وسط التهديدات الإرهابية.. روسيا تستعد للانتخابات بإجراءات غير مسبوقة

السبت 17/مارس/2018 - 02:44 م
طباعة وسط التهديدات الإرهابية..
 
وسط التهديدات الإرهابية التي تلاحقها قبيل إجراء الانتخابات الروسية، تستعد روسيا بإجراءات مشددة، وغير مسبوقة، للانتخابات الرئاسية المقرر انطلاقها غدا الأحد، حيث رفعت وزارة الطوارئ الروسية، أمس الجمعة 16 مارس 2018، عدد قوة تأمين الانتخابات من 17 ألفا من ضباط الشرطة وأفراد الحرس الوطني الاتحادي وشركات التأمين الخاصة والمتطوعين التي أعلنت عنها الأسبوع الماضي، إلى نصف مليون فرد.
وتواجه روسيا تحديات أمنية مع زيادة العمليات الإرهابية التي استهدفتها على يد تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين في العام الأخير.
وسط التهديدات الإرهابية..
وشهدت روسيا خلال المرحلة الماضية، العديد من العمليات الإرهابية، حيث نجحت قواتها في إحباط عشرات العمليات قبل وقوعها، وتزامن مع الاستعداد للانتخابات القبض على خلية نائمة من 4 عناصر تابعة لتنظيم داعش جنوب غرب موسكو، الثلاثاء الماضي.
ووفق جهاز الأمن الفيدرالي الروسي فإن زعيم الخلية تدرب في سوريا، ثم تم إرساله لتنفيذ هجمات في روسيا.
وفي ذات اليوم، أعلنت الأجهزة الأمنية تفكيك شبكة خاصة بنقل أنصار "داعش" من روسيا إلى سوريا والعراق، واعتقلت في هذا الصدد 60 أجنبيا.
يذكر أن معظم العمليات الإرهابية في روسيا تبناها تنظيم "داعش" الإرهابي، وآخرها الهجوم الذي استهدف كنيسةً في داغستان، الواقعة جنوب روسيا، وأدى إلى مقتل 5 أشخاص، وإصابة آخرون.
ومن أبرز العمليات الإرهابية التي نفذها تنظيم "داعش" في روسيا في ديسمبر 2017، تبنى "داعش" ، مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع في مركز تجاري في مدينة سان بطرسبرج بروسيا، وأسفر عن إصابة 13 متسوقًا، وفقًا لما أعلنته وكالة أعماق الناطقة بلسان التنظيم.
وفي أغسطس 2017، أعلن "داعش" مسؤوليته عن عملية الطعن، التي حدثت في مدينة سورجوت الروسية، وأسفرت عن إصابة 8 أشخاص بجروح.
وقالت لجنة التحقق في الجرائم الكبيرة، إن المنفذ هاجم المارة وأصاب 8 أشخاص منهم، قبل أن تتدخل الشرطة المسلحة التي قامت بقتله.
في أبريل 2017، أعلن التنظيم مسؤوليته عن مقتل شخصين خلال اعتداء عناصره على مقر للاستخبارات الروسية في خاباروفسك بروسيا، وفقًا لوكالة "أعماق"، مضيفة أن مقاتلا من التنظيم هاجم مكتبًا للمخابرات الروسية الاتحادية في مدينة خاباروفسك شرق روسيا.
في مارس 2017، أعلن عن الهجوم الإرهابي على قاعدة عسكرية روسية في الشيشان، وأسفر عن مقتل 6 أفراد من صفوف قوات الأمن الروسية، وفقًا لما ذكره مركز "سايت" الأمريكي، لرصد المواقع الموالية لتنظيمات إرهابية.
وفي أغسطس 2016 تبنى "داعش" الهجوم الذي نفذه على موقع للشرطة الروسية قرب موسكو، وأسفر عن إصابة شرطيين، وقالت وزارة الداخلية الروسية، إن رجلين هاجما دورية لها على بعد 20 كيلومترا شمال شرق موسكو، ما أدى إلى إصابة عنصرين من الشرطة.
في ديسمبر 2015، تبني التنظيم الهجوم الذي استهدف مجموعة من الأشخاص كانوا يزورون قلعة تاريخية في منطقة داجستان بجنوب روسيا، ما أسفر عن وقوع قتلى وإصابات. 
وسط التهديدات الإرهابية..
يذكر أن الانتخابات الرئاسية الروسية غدًا الأحد 18 مارس، يتنافس فيها ثمانية أشخاص: هم، الرئيس الحالي فلاديمير بوتين (مستقل)، سيرجي بابورين (حزب الاتحاد الشعبي العام الروسي)، بافيل جرودينين (الحزب الشيوعي الروسي)، وفلاديمير جيرينوفسكي (الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي)، كسينيا سوبتشاك (حزب المبادرة الاجتماعية الليبرالي)، مكسيم سورايكين (حزب شيوعيو روسيا)، بوريس تيتوف (حزب النمو)، جريجوري يافلينسكي (حزب يابلوكو الديمقراطي.
وفق استطلاعات الرأي، فإن الرئيس الحالي بوتين يعد الأوفر حظا، حيث يحظى بنسبة تأييد 70%.
وتم التأمين بأكثر من 532 ألف ضابط من (النظام الموحد لإدارة الأزمات في روسيا) سيتولون مهمة التأمين، وأن خدمات الطوارئ في حالة تأهب قصوى منذ الجمعة.
وستقوم قوات الشرطة ومتخصصون بتفتيش ومعاينة مراكز الاقتراع والأماكن المحيطة بها باستخدام الكلاب المدربة، وبأجهزة تقنية متقدمة.
وتشهد روسيا من الحين للأخر احتجاجات يقودها منتمون لحركات ليبيرالية مقربة من الغرب، وترفض إعادة ترشح الرئيس الحالي فلاديمير بوتين.
ووفق ما ذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية، حذرت لجنة حماية سيادة الدولة في مجلس الاتحاد للبرلمان من زيادة حجم التمويل الخارجي المستخدم في إثارة مشاعر الاحتجاج في نفوس الروس، مضيفة: إنها رصدت زيادة هذا التمويل، ما أدى لزيادة أنشطة "المعارضة غير النظامية لتحريض الناخبين على عدم المشاركة في الانتخابات، إضافة لتلقي تلك الحركات المعارضة دورات دراسية خارج روسيا لمن يُطلق عليهم اسم "السياسيون الواعدون" في دول البلطيق والولايات المتحدة، وتحت إشراف مسؤولين من تلك الدول لنشر القلاقل داخل روسيا.
واتخذت روسيا تدابير جديدة في شأن مراقبة الانتخابات هذا العام، ومنها ما اتخذ شكلا انتقاميا من الغرب، عبر تقليل عدد الدعوات الموجهة للمراقبين من أوروبا والولايات المتحدة، مقابل التركيز على الدعوات الموجهة للآسيويين.
وبحسب ليونيد سلوتسكي، رئيس لجنة مجلس الدوما (مجلس النواب) للشؤون الدولية، فإن موسكو وجهت الدعوة لـ318 مراقبا أجنبيا.
وسط التهديدات الإرهابية..
ووفق تقارير إعلامية فإن روسيا قد تتخذ إجراءات متشددة في تحجيم تحركات المراقبين الغربيين، ومنها احتمال عدم السماح لهم بالدخول إلى مراكز الاقتراع، وسيسمح لهم برصد ما يجري في التصويت عبر الأماكن التي بها شاشات للبث.
وقد تكون هناك مراقبة عبر كاميرات الفيديو وبث مباشر في شبكة الإنترنت، ولأول مرة ستكون كاميرات المراقبة منصوبة في المراكز الانتخابية التي تجمع فيها حصيلة التصويت.  
وركزت روسيا هذه المرة على فسح المجال أمام الرقابة الشعبية للانتخابات، حيث تقدم أكثر من 150 ألف شخص بطلب للمراقبة.
وبلغ عدد الناخبين في روسيا 109 ملايين، يستعد لاستقبالهم 96 ألف مركز انتخابي في 85 مقاطعة روسية داخل البلاد مترامية الأطراف.
ووسط هذا التحفز الداخلي، أعلنت الخارجية الروسية، اليوم السبت 17 مارس، استدعاء السفير البريطاني لديها لوري بريستو، على خلفية الاتهامات التي توجهها لندن إلى موسكو بتسميم ضابط استخبارات روسي سابق في بريطانيا.
وقررت لندن فرض عقوبات على موسكو في هذا الصدد، من بينها ترحيل 23 دبلوماسيا روسيا من أراضيها، وتضامنت مع بريطانيا في ذلك الولايات المتحدة وألمانيا، ويعتبر طرد بريطانيا لـ23 دبوماسيا روسيا أكبر عملية طرد من نوعها منذ الحرب الباردة.
كانت أعلنت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي الاربعاء الماضي طرد 23 دبلوماسياً روسياً من المملكة المتحدة بعد أن اعتبرت روسيا "مسؤولة" عن تسميم الجاسوس الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال في إنكلترا، واصفة إياها بأنها أكبر عملية طرد للدبلوماسيين منذ أكثر من 30 عاماً.
في المقابل، نفت موسكو هذه الاتهامات، وردت اليوم السبت باتخاذ إجراءات عقابية مماثلة، وأعلنت طرد عدد مماثل 23 دبلوماسيا بريطانيا من أراضيها.

شارك