مكتب المدعي العام الليبي، أن المحققين علموا أن داعش أسس جيشا في الصحراء بقيادة المتشدد الليبي المهدي سالم دنقو الملقب أبوبركات. ويضم ذلك الجيش ثلاث كتائب تحت قيادة دنقو ولكل منها قائد.
وتابع الصور، في مؤتمر صحفي بالعاصمة طرابلس: "هذا الجيش تم تأسيسه بعد تحرير مدينة سرت، وهو يضم ثلاث كتائب تحت قيادة دنقو، ولكل منها قائد. والآن هم موجودون في الصحراء الليبية".
وقال الصور إن السلطات اعتقلت قيادياً بارزاً في التنظيم، لافتاً إلى أن هذا القيادي "أشرف على قطع رؤوس 21 قبطياً مصرياً في سرت في فبراير 2015".

جنوب ليبيا الموطن الأمن:
ويشكل الجنوب الليبي الموطن الأمن لـداعش" حيث تعد منطقة رخوة للجماعات الأرهابية والمسلحة، وهي تتمير بتضاريسها الصعبة كما أنها انه تشكل منطقة هامة لتهريب السلاح .
فقد خسر «داعش» كلا من الموصل والرقة والباب ودير الزور، في حين تراجعت مساحة الأراضي التي يسيطر عليها في كل من العراق وسوريا إلى الصفر، وأما مقاتلوه فيبحثون الآن عن معقل آخر وأرض جديدة وهي ما تتميز به الجنبو الليبي.
واكتسب المتشددون الفارون الذين لجؤوا لمعسكرات في الصحراء جرأة في الأسابيع الماضية وأقاموا بين حين وآخر نقاط تفتيش على الطرق إلى الجنوب وإلى الشرق من سرت، وأعلنوا مسؤوليتهم عن هجومين دمويين على قوات محلية.
وتعد مدينة سبها عاصمة الجنوب الليبى وإحدى أهم ثلاث مدن فى البلاد، تقع فى الجزء الجنوبى الغربى من ليبيا على بعد 750 كم تقريبا من العاصمة طرابلس، يحدها من الشمال منطقة زلاف الصحراوية وأودية الشاطئ وعتبة والآجال ومناطق مرزق والقطرون، وتقدر الدوائر شبه الرسمية عدد سكانها بحوالى 400 ألف نسمة.
لذلك يعتبرالجنوب الليبي وفق العديد من المراقبين، الحلقة الأضعف أمنيا في ليبيا،حيث يمثل بيئة جاذبة لعمل الجماعات المتطرفة والأنشطة غير القانونية.
ويرى مراقبون،أن المكسب الذي يسعى إليه تنظيم داعش من السيطرة على الجنوب الليبي، هو أنه سيفتح تلك الجبهة لتنظيمات إرهابية في دول الجوار،حيث يسعى للتواصل مع هذه التنظيمات والتحرك في تلك المساحة الشاسعة، مستغلا خلاياه النائمة.
ويمتلك "جيش الصحراء" قوافل لسيارات الدواعش ذات الدفع الرباعي، والمزودة بمدافع عيار 14.5مم و23مم، على قرى "زمزم" و"القداحية" و"بونجيم"، في الدروب الواقعة شرق طريق فزان الرابط بن شمال البلاد وجنوبها.
وتذهب تقديرات الخبراء الغربيين إلى توقُع وجود ما بين 2600 و3500 مقاتل أجنبي من أكثر من 41 بلدا، تسللوا إلى ليبيا خلال السنوات الماضية بحسب معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط، ما حدا بالباحث الأمريكي هارون زيلين إلى اعتبارها المقصد الرابع لمُقاتلي «تنظيم داعش» بعد العراق وسوريا وأفغانستان.
و حسب الباحث الأمريكي هارون زيلين، يشكّل تنظيم «داعش » حالياً أقوى جماعة جهادية في ليبيا. فبعد تدفُق المقاتلين إلى هناك من سوريا في الفترة بين عامي 2012 و2013، انعكس الاتجاه في ربيع عام 2014. فقد بدأ يأتي معظم المقاتلين الأجانب الذين ينتمون إلى تنظيم «داعش » في ليبيا من تونس، على الرغم من أن التنظيم اجتذب مجموعة واسعة من الجنسيات الأخرى، بما فيها تشاد وغانا وكينيا والنيجر والصومال وبوروندي.
وكان أحد الاتجاهات الفريدة في ليبيا هو المشاركة الكبيرة للمقاتلات، التي بدأت عام 2014. وكما هو الحال مع الرجال،  جاءت أكبر وحدة (300) من تونس، في حين أنحدر القسم الآخر من أستراليا وتشاد ومصر وإريتريا والمغرب والنيجر وبلدان أخرى. وعلى غرار سوريا، تم استخدام معظم هؤلاء النساء للزواج أو تربية الأطفال للجيل المقبل من المجاهدين، ولكن، تمّ أيضاً تدريب بعضهن على القتال.
ويمثّل المقاتلون الأجانب الذين ينتقلون من ليبيا وإليها مخاطر كبيرة على بلدان أخرى، ومن بينها إمكانية تنفيذ العائدين عمليات خارجية عن طريق تآمر القادة الجهاديين [على تنفيذها] من خلال "التخطيط عن بعد".
فيما يعرف المقدم طيار شريف العوامى قائد العمليات الجوية في الجيش الوطني الليبي على مستوى منطقة الوسط، ذلك جيدا.فمن مقر قيادته في رأس لنوف، حيث يشرف على حماية الهلال النفطي، قال لمجلة ماريان الفرنسية، «نحن نعرف انهم يتجمّعون في الصحراء في جنوب سرت، ولكن أيضا وبشكل رئيسي على طول الهلال النفطي، إنه ذهبنا وهدفهم أيضا. لقد حاولوا الاستيلاء على هذه الموانئ ست مرات، وقد تبنّى «داعش» بعض الهجمات، لكني مقتنع بأن جماعات جهادية أخرى فقدت قواعدها حول سرت وبنغازي ودرنة، ترفع هي الأخرى اسم «داعش». على كل حال، هم يستخدمون الطرق ذاتها، وهي السيارات المفخخة وقطع الرؤوس، وهدفهم الأول هو الجيش أو المؤسسات».
وكان تنظيم داعش هدد بشن "حرب استنزاف" جديدة ضد المواقع الأمنية للجيش الليبي، وسبق له أن تبنّى هجمات شهدتها ليبيا أخيرا، أحدها على بوابة الكنشيلو جنوب منطقة ودان، واثنان آخران استهدفا بوابة التسعين شرق سرت، ومنطقة زلة جنوب الهلال النفطي، كما ثبت تورطه في الهجوم على بوابة الفقهاء في الجفرة أوت الماضي والتي قتل خلالها 12 عسكريا، وكذلك ضلوعه في تفجير محكمة مصراتة شهر أكتوبر من العام الماضي.
دور قطري:
وكشف قرار السلطات التشادية، 23 أغسطس 2017، غبلق السفارة القطرية في نجامينا ، علي دور الدوحة في دعم الإرهاب في ليبيا  وخاصة بالجنوب الليبي والذي يعتبر نقطة لضرب مصر والتشاد.
وجاء في بيان للخارجية التشادية "إن وزارة الشؤون الخارجية تبلغ العموم أنه وبسبب التورط المتواصل لدولة قطر في محاولات زعزعة استقرار تشاد انطلاقا من ليبيا، فإن الحكومة قررت غلق السفارة ورحيل السفير والموظفين الدبلوماسيين عن الأراضي الوطنية". وأوضحت الوزارة أنه "تم منح مهلة مدتها 10 أيام" لمغادرة طاقم السفارة، معللة القرار بالرغبة في "الحفاظ على السلم والاستقرار في المنطقة".
وقال وزير الخارجية التشادي إبراهيم حسين طه إن "بلاده اتخذت قرار إغلاق السفارة القطرية وطرد دبلوماسيي قطر، بسبب أعمال تقوم بها الدوحة ضد الاستقرار في تشاد".
 وأضاف طه لـ لقناة" سكاي نيوز "، إن "قطر تؤوي جماعات معادية لتشاد، وأشخاصا لهم علاقات بأشخاص وجماعات إرهابية في ليبيا". وذكر أن "قطر لها علاقات خفية وغير خفية مع جماعات في ليبيا تنفذ أعمالا عدائية في تشاد"، مشيرا إلى أن "الهجوم الذي تم الأسبوع الماضي على حدودنا مع ليبيا قد جاء بالتأكيد من هذه الجماعات".
وأشار الوزير الى أن "وقوف قطر مع الجماعات المتشددة الموجودة في ليبيا يزعزع المنطقة"، مؤكدا أن هناك "مساعدات من ليبيا تأتي للجماعات في تشاد وبوكو حرام "في نيجيريا" وفي منطقة الساحل الأفريقي".وأضاف طه "الموقف القطري يزعزع استقرارنا. نحن دولة مرت بسنين من الحروب وبدأنا نستقر ونبني البلد، لكن هذه الجماعات المسلحة المدعومة من قطر وقياداتها موجودة في فنادق الدوحة تقوض الاستقرار في منطقتنا".
وأكد الناطق الرسمي باسم مجلس النواب الليبي، عبدالله بليحق، أن قطر تعبث في ليبيا وتبنت الميليشيات المتطرفة، ودعمتهم ماليا وأمدتهم بالسلاح.
 وأشار «بليحق» في تصريح خاص لـ «البوابة نيوز»، إلى أن قطر تستضيف عددا من قادة تلك الميليشيات الإرهابية، كالجماعة الليبية المقاتلة، وتنظيم القاعدة، وجماعة الإخوان المسلمين، مضيفا: «أحملها الجزء الأكبر من مسئولية ما وصل إليه الوضع الراهن من تأزم وانقسام».
ويقول المراقبون أن قطر تلعب دورا بارزا في دعم تحالف مسلحي المعارضة التشادية مع  الجماعات الإرهابية الليبية وفي مقدمتها ما يسمى بسرايا الدفاع عن بنغازي.وكان الناطق باسم القيادة العامة للجيش العقيد أحمد المسماري إن قوات المعارضة التشادية شاركت في الهجوم على منطقة الهلال النفطي، كما  أكد آمرعمليات سلاح الجو التابع لقيادة الجيش العميد الطيار محمد منفور وجود تحالف بين القوات القادمة من مدينة مصراتة والمدعومة من قطر  مع سرايا الدفاع عن بنغازي وقوات المعارضة في تشاد لإستهداف الأمن الوطني لليبيا.
وفي يونيو الماضي،أفرجت غرفة عمليات الجفرة التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة،على معلومات تتعلق بقوات المعارضة التشادية المتحالفة مع "سرايا الدفاع عن بنغازي"،و قال مسؤول المكتب الاعلامي بغرفة عمليات اجدابيا سراج جبريل، الجمعة 09 يونيو 2017، فى حديث لـ المرصد ان غرفة عمليات الجفرة أطاحت بعدد من مسلحي المعارضة التشادية فى كمين محكم بمنطقة قريبة من الجفرة اضافة لعدد منهم أسروا خلال المعارك.وأكد جبريل ان هذه المجموعة اعترفت بأن قيادة " سرايا الدفاع " دفعت لهم مبلغ 12 مليون دينار بهدف معاودة الهجوم على منطقة الجفرة و السيطرة عليها مؤكداً ان فلول هذه القوات المنسحبة تتمركز بمنطقة الجبال السود جنوبي سبها.
عملية الجيش الليبي:
واعلنت القيادة العامة للجيش الليبي، التابعة لمجلس نواب طبرق المنعقد شرقي ليبيا، برئاسة المشير خليفة حفتر، مساء الأحد 4 مارس2017، أن الأخير أمر بإطلاق عمليات «فرض القانون» في الجنوب الليبي، وذلك بحسب بيان أصدره المكتب الإعلامي ل«القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية»، عبر صفحتها الرسمية على موقع «فيسبوك».
وبحسب البيان أعطى حفتر تعليماته لجميع الوحدات العسكرية والأمنية في الجنوب الليبي لبدء العملية. ويسود الهدوء الحذر مدينة سبها، جنوبي ليبيا، بعد اشتباكات قبلية، منذ الأحد الماضي، وسط تحليق مكثف للطيران الحربي، بحسب مسؤول محلي. 
وأشار عميد بلدية سبها حامد رافع الخيالي إلى أن هناك تنسيقاً على الأرض على مستوى الكتائب بين قوات الجيش، وقوات حكومة الوفاق الوطني، لتمشيط المنطقة بغية تحديد أهداف وأماكن تمركز «مجموعات مسلحة أجنبية».
وتقول مصادر محلية، إن الطرف الثاني في المواجهات «مسلحون قبليون». غير أن الخيالي نفى أن تكون الاشتباكات التي تشهدها المدينة، منذ أيام «قبلية»، مشيراً إلى أنها «مواجهات بين الجيش الليبي ومجموعات مسلحة أجنبية غرضها السيطرة على المنطقة»، من دون تفاصيل.
قوات الجيش الليبي هل  تنهي حضور "داعش" والجماعات الإرهابية في الجنوبن ام سيبقي الجنوب البيئة المناسبة  لبقاء الجماعات الإرهابية؟

شارك