ولاية خراسان "ملاذ" داعش الأمن بعد سوريا والعراق

الأربعاء 14/مارس/2018 - 02:22 م
طباعة ولاية  خراسان ملاذ
 
في إعلان  أثار العديد من التسأولات دعت  "ولاية خراسان "التابعة لتنظيم "داعش "  أنصار التنظيم  وكافة المسلمين في العالم الى الهجرة الى أرض الخلافة الإسلامية الجديدة "ولاية خراسان " عوضا عن مراكز دولته التى فقدها مؤخرا في كل من "الرقة "و"الموصل  وكأن الامر إعادة ترتيب للدولة المندحرة .
 الشريط المصور الذى دعا  المسلمين الى التوجه الى معاقله  فى افغانستان، خصوصا في ولايتي جوزجان (شمال البلاد) وننغرهار (شرق البلاد) واعدته "ولاية خراسان"، الاسم السابق لافغانستان، مدته 25 دقيقة، وبث على الانترنت في 4 آذار بعنوان: "ارض الله الواسعة" وتسلمته وكالة "فرانس برس" من مركز "سايت" لرصد المواقع الاسلامية. ويظهر مقاتلين، خصوصا في جبال تورا بورا (شرق افغانستان)، ويهزأ فيه التنظيم بوعد الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالقضاء على التنظيم المتطرف في افغانستان وباكستان. 
ويقول احد المقاتلين في الشريط بالعربية: "كان الكفار في هذه السنة اشد من قبل. لكن ارادة الله فوق كل شيء"  ويضيف: "ليكن المن من الله بفتح مناطق جبرهار وتورا بورا وزيرتنكي وجوزجان في شمال خراسان"، معتبرا انه "ينبغي على المسلمين في كل مكان ان يهاجروا الى دولة الاسلام، ويعيشوا تحت ظلالها، لينعموا بحكم الشريعة وعدلها".
 واعتبر على بكر  مساعد رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية و خبير الحركات المتطرفة فى قراءة بحثية له انه يبدو أن تصاعد نشاط تنظيم "داعش" في أفغانستان، واتساع نفوذه في البلاد، جعله خطرا حقيقيا ليس على الحكومة الأفغانية والقوات الأمريكية فحسب، وإنما على حركة "طالبان" أيضا، وقد جاء ذلك التصاعد نتيجة تضافر مجموعة من العوامل، يمكن تحديد أهمها في الآتي:
1- احترافية المقاتلين: برغم أن عدد مقاتلي "داعش" في أفغانستان يقدر ما بين (2000) إلى (3000) مقاتل، وهو عدد ليس كبير مقارنة بتنظيمات إرهابية أخرى، مثل حركة "طالبان" أو "شبكة حقاني"، إلا أنهم يتمتعون بالاحترافية والخبرة القتالية العالية، نظراً لأن العديد من أعضائه كانوا مقاتلين سابقين في حركة طالبان، مما أكسبهم خبرات قتالية وتنظيمية واسعة، نقلوها معهم بطبيعة الحال إلى التنظيم، كما أنه يضم بين صفوفه مجموعة من المقاتلين الأجانب من منطقة آسيا الوسطى، يتسمون بالمتمرسين في العمل الإرهابى، وهذا ما يجعله يتمتع بالقدرة على القيام بعمليات إرهابية نوعية.
2- الانتشار الجغرافي: يتمتع تنظيم "ولاية خراسان"، بانتشار جغرافي جيد في عدد من المناطق، من أهمها المنطقة القبلية الباكستانية، وولاية "ننجرهار"، وبعض المناطق ولاية "كونر"، وحتى المناطق التي لم يتمكن من تثبيت أقدامه فيها، من خلال الوجود العسكري، مثل ولاية "هلمند" و"فراه"، فقد تمكن من إيجاد مجموعات تابعة له فيها، مستندا إلى جاذبية الفكر "الداعشى"، الذي يستند إلى مفهوم "الخلافة"، ويتمتع بهالة من القدسية كبيرة في نفوس المتشددين الأفغان، كما أنه استفاد من انتشار الفكر السلفي المتشدد في تلك المناطق في تجنيد العديد من العناصر.
3- التنوع الدعوى: سعى تنظيم "داعش" في أفغانستان، منذ اللحظة الأولى من ظهوره، إلى اتباع أساليب دعوية جديدة، وغير تقليدية، سيرا على خطى "التنظيم الأم" في العراق وسوريا، من أجل الانتشار الفكري على أوسع نطاق، حيث قام بإنشاء "الإذاعات المحلية"، مثل "إذاعة الخلافة"، التي كانت تبث بالعربية، والبشتونية، والفارسية قبل أن يدمرها الطيران الأمريكي فى يوليو 2016، كما تمكن من إنشاء ترددات إذاعية جديدة فى المناطق الشرقية والحدودية مع باكستان، يبث عبرها بعض التسجيلات المرئية والدروس الفكرية باللغات المحلية، مما جعله يتمكن من استقطاب مئات من الشباب فى تلك المناطق.
4- تعدد مصادر التمويل: لم يكتف تنظيم "خراسان" بالدعم الذي كان يقدمه له "داعش الأم"، أو بمصادر التمويل التقليدية التي تعتمد غالبا على أموال التبرعات والزكاة والهبات والصدقات، وإنما سعى منذ بدايته إلى تعدد مصادر تمويله، وذلك من خلال فرض الضرائب في مناطق نفوذه، إضافة إلى فرض الإتاوات والرسوم على المهربين والمزارعين والتجار، خاصة الذين ينقلون الفواكه من الجبال في شرق أفغانستان، يضاف إلى ذلك تجارة الأخشاب والحيوانات وهذا ما جعل التنظيم يتمتع بوضع مالي جيد مكنه من الإنفاق الجيد على مقاتليه، حيث إن متوسط راتب الفرد داخل التنظيم يقترب من 300 دولار، في حين أن متوسط الرواتب في حركة طالبان 100 دولار، ودفع ذلك العديد من أعضاء الحركة للانخراط في صفوف للتنظيم.
5- الانقسام داخل "طالبان": أسهمت الانقسامات والانشقاقات المتكررة داخل حركة "طالبان" في توجه أعداد من المقاتلين لتنظيم "داعش"، نظرا لأنهم يعتقدون أن الانقسامات نتيجة الصراع على السلطة، مما أصبح يمثل تشكيكا في نهج الحركة الفكري لدى العديد من أفرادها، وأسهم في ذلك اتهام "داعش" للحركة بالتسيب في الدين، وإهدار الشريعة، وتقديم المصالح السياسية على الثوابت الشرعية، وذلك عبر مجلة "دابق"، التي كانت قد اتهمت "الملا عمر" بتبني مفاهيم "مشوهة" عن الإسلام، بسبب وضعه القانون القبلي فوق الشريعة، وقبول الاعتراف بالحدود الدولية، وذلك في عددها الصادر في ديسمبر 2014، مما سمح للتنظيم بالحصول على عدد من المقاتلين المحترفين من أصحاب الأفكار المتطرفة كبيرة الشبه من أفكاره. 
وقال مصطفى زهران الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية تتجلى أهمية تلك الدعوة في انها جاءت مخالفة لكافة التحليلات والتقارير التى أكدت على عودة التنظيم الى عمل الميليشيا او مايقارب حرب العصابات وحسب ، والتى تتبعها بطبيعة الحال التشكيلات الجماعاتية والتنظيمات المحلية  وان هذا الإعلان جاء ليؤكد على طبيعة هذا التنظيم "الدولاتى"في المقام الأول و مشددا عليه، وانه رغم خسارته لمعاقل تمركزه الرئيسة وانحساره الجغرافي لديه من القدرة على فتح أراض وتمركزات وعواصم بديله مايؤكد على تحركه بأيدلوجية "الدولة "وألياتها واستراتيجيتها،فضلاً عن ماتعكسه من مدى تموضع " الأرض " فى عقلية هذا التنظيم الراديكالى ، بالتوازى مع عدم قبوله بارتداد هذه الفكرة أو انتفائها،وهى أبرز مدلولات هذا الإعلان الجديد نحو الهجرة الى "ولاية خراسان" إحدى ولاياته المترامية الأطراف والتى أضحت منذ هذه الدعوة أبرزها وربما تصبح مركز رئيس وعاصمة جديدة مستقبلاً.
 وتابع فى تعليق له على شبكة التواصل الاجتماعى فيس بوك الدعوة التى جاءت انطلاقا من الولاية وبدت وكأنها إجتهادية من أبنائها ورموزها وقاداتها لمؤازرة التنظيم من جهة ،ولفهمهم مدى قدرتهم على بسط نفوذهم أكثر في حال تفعيل هذه الهجرة ،توازياً مع تراجع سيطرة طالبان على مواقع عدة هناك ،وسقوط عدد من القرى والمواقع مثل "وزير تنكى "و"زوزجان "وغيرهما في قبضة الولاية المبايعة لتنظيم داعش والبغدادى ..تأتى بمثابة الدفع المعنوى للتنظيم وإعطاء بدائل له ، ليتعافى من كبوته الحالية بعد فقدانه لأهم معاقله .
واشار الى ان التنظيم ارتحل الى معقل هجرة الجهادية العالمية الأولى في بواكيرها ومنطلقاتها التاريخية منذ المعركة الكبري التى شهدت سقوط الإتحاد السوفيتى ، وبطبيعة الحال بدى وكأنه مزاحمة لتنظيم القاعدة المتواجد منذ عقد ويزيد ، مايعنى اننا على مشارف انتقال لمعركة جديدةبين التنظيمين يتحولان الى مساحات اخرى في ظل التنافسية العالمية بين التنظيمين ،ويبقي السؤال الأهم ماهى ردة فعل التنظيم الأم –تنظيم الدولة الإسلامية "داعش "على هذه الدعوة ،وماهو تعليق خليفتهم "البغدادى" . 
 مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدو أن ولاية   خراسان ربما تكون  "ملاذ"   امن لداعش   بعد سوريا والعراق وايضا يطرح هذا الإعلان  العديد من التسأولات حول ماهية دعوة الولاية لأنصار التنظيم  وكافة المسلمين في العالم الى الهجرة الى أرض الخلافة الإسلامية الجديدة  عوضا عن مراكز دولته التى فقدها مؤخرا في كل من "الرقة "و"الموصل  وهل هذا الامر بترتيب مع القيادة الام ام مجرد إجتهاد لولاية داخل دولة مندحرة.

شارك