بعد "الفيصل" و"السيف الحاسم".. انطلاق "السيل الجارف" لتطهير اليمن من أخر قلاع القاعدة

الأربعاء 07/مارس/2018 - 08:44 م
طباعة بعد الفيصل والسيف
 
بدأت قوات الحزام الأمنى اليمنية المدعومة من قوات التحالف العربى عملية "السيل الجارف"، منذ ساعات لتطهير مديريتى (المحفد) و (وادى حمارا) آخر معاقل للإرهابيين فى محافظة أبين اليمنية من جيوب وأوكار مسلحى عناصر تنظيم "القاعدة"، وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) اليوم الأربعاء، أن قوات الحزام الأمنى نفذت خطة عسكرية محكمة شملت حملات دهم للعناصر والجيوب الإرهابية فى محافظة أبين اليمنية، فى إطار استمرار عملية "السيل الجارف" فى ملاحقة عناصر التنظيم بمديرية (المحفد) والتى تعد أكبر معاقل "القاعدة" فى أبين، حيث كانت هناك معسكرات تدريبية فى جبال المنطقة للتنظيم.
البيان أشار إلى أن العملية أسفرت عن مقتل قيادى "القاعدة" الملقب بـ"أبو محسن باصبرين" بعد مواجهات مع قوات الحزام الأمنى، وتكبيد العناصر الإرهابية خسائر فادحة فى العتاد والأرواح، بالإضافة إلى إلقاء القبض على عنصرين خطيرين ضمن قائمة المطلوبين، كما تمكنت القوات من اقتحام المواقع التى كانت تتحصن بها عناصر تابعة لتنظيم القاعدة فى مديرية المحفد ووادى حمارا الواقع فى محافظة أبين وتطهيرها.

بعد الفيصل والسيف
"السيل الجارف" تعد العملية الثانية ضد عناصر القاعدة في اليمن بعد عملية "السيف الحاسم" التي انطلقت يوم 18 فبراير الماضي، تحت قيادة التحالف العربي، ضد تنظيم "القاعدة" بمديرية الصعيد بمحافظة شبوة جنوب اليمن، والتي أسفرت بعد ساعات من انطلاقها عن سيطرة قوات النخبة الشبوانية المدعومة من التحالف العربي، على كامل منطقة "شبوة".
وكانت قوات النخبة الحضرمية ولواء بارشيد المنضوية في لواء الشرعية والتحالف العربي قد سيطرت عقب أيام من انطلاق عملية "الفيصل"، على "وادي المسيني" في محافظة حضرموت شرق اليمن بعد طرد تنظيم القاعدة منه، حيث كان التنظيم يسيطر على الوادي، ويتخذ منه مكانا للتدريب وانطلاق عملياته إلى مدن حضرموت وشبوة التي يربطها وادي المسيني.
ووفقًا لدراسة حديثة صادرة عن مركز المسبار للدراسات والبحوث، للمؤلف عمر بشير الترابي تحت عنوان "الجهود غير العسكرية لمواجهة الإرهاب في اليمن"، نشر في 26 فبراير 2018، فإن ظروف عديدة أسهمت في تعقيد ملف نشوء القاعدة من جهة والحوثي من جهة أخرى في اليمن ولما جاء التدخل العربي في اليمن وجد نفسه أمام مشكلة مركبة إذا رأى الانتظار لحلها.
وتقول الدراسة أن التحالف العربي في اليمن يؤمن بقيمة الجهود غير العسكرية في ترجيح كفة ميزان النصر أو الهزيمة على الأرض، لضمان استقرار اليمن وتحقيق الأمن الإقليمي؛ إذ اكتسبت دول التحالف من سيرتها في مكافحة الإرهاب خبرةً تجعل اهتمامها بالتماسك المجتمعي وتحقيق الرضا الشعبي وحراسة الدولة، أولوية تمضي باتساق مع الجهود العسكرية لدحر هذا التنظيم الإرهابي أو ذاك.
كما تحدثت الدراسة عن أهمية تفكيك التركيبة الإرهابية داخل الأراضي اليمنية كحل جذري لإستئصال التنظيم، وأشارة إلى انطلاق مبادرات كبيرة في الجنوب اليمني، وفي بعض الجزر السياحية. والموانئ، والمدارس، والمنح، كلها محطات خُلقت عبرها وظائف ومصادر للأمل. أغلب هذه المبادرات انطلق من رؤية عروبية ومبادرات أخلاقية صرفة. وأيضًا اتّسق مع استراتيجية تقليل الغضب الشعبي، وتفكيك مصادر الاحتقان، ومنح الأمل للشباب، وتقديم ما يمنعهم من الانسياق وراء التيارات العنفية.
وانتهت الدراسة إلى أن اليمن يحتاج لمساعدات عاجلة، وأي جهود تصب في اتجاه تخفيف عناء الإنسان هناك يجب دعمها وتسهيلها وتقديمها في إطارها المناسب. ولا يوجد أهم من مجالات الصحة والتعليم والغذاء، وهي المجالات التي سارعت الإمارات إليها، فوجدت الإشادة والتقدير. ما يمكن إدراكه من هذه الرحلة أنّ كل الجهود العسكرية وغير العسكرية للإمارات، تتلاقى في نيتها وسلامة طويتها مع طموحات المواطن اليمني الذي يأمل الخلاص من سهام الواقع المزري وجماعات الإرهاب القاعدي والحوثي.

شارك