"إخوان ليبيا" والانتخابات.. فصل جديد نحو تقسيم البلاد

الخميس 15/مارس/2018 - 05:15 م
طباعة إخوان ليبيا والانتخابات..
 
في الوقت الذي تستعد فيه جماعة الإخوان فى ليبيا لخوض الانتخابات المقبلة، مستخدمة في ذلك استراتيجية الدفع بدماء جديدة للسيطرة على مفاصل الدولة الليبية، تعرضت لحالة من الانقسام الداخلي، تبرأ تنظيم الإخوان في ليبيا، من مجلس شورى بنغازي، بعد تقارير أمريكية وأممية، صنفته كمبايع لـ"داعش"، تجهيزا للانتخابات المقبلة، بحسب ما نقلت وسائل إعلام ليبية، والذي كان معروفا في بنغازي بأحد أجنحة الجماعة العسكرية، وصُنف مجموعة إرهابية من قبل مجلس النواب الليبي، وذكرت الشبكة التي تبث من تركيا، أن التنظيم تبرأ من المجلس بطريقة غير مباشرة، بعد تقارير أممية.
وكانت الهيئة العليا لحزب العدالة والبناء الذراع السياسى لجماعة الإخوان فى ليبيا، وضعت خطة جديدة لخوض الانتخابات المقبلة، تتلخص فى الدفع بأسماء ودماء جديدة من الصفين الثانى والثالث فى الجماعة، فيما يشبه قائمة بالمناصب السيادية فى حالة فوز حزب العدالة والبناء بالانتخابات، وعلى رأسها منصب محافظ مصرف ليبيا المركزى، ورئاسة ديوان المحاسبة، ورئيس جهاز الرقابة الإدارية، رئيس هيئة مكافحة الفساد، رئيس وأعضاء المفوضية العليا للانتخابات، رئيس المحكمة العليا، النائب العام.
وفي وقت سابق، أعلنت الهيئة العليا لحزب العدالة والبناء، تأجيل عقد المؤتمر العام للحزب إلى ما بعد الانتخابات العامة المزمع إقامتها فى نهاية 2018، مدعية صعوبة تحرك فروع الحزب فى بعض المناطق بسبب الأوضاع التى تمر بها البلاد، وتجنباً لإحداث هزة بتغيير قيادة الحزب فى هذه الظروف الحساسة التى تسبق الانتخابات.
كما أعرب المسؤول العام لجماعة الإخوان الليبية، أحمد عبدالله السوقي، عن رفضه الزج باسم تنظيم الإخوان ضمن الجماعات الإرهابية "مجلس الشورى وداعش والقاعدة"، بعد دعمهم إعلاميا وعسكريا وماليا، حالة من الرعب يعيشها تيار الإسلام السياسي في ليبيا، خاصة بعد تبرؤ جماعة الإخوان "الإرهابية" من مجلس شورى بنغازي، المؤيد لتنظيم القاعدة، في ظل تقارير تفيد بمبايعة الأخير لتنظيم "داعش". 
المعلومات التي كشفت عنها الإدارة الأمريكية عبر قنواتها الدبلوماسية، أظهرت تخوف جماعة الإخوان من خسارة ثقلها في المنطقة الإفريقية، في الوقت الذي يخوض المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، حربا ضروسًا ضد جماعات التطرف والإرهاب. 
وبشكل عام، اضطر تخوف التنظيم الدولي من الإدانات الأممية والأمريكية، المسؤول العام لجماعة الإخوان الليبية، أحمد عبد الله السوقي، إلى رفض إدراج اسم تنظيم الإخوان ضمن مجلس الشورى وداعش والقاعدة، رغم دعم الإخوان لتلك التنظيمات. في حين أن التنظيم الداعم الرئيسي لمجلس شورى بنغازي، على ارتباط وثيق بتنظيم القاعدة، والذي أعلن مرارًا وتكرارًا تحالفه مع داعش في المعارك ضد قوات الجيش الليبي. وهذا ما ظهر من خلال اتهام جماعة الإخوان للجيش الوطني الليبي بارتكاب جرائم حرب لا سيما في طرابلس، خلال العملية العسكرية الأخيرة والتي استهدفت منابع الإرهاب والتطرف. 
ورغم ذلك، دعا التنظيم الدولي إلى الحوار والمصالحة الوطنية دون تهميش أو إقصاء من أجل دولة مدنية حديثة. تصريحات جماعة الإخوان، خير دليل على دعمها اللا محدود لمجلس شورى بنغازي وعدد آخر من التنظيمات المتطرفة والتي تتخذ منهجا إسلاميا متشددًا في تعاملها مع مجريات الأحداث سياسية كانت أو اجتماعية. المثير في الأمر هنا أن جماعة الإرهاب أغفلت تمامًا الدور القطري في تغذية الصراع المسلح في ليبيا، وخاصة الجماعات التي ادعت الوطنية للحفاظ على هوية أبناء الشعب العربي الإفريقي، وفي الحقيقة أن تلك التنظيمات ما هي إلا أدوات في يد إمارة الدوحة من أجل مصالحها السياسية والاقتصادية. 
الكثير من الشواهد أكدت أن "الإخوان" أحد أكبر المساهمين والداعمين للتنظيمات المتطرفة في الأرض الليبية، وأن نظام "الحمدين" هو المسؤول الأول عن حالة الانقسام السياسي في البلاد الممزق منذ 7 أعوام. لم تكتف المعارضة بذلك، بل أكدت أيضًا أن الدوحة سهلت دخول كميات كبيرة من السلاح عبر مطارات طرابلس ومصراتة لدعم مقاتلي فجر ليبيا، وشورى بنغازي المدعومين من الإخوان المسلمين، واللافت هنا هو أن محمد بوسدرة وسامي الساعدي وخالد الشريف، ضيوف قطر الدائمين، على ارتباط وثيق بقادة "داعش". 
وأخيرًا، يمكن القول أن التواترات التي بدأت تلوح في الأفق بين التنظيمات الإرهابية في الأراضي الليبية، تشير بصورة أو بأخرى، إلى الإنجازات التي تحققت على يد قوات حفتر والرامية إلى بناء دولة مدنية حديثة قائمة على المساواة بين أطياف المجتمع. يذُكر أن قوات الجيش الوطنى الليبي تخوض عمليات عسكرية ضد تنظيم القاعدة وقوات سرايا الدفاع عن بنغازي ومجلس شورى بنغازي، لتطهير البلاد من الإرهاب. جدير بالذكر أن مجلس شورى بنغازي، تشكل في 2014، بعد انطلاق عملية "الكرامة" بقيادة الجيش الليبي لدحر الإرهاب، ويضم تحالفًا لكل من ميليشيا أنصار الشريعة، وميلشيا راف الله السحاتي وميليشيا شهداء 17 فبراير وميلشيا درع ليبيا الأولى.

شارك