المنع يلاحق الفكر.. المغرب يسحب كتاب “صحيح البخاري نهاية أسطورة” من المكتبات

الإثنين 12/مارس/2018 - 06:37 م
طباعة المنع يلاحق الفكر..
 
بعد اثارته للجدل الكبير في الاوساط المغربية والعربية، أصدرت المحكمة الابتدائية في مراكش، حكما يقضي بسحب كتاب “صحيح البخاري نهاية أسطورة” لمؤلفه “رشيد ايلال” من مكتبة بالوحدة الرابعة الداوديات في مدينة مراكش، بناءً على مقتضيات المواد 71 و104 و106 من قانون الصحافة والنشر في المغرب.

حكم بمنع الكتاب

حكم بمنع الكتاب
ويأتي هذا الحكم على خلفية الطلب الذي تقدم به والي جهة مراكش آسفي السابق، عبدالفتاح لبجيوي، الذي يقضي بحجز الكتاب لمؤلفه رشيد أيلال؛ كون صفحاته تتضمن “مسًا صريحًا بالأمن الروحي للمواطنين المغاربة ومخالفة للثوابت الدينية المتفق عليها”.
وجاء اصدار المحكمة الابتدائية بالنيابة بمدينة مراكش حكما قضائيا بمنع بيع كتاب "صحيح البخاري, نهاية اسطورة" بناءا على طلب تقدم به والي جهة مراكش بتاريخ 7 نوفمبر 2017 "والدي اتئ" بناء على اجتماع بمجلس الجهة يوم 30 اكتوبر الماضي والدي اعرضت فيه لجنة إقليمية مختصة بمراقبة نقط بيع كتاب "صحيح البخاري, نهاية اسطورة" للكاتب رشيد ايلال والدي حسب اللجنة الإقليمية المنبثقة من مجلس الجهة الدي يترأسه حزب  الأصالة والمعاصرة وبمشاركة غريمه حزب العدلة والتنمية المحسوب علي الإخوان المسلمون "تتضمن صفحاته مسا بالأمن الروحي للمواطنين ومخالف للثوابت الدينية المتفق عليها".

مصادرة للفكر:

وتعليقًا على هذا الحكم، أبدى مؤلف الكتاب رشيد أيلال تفاجؤه بالحكم، قائلًا إن  “المجلس العلمي الأعلى هو المخول بالبت في مثل هذه القضايا وليس القضاء”.
وحسب المؤلف، يناقش الكتاب ما اعتبره “خرافات تحيط بصحيح البخاري ومؤلفه”، في حين يتناول الكتاب بالتحليل نحو 70 مخطوطة من مخطوطات كتاب صحيح البخاري، الذي ظل لقرون مثار جدل واسع بين الفقهاء والمحدثين والمثقفين.
ووفقًا للمؤلف، فقد وضع الكتاب “حدًا لهذا الجدل بشكل صارم عبر دراسة علمية متأنية وموثقة من مصادرها المعتمدة”.
وقال الكاتب إنه سيسلك كل المساطر القانونية وسيلجأ للقضاء ليقول كلمته بخصوص منع اعتبره غير قانوني، ولا ينبغي مصادرة الفكر بهذا الشكل، مؤكداً أن كتابه لا يتضمن هجوما على « صحيح البخاري »، كما يعتقد المسؤولون، بل هو دراسة كوديكولوجية تدخل في علم المخطوطات.
وكان الشيخ السلفي المغربي عبدالله أعياش، الشهير بالشيخ المكناسي، دعا في وقت سابق إلى “إحراق وإتلاف نسخ الكتاب”، مشيرًا إلى أنه “يحق لكل مسلم صادق في إسلامه ألا يلتفت إلى هذا الكتاب إلا بالرد المبطل لمزاعمه المتهالكة”.

محاور الكتاب:

محاور الكتاب:
قام الكاتب بمجهود  بحثي كبير  من أجل اخراج كتابه وتوزيعه على فصول خمسة. وسأعتني بالأفكار المركزية لكل فصل ؛ "الفصل الأول: آفة تدوين الحديث" تناول في مباحثه: إشكالية تدوين السنة وأحاديث النهي عن الكتابة وترجيحها، والحكم بالوضع على أحاديث الإذن بالكتابة، وامتناع الصحابة عن التدوين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم..
"الفصل الثاني: آفة علم الحديث" تطرق في المبحث الأول لمصطلح "الحديث" وأنه ما ينبغي إطلاقه على المرويات إنما هو خاص بوصف كلام الله. ثم انتقل في مباحث تالية لنزع صفة العلمية عن مجاليْ الحديث والرجال وزعم بأنهما ليسا بعلم، وهو تأثر بالمستشرق "شبرنجر" . 
"الفصل الثالث: أسطورة البخاري" هذا الفصل مع الذي يليه يشكلان الفكرة الجوهرية للكتاب. قصد منه المؤلف إبراز هالة التقديس التي حفت بشخص البخاري، والأساطير التي نسجت حول حياته وقدراته وكراماته والإجماع المزعوم حول صحيحه. 
"الفصل الرابع:سقوط الأسطورة" رام الكاتب من خلاله محاكمة البخاري للغة الأرقام الصماء –بتعبيره- وقسمة عدد الأحاديث على الساعات والأيام.
 ثم في مبحث موال أورد إجماع العلماء على أن كل ما في البخاري صحيح وذكر ما يفند هذا القول بذكر انتقادات الأعلام لكثير من أحاديث البخاري.
أما في "الفصل الخامس: من ألف البخاري" فنجده يردد إشكالات طرحها المستشرق "جنمانا" تتمثل في: عدم توفر النسخة التي خطها البخاري بيده، واختلافات واقعة في نسخ البخاري مما يدل على تصرف الرواة. 

شارك