«داعش» يعود إلي العراق باستراتيجية «شوكة النكاية»

الثلاثاء 06/مارس/2018 - 04:23 م
طباعة «داعش» يعود إلي العراق
 
علي مدار المرحلة الماضية ومنذ بدأت القوات العراقية شن هجماتها علي معاقل التنظيم الإرهابي "داعش" الذي نجح في السيطرة معظم الأراضي العراقية منذ 2014، وإعلان العراق عن تحرير تلك المناطق منذ أكتوبر الماضي، يبدو أن التنظيم الإرهابي لازالت أضلعه متفرعة في جميع المناطق العراقية المحررة، حيث بدأت عناصر التنظيم تظهر في عدة مدن تحررت من قبضته منها كركوك فضلا عن منطقة العويسات قرب الفلوجة.
وحذر العديد من الخبراء من بقايا فلول داعش في العراق، مؤكدين علي أن التنظيم قادر علي استعادة صفوفه مجددًا في ظل انتشاره بعدة مناطق عراقية، وهو الأمر الذي حذر منه برلمانيون من تزايد خطر "داعش" في محافظة كركوك ومحاولات عناصر التنظيم إعادة ترتيب صفوفهم من جديد لشن عمليات إرهابية.
ووفق ما أشارت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن مصادر أمنية، أكدت أن قوة من الحشد الشعبي اشتبكت مع مسلحين تسللوا باتجاه منطقة "العويسات" قرب عامرية الفلوجة، فيما سمع دوي انفجار في المنطقة كما اندلعت اشتباكات مسلحة بين ميليشيات الحشد الشعبي وتنظيم "داعش" في منطقة جرف الصخر جنوبي العاصمة العراقية، بغداد، ما أسفر عن سقوط قتلى من الجانبين.
وفي هذا السياق، كشفت تقارير إعلامية عن وجود تحذيرات من محاولة تسلل 3 اَلاف "داعشي" من سوريا الى العراق، وهو ما ينذر بعودة داعش مجددًا إلي العراق بعد تحريرها.
الدكتور جورج طريف، الخبير في الشؤون العربية، تناول في إحدي مقالاته هل انتهت الحرب على داعش،  أن الجميع يعتقد بانهزام داعش في سوريا والعراق ولكن قائد التنظيم ما زال موجودا ويعمل سرا وأن بقايا التنظيم مازالت موجودة في العديد من الدول.! اذن الدواعش موجودون.
ويقول الكاتب السوري، إن قوة التنظيم تكمن في الحرب الدعائية عبر الانترنت اذ يعتمد التنظيم على إستراتيجيته إعلامية متكاملة تستعمل مواقع التواصل الاجتماعي لتمرير رسائل دعائية بهدف تجنيد جهاديين جدد أو لترهيب الخصوم ،وأثبت التنظيم
قدرته على استعمال أحدث تقنيات وسائل الإعلام في حربه الدعائية، ولهذا الغرض يتم يوميا تحميل عشرات الأشرطة التحريضية بعضها يحمل بصمات هواة بعضها الآخر مصنوع بمهنية عالية كما يتابع التنظيم بدقة تفاصيل الجدل السياسي في الغرب، ويوظفه بشكل انتقائي في معركته الإعلامية.
وذهب الكاتب إلي أنه لو قارنا بين داعش والقاعدة من حيث بث الدعاية الاعلامية لوجدنا ان داعش يمتلك إستراتيجية اتصالية غير عفوية أو تلقائية، وهي أكثر تماسكا وفعالية من تلك التي تبناها تنظيم القاعدة الذي كان السباق في الاهتمام في الدعاية الاعلامية وعدم اغفالها باعتبار أن قوة تأثيرها توازي تاثير القوة العسكرية.
وأضاف المقال، أن خطورة داعش كانت تكمن بامتلاكه حسبما تذكر الدراسات أكثر من أربعين ألف حساب على تويتر ولديه صفحات عديدة على فيسبوك، ما عدا المواقع الإلكترونية وسبعة مراكز إعلامية نشيطة، ويستخدم وسائل الاتصال الحديثة بفعالية كبيرة باعتبارها وسيلة من وسائل الاتصال بين أعضاء التنظيم في مواقع عديدة و آلية من آليات الحشد والتعبئة، كما يعتبرها في مستوى ثالث وسيلة من وسائل التجنيد لدرجة أن مركز بحوث الجماعات الراديكالية في بريطانيا، خلص إلى أن حوالي 80 %من الذين تم تجنيدهم من أوروبا للقتال في سوريا والعراق، جاؤوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عدا عن بث الرعب في نفوس المستهدفين من خلال نشر التنظيم صورا وبث أشرطة تشير إلى قوة مطلقة وكفاءة كبيرة ورغبة في إلحاق الأذى والدمار لكل من يعاديه.
من جانبه الخبير العسكري الدكتور عماد علو يقول،: إن الاستراتيجية التي يقوم عليها تنظيم "داعش" اليوم كما أعلنها زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، بعد أن تيقن من هزيمته أمام القوات المسلحة العراقية، سيعود معها التنظيم إلى ما أطلق عليه بـ "شوكة النكاية"، وهو مصطلح أطلقه التنظيم ويشير إلى حرب العصابات، واستعد التنظيم لهذه المرحلة في أوقات سابقة.
ويضيف علو في حواره علي قناة الحقيقة، أن هناك العديد من الخلايا النائمة التي لا زالت موجودة في مناطق متفرقة من العراق، وقسم منها تسلل مع النازحين الذين لجأوا إلى القوات الأمنية ضمن معسكرات النازحين، وهذه العناصر تقوم اليوم بهذه العمليات الإرهابية باختيارها للمناطق الهشة مستهدفة المواقع العسكرية والتجمعات السكانية، وهي هجمات من الناحية العسكرية ليست ذات قيمة، لكنها تعطي بعد إعلامي للتنظيم لتعظيم وجوده وإرسال رسائل مفادها أنه لازال موجوداً على الساحة العراقية، إضافة إلى أن الهدف من هذه العمليات هو التأثير على معنويات القطعات العسكرية التي تمسك مناطق مختلفة من العراق، خاصة في المناطق التي تم تحريرها من قبضة تنظيم "داعش" في أوقات سابقة.
تابع: نحن أمام مرحلة جديدة في المواجهة مع التنظيم، وخطر التنظيم لا يزال ماثلا، وخطط القيادات العسكرية تتجه إلى تفعيل الجهد الاستخباري لملاحقة الخلايا النائمة، إضافة إلى القيام بعمليات استباقية دون انتظار قيامها والشروع بأي عملية إرهابية، وتعزيز التعاون الاستخباري مع البيئة المجتمعية في المناطق التي تشهد عمليات إرهابية وكذلك التعاون مع التحالف الدولي."
وأضاف علو، هناك الكثير من المناطق التي شهدت هجمات للتنظيم في الفترة الأخيرة، وهي مناطق يتواجد فيها خلايا نائمة، وهذه العمليات توجه وتقام من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال الانترنت عبر قيادات التنظيم التي لاتزال موجودة في شرق سوريا، حيث البادية هناك تحت سيطرة التنظيم، لاسيما وأن الوضع هناك شائكا ومعقدا بسبب التنافس الدولي والتدخل التركي في تلك المناطق، لذا فإن هذه المعركة ستأخذ حيزا زمنيا طويلاً قد يمتد إلى سنتين.
وتقول تقارير إن تنظيم "داعش" قد هُزم عسكريا ومساحة منطقة السيطرة التي تتسع بنحو 100.000 كلم مربع في سوريا والعراق هي محررة باستثناء بعض الجيوب.
وتشير كافة المعطيات، إلي أن بقايا داعش لا زالت تتمدد وتنتشر في معظم المدن المحررة بالعراق، وأن الاستراتيجية التي اتبعت لانهاء التنظيم تماما غير كافية لبتر جذور داعش وكان يجب وضع استراتيجية تقطع جذور التنظيم نهائيًا وهو الأمر الذي فشلت فيه دول التحالف الدولي التي تضم  60 دولة وأكثر منذ ثلاث سنوات. 
ويعمل التنظيم الأن علي بقاءه لأكبر فترة ويدافع بدموية عن سيطرته للمدن العراقية والذي لم يكن لذلك علاقة فقط بتعصب عناصره في الدفاع عن عقيدتهم، فسيل الأسلحة والذخيرة كان على الأقل بهذه الأهمية للإرهابيين. 
وفي ديسمبر الماضي أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي سيطرة قواته "بشكل كامل" على الحدود السورية العراقية، مؤكدا "انتهاء الحرب" ضد تنظيم داعش في البلاد.

شارك