بعد زيارة وزير خارجية الدوحة ضغوط قطرية وتركية على السودان لعودة علاقاتها مع إيران

الأحد 11/مارس/2018 - 09:35 م
طباعة بعد زيارة وزير خارجية
 
بعد زيارة وزير خارجية
تعليقًا على زيارة وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني للخرطوم، قال الباحث السوداني نصر الدين محمد أدم، المختص في العلاقات الدولية، بمركز ركائز المعرفة للدراسات والبحوث، إن الوزير القطري سيقدم عطايا كثيرة للسودان، في محاولة لإستمالتها، وكسب حليف جديد في إفريقيا، في ظل التغيرات الإقليمية والتحالفات الناشئة والمتقلبة والمتغيرة من الحين للآخر، فتقوم قطر ببناء تحالف جديد يجمع المتناقضات ايدلوجياً والمتقاربات استراتيجياً .
أشار الباحث في معرض تحليله، المنشور اليوم الأحد على موقع "النيلين" السوداني، إلى ان الدوحة لم تقطع علاقتها مع السودان في الوقت الذي تقوم فيه دول الرباعي العربي (مصر، والسعودية، والإمارات والبحرين) بمقاطعة قطر، ووقفت الخرطوم على الحياد حيال هذه الأزمة، بل وشاركت في تحالف السعودية والإمارات في اليمن.
وبالإشارة إلى تصريحات وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، السبت الماضي، قائلًا فيها: "إن زيارة وزير الخارجية القطري للخرطوم تاريخية، ومن شأنها تعزيز العلاقات بين البلدين في كافة المجالات... وأن المباحثات بين الجانبين ستكون شاملة وتتعلق بكل الملفات التي تربط بين السودان قطر... ونرحب بوزير الخارجية في بلده وبين أهله، خاصة وأن الوزير كلف بملف متابعة اتفاقية الدوحة لسلام دارفور"، ويبدو هنا أن العلاقة تسير في منحى مختلف، وتحاول كلاه الطرفين استغلال الأخر والإستفادة بأكبر قدر ممكن، على خلفية الأزمة الخليجية.
بعد زيارة وزير خارجية
ما يجرى اليوم، ليس بجديد على الدبلوماسية السودانية، التي تعمل منذ فترة ليست بالقصيرة على استمالة الجانب القطري الذي يسعى هو الأخر إلى ذلك أيضًا، ومنذ أسابيع قليلة حمل مندوب السودان الدائم لدى جنيف، السفير مصطفى عثمان إسماعيل، رسالة من الرئيس السوداني عمر البشير إلى أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، تتعلق بالعلاقات بين البلدين، واليوم يمكث وزير الخارجية القطري إلى عاصمة السودان الخرطوم في زيارة رسمية تستغرق يومين، سلم خلالها رسالة من أمير قطر للرئيس السوداني. وتعتبر هذه الرسالة الثانية في غضون 10 أيام، حيث تسلم البشير في 28 فبراير الماضي رسالة من تميم بن حمد نقلها السفير القطري لدى الخرطوم، 
وبالعودة إلى تحليل الباحث السوداني نصر الدين محمد، فقد توقع بعد هذه الزيارة اضافة ضلع رابع لتحالف قطر تركيا ايران بالذات بعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والآن تلحق بها زيارة وزير خارجية قطر وستتبعها زيارات من ايران ، ومن المتوقع ان تعيد ايران فتح سفارتها في السودان، بعد انقطاع مستمر منذ يناير 2016، عندما أعلنت السودان عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، تضامنا مع السعودية في مواجهة ما وصفته بـ"المخططات الإيرانية".
وكان ذلك على خلفية حادثة الاعتداء الغاشم على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد، وقبل ذلك كانت السعودية أعلنت  أن السلطات السودانية أبلغتها أنها قررت طرد البعثة الدبلوماسية من السودان، واستدعاء سفير الخرطوم من طهران. 

وفي الوقت الراهن، رجحت العديد من المراقبون اتجاه الخرطوم ناحية عودة العلاقات مع إيران، نتيجة الإلحاح التركي من ناحية، ومقابل العطايا القطرية من ناحية أخرى، وهذا يأتي متوافقًا مع ما صرح به الدبلوماسي السوداني السابق، أحمد حجاج، بصحة الأنباء التى تتردد بالصحف السودانية عن عودة العلاقات بين السودان وإيران نتيجة ضغط من جانب  أردوغان وأمير قطر. وتعتبر عودة العلاقات السودانية الإيرانية، مهمة لطهران أكثر منها للخرطوم، فبحسب دراسة دانيال واغنر وجورجيو كافيرو، الصادرة عن معهد الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري، كانت السودان تعتبر امتدادا لحرب إيران التي تخوضها بالوكالة ضدّ قوى إقليمية في منطقة الشرق الأوسط.
واللافت للنظر، أن اللواء عباس كامل، القائم بأعمال مدير عام المخابرات العامة، بدأ زيارة إلى السودان أمس السبت، بناء على دعوة من من الفريق أول أمن صلاح عبدالله محمد صالح، مدير عام جهاز الأمن والمخابرات الوطنى، بحسب بيان للسفارة السودانية في القاهرة، التي أشارت إلى قول اللواء عباس كامل إن هناك إرادة قوية على السير فى طريق تهيئة كل الظروف للعودة بعلاقات البلدين إلى مسارها الصحيح، وفق بيان السفارة.
وأخيرًا، يرى العديد من الخبراء، أن لإيران مساعي محمومة لايجاد موطئ قدم في مناطق النفوذ يزيد من التوترات التي تشهدها المنطقة، وهو ما يتعارض مع مصالح الشعب السوداني التي تستلزم توقف نظام البشير عن تلك المقامرات التي ستؤول في النهاية إلى عواقب غير محمودة.

شارك