""ماراوي" أرض الخلافة الموعودة لـ"داعش" في الفلبين

الأربعاء 14/مارس/2018 - 11:25 ص
طباعة ماراوي أرض الخلافة
 
بات مدينة "ماراوي"  الوجهة الجديدة لمقاتلي "داعش"  الفارين من خسائر التنظيم في سوريا والعراق، وهو ما يشير إلي أن منطقة وسط وجنوب شرق اسيا ستكون ضمن ملاذ  الفارين  من أرض الخلافة في العراق وسوريا ، حيث تصبح "ماراوي" أرض الخلافة الموعودة لتنظيم أبو بكر البغدادي.
وكشفت تقارير استخباراتية، أن عشرات "الدواعش" المغاربة ومن جنسيات عربية أخرى، بدأوا في الالتحاق بتنظيم "داعش" بمدينة "ماراوي" الواقعة في جنوب الفلبين، مبينة أن آخر مجموعة من "الدواعش" المغاربة الملتحقين في الفلبين يقودهم متطرف يدعى بـ"أبو البراء".
وبحسب التقارير فأن "ابو البراء" هو داعشى مغربي ينحدر من حي بنسودة في فاس، حيث سبق وأن تمرس القتال في سوريا، وقاد كتيبة من المقاتلين "الدواعش" في مدينة الرقة السورية، التي سبق أن أعلنها زعيم التنظيم الارهابي أبوبكر البغدادي، عاصمة لخلافته وقبلها حلب.
واستنادًا للتقارير ذاتها، فإن "الدواعش" المغاربة والأجانب وصلوا إلى الفلبين مستعملين هويات مزورة عبر عدة مسالك، أحدها عبر الحدود التركية البلغارية،.
وكان "داعش" قد احتلت منذ أشهر مدينة "ماراوي"  أكبر مدينة في منطقة مندناو جنوب الفلبين التي تتمتع بالحكم الذاتي، والتي يقدر عدد سكانها بحوالي 200.000 نسمة، بعد هجوم لم يكن متوقعًا لخلايا تابعة له داخل المدينة، حيث ان العملية التي كانت آخر إشارة إلى أن تنظيم أبوبكر البغدادي، ينوي نقل خلافته من مدينة الرقة السورية إلى شرق آسيا، وذلك بعد هزيمته في العراق وسورية.
وقبل 2016 كان اهتمام تنظيم "داعش" محدود بالفلبين، ولكن سرعان ما ارتفعت وتيرة الاهتمام  بجنوب شرق اسيا باعتبارها أحد الوجهات البديلة لتنظيم "أبو بكر البغدادي" عقب خسائره في سوريا والعراق.
كما أن المقاتلين الأجانب المتحدرين من جنوب وجنوب شرق آسيا والبالغ عددهم نحو 1.600 مقاتل من الذين كانوا قد سافروا إلى العراق وسورية للانضمام إلى المجموعة كانوا يشكلون نسبة 5 في المائة فقط من إجمالي عدد المقاتلين الأجانب المنضويين في صفوف التنظيم، والمقدر عددهم بحوالي 30.000 مقاتل، وفقاً لتقرير صادر عن مركز صوفان، مؤسسة الاستشارات الدولية.
بدورها رصدت المخابرات المركزية الأميركية "سي أي أي"، عبر محطات المراقبة والرصد العسكري بالمنطقة، في تقرير لها قبل أسابيع، تسلل مقاتلي "داعش" إلى مدينة "ماراوي" تحت غطاء التجمع السنوي لجماعة التبليغ، كما رصدت المخابرات الأسترالية هي الأخرى، تنامي ظاهرة هروب المقاتلين الأسيويين والعرب من العراق وسورية نحو الفلبين، وأكدت تلك المخاوف وزيرة الخارجية الأسترالية، جولي بيشوب، التي عبرت عن قلقها من تحول الفلبين لوجهة مفضلة جديدة لأفراد "داعش" الفارين من العراق وسوريا.
وأشارت ذات المصادر إلى أن وكالات أنباء عالمية أفادت بأن الجيش الفلبيني يحاول تخليص المدينة المذكورة من قبضة المتطرفين، في وقت أكد فيه أن 300 متشدد على الأقل من تحالف موال لتنظيم "داعش" الارهابي أعادوا تنظيم صفوفهم ويخططون لشن هجمات مشابهة على غرار تلك التي نفذوها العام الماضي، عندما سيطروا على مدينة في جنوب الفلبين لخمسة أشهر.
عشرات الدواعش في الفلبين
وفي فبراير الماضي، كشف تقرير نشره موقع «بيزنس إنسايدر»، البريطانى بعنوان: «مقاتلو داعش من الشرق الأوسط للفلبين الأرض البديلة»، عن تحذيرات الجماعات الإسلامية الفلبينية، التى رصدت تحركات كبيرة خلال الأشهر القليلة الماضية لمقاتلى التنظيم الإرهابي.
وقال إبراهيم مراد زعيم جبهة «مورو»، للتحرير الإسلامي، زعيم أحد الجماعات المتمردة فى الفلبين، إن المقاتلين الأجانب لتنظيم داعش الإرهابي، والذين فروا من سوريا والعراق وصلوا إلى الفلبين بقصد التجنيد، وإنهم يخططون لمهاجمة مدينتين فلبينيتين.
وحذر زعيم جبهة «مورو»، وهى جماعة انفصالية وقعت اتفاق سلام مع الحكومة الفلبينية، من تكرار أحداث «مراوى»، فى مدن أخرى، فى حال فشل مجلس الشيوخ فى الفلبين من تمرير قانون يسمح للمسلمين فى جنوب البلاد، بإدارة شئونهم الخاصة، فى مقابل مزيد من الحكم الذاتي.
وقال مراد: «استنادا إلى معلومات الاستخبارات الخاصة بنا، واصل المقاتلون الأجانب، الذين نزحوا من الشرق الأوسط الدخول إلى حدودنا، التى يسهل اختراقها، ومن المحتمل أن يخططوا لاجتياح مدينتى «إيليجان وكوتاباتو بالجنوب»، وتقع المدينتان على بعد ٣٨ كلم و٢٦٥ كيلومترا على التوالى من العاصمة «مراوي».
وقال مراد: إن مقاتلين من إندونيسيا، وماليزيا، ودول الشرق الأوسط دخلوا الفلبين، بمن فيهم رجل عربى يحمل جواز سفر كندى ذهب إلى معقل جماعة أبو سياف المسلحة، التى اشتهرت بالاختطاف والقرصنة، وقال زعيم جبهة مورو: إن المسلحين قاموا بتجنيد مقاتلين فى المجتمعات الإسلامية النائية.
وأضاف «أن هؤلاء المتطرفين يذهبون إلى المدارس، ويشرحون للمسلمين رؤيتهم الخاصة بهم فى القرآن، كما أن البعض يدخل الجامعات المحلية؛ للتأثير على الطلاب، وزرع بذور الكراهية والعنف»، مشيرًا إلى أن مثل هذا السيناريو سيمثل صداعا كبيرا للجيش، الذى يقاتل فى جبهات متعددة فى جزيرة «مينداناو»، الجنوبية، لهزيمة الموالين للدولة الإسلامية، ولصوص الطرق والمتمردين الشيوعيين.
صراع دموي:
 وشهد مدينة مراوى الفلبينية، خلال 2017، صراعات دموية بين مسلحي تنظيم داعش، والجيش الفلبيني، لقى على أثرها أكثر من ١١٠٠ شخص مصرعهم، بعد حصارها لمدة خمسة أشهر، مما أدى إلى تدمير واسع النطاق لمدينة البحيرة ذات المناظر الخلابة.
على الرغم من الهجمات الكثيفة والجرعات الثقيلة من قوة نيران القوات التي استخدمتها قوات الأمن الفلبينية، استطاع المتشددون الاحتفاظ بمدينة ماراوي لأكثر من خمسة أشهر. وكان ذلك الحدث أكثر إثارة للانتباه لأن قوة مكافحة التمرد ضمت نخبة من قوات العمليات الخاصة المدربة أميركياً -وقيل إن قوات أميركية عملت معها بهدوء أيضاً في أرض المعركة.
حتي الأن مازال الوضع ملتهب في المدينة، رغم ادعاء  رئيس الفلبين، رودريغو دوتيرت، أن "ماراوي" تحررت يوم 17 أكتوبر2017، بعد يوم من قتل قوات الأمن الفلبينية اسنيلون هابيلون وعمر موات، أعلى قائدين للجهاديين في ماراوي. ومع ذلك، سوف تشكل حالة غياب الأمن والأزمة الإنسانية التي تلوح في الأفق تحدياً رئيسياً لجهود إعادة الإعمار في ماراوي. ومن المرجح، في الأثناء، أن يزداد التطرف بين السكان رداً على حملة الحكومة الدموية للتصدي للإرهاب، مما سيهدد عملية السلام بين مانيلا وجبهة تحرير مورو الإسلامية. ويشك خبراء في أن الرئيس دوتيرت قد يكون بالغ في عرض إحصائيات خسائر العدو بغية الإعلان عن تحرير ماراوي، مما يتيح المجال أمام المقاتلين الناجين للعودة إلى أماكنهم حيث يتمتعون بدعم محلي، ليعيدوا تجميع صفوفهم لقتال مستقبلي.
ووفق قائد بالجيش الفلبيني، فإن مقاتلين من جماعة ماوتي، أكبر فصيل في التحالف، تمكنوا من الفرار قبل أن يستعيد الجيش مدينة ماراوي، ويقتل القادة الأساسيين في ما كانت تمثل أكبر أزمة أمنية في الفلبين منذ الحرب العالمية الثانية.
و صنفت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، جماعة ماوتي أو ماؤوتي (اعلنت الولاء لداعش في عام 2014 ) تنظيما إرهابيا، و تعرف أيضًا باسم دولة لاناو الإسلامية هي جماعة إسلامية مسلحة تتألف من جبهة تحرير مورو الإسلامية السابقة وبعض المقاتلين الأجانب، بقيادة عبد الله ماؤوتي مؤسس الجماعة، أو الدولة الإسلامية المتمركزة في لاناو ديل سور في مينداناو جنوب الفلبين. وظهرت الجماعة في اشتباك مع قوات الجيش الفلبيني في شهر فبراير 2016، انتهى الاشتباك بسيطرة القوات المسلحة الفلبينية على مقر الجماعة الرئيسي في بوتيغ، لاناو ديل سور.هناك تقارير تفيد بأن عمر ماؤوتي شقيق عبد الله قُتل في هذا الاشتباك، وهناك تقارير أخرى تفيد العكس، وتقول أنه هرب قبل اجتياح المخيم ولا يزال حيا. منذ ذلك الحين وصف قائد لواء الجيش الفلبيني بأنها جماعة إرهابية.
كما صنفت وزارة الخارجية الأمريكية جماعة أبو سياف تنظيما إرهابيا، وهي جماعة إسلامية متطرفة تعمل في جنوب الفلبين كمنظمة إرهابية تابعة لتنظيم "داعش".
ويري مراقبون أن "ماراوي" مرشحة بقوة لتكون مقرا بديلا لخلافة " البغدادي" وارض الخلافة الموعودة  في  جنوب شرق اسيا، وسط دعوات "ولاية خراسات" في وسط اسيا لمقاتلي "داعش" لتكون ملجأ ومقر لهم في ظل التضييق الواضع في العراق وسوريا.
وحذر مراقبون من محاولة المتطرفين إعادة تنظيم أنفسهم، وأنهم يتدربون من جديد ويجندون أفرادا لشن هجوم آخر، عبر تقسيم أنفسهم إلى جماعات، والتسلل إلى العاصمة مانيلا لتنفيذ تفجيرات.
وحذر المراقبون من اتباع "داعش" اسلوب القاعدة، في تأسيس خلايا إرهابية، ترتبط عبر شبكة اتصالات سرية وتمويل سري يستطيع به التنظيم العودة مرة اخري لاستهداف دول المنطقة وجنوب شرق اسيا.

شارك