بعد إعلان أردوغان دخولها.. ما أهمية عفرين للأتراك؟

الأحد 18/مارس/2018 - 02:48 م
طباعة بعد إعلان أردوغان
 
بعد نحو شهرين ونصف الشهر من إطلاق انقرة عملية "غصن الزيتون" العسكرية للسيطرة على مدينة "عفرين" السورية التي يتمركز فيها مواطنين أكراد، قالت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها إنها تمكنت من السيطرة على كامل المدينة الموجودة في الشمال السوري.
وفي ظل الصمت الكردي، قال مراسل وكالة "فرانس برانس"، إنه شاهد الجنود الأتراك والفصائل الموالية لها في قلب عفرين، حيث كانوا يجرون عمليات تمشيط، كما وقفت دبابتان للقوات التركية أمام مبنى رسمي، وأطلق مقاتلون النار في الهواء ابتهاجاً لدخول المدينة الكردية.
وبحسب ما هو معلن من الجانب التركي فإن الدوافع وراء العملية العسكرية منع الأكراد من تشكيل "حزام إرهابي" بوصف أنقرة على حدودها، إلى جانب حماية الأمن القومي التركي.
ولا يمكن الفصل بين العملية وما يجري في الداخل التركي، حيث يرى البعض أن للعملية أهداف تتعلق بالداخل التركي، حيث قد تكون محاولة من أردوغان للقفز إلى الأمام والهروب من الأزمة الاقتصادية وتراجع مستوى الديمقراطية وارتفاع نبرة الانتقادات الدولية لسياسات الفصل والإقصاء بحق المعارضين، وهو ما يريد أردوغان تجاوزه بانتصارات حتى وإن كانت وهمية ومؤقتة. 
بعد إعلان أردوغان
ويبدو أن أردوغان يعتمد استراتيجية  تقوم على خلق تهديد خارجي لمواجهة التحديات الداخلية، وهو ما ثبت قبيل استفتاء تعديل الدستور في تركيا، الذي جرى في 2017، مع التصعيد الإعلامي بين تركيا وألمانيا ودول أوروبية أخرى.
كما يرى بعض المراقبين أن الانتخابات الرئاسية المفترض إجراؤها 2019 قد تكون أحد أسباب انطلاق عملية عفرين.
فيما أفاد مركز عفرين الإعلامي بأن قوات تدعمها تركيا قد دمرت تمثالا وسط عفرين "في انتهاك للتاريخ والثقافية الكردية"، بحسب تعبيره.
كان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن أن قواته سيطرت على مدينة عفرين ورفعت العلم التركي، وقال أردوغان، اليوم الأحد، إن وسط مدينة عفرين بات "تحت السيطرة تماما"، وإن الأعلام التركية رفعت في المدينة الواقعة في شمال سوريا.
هنا تبرز جملة من التساؤلات، بينها لماذا يرفع الأتراك علم بلادهم في عفرين السورية، أليس من الأولى هو رفع علم القوات السورية المعارضة التي تقاتل إلى جانب أردوغان؟
فيما قال متحدث باسم ما يسمى "الجيش السوري الحر" المدعوم من تركيا إن مقاتلي المعارضة دخلوا مدينة عفرين قبل قليل من بزوغ فجر اليوم الأحد وسيطروا على أجزاء من المدينة بعد انسحاب مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية.
بعد إعلان أردوغان
وقال محمد الحمدين إن مقاتلي الجيش السوري الحر لم يواجهوا أي مقاومة حتى الآن، وكانت القوات التركية وفصائل الجيش الحر الداعمة لها قد حاصرت المدينة من 3 جهات بعد سيطرتها على أغلب مساحة المنطقة.
وأتت هذه التطورات بعد أن أرسل الجيش التركي مزيداً من التعزيزات إلى الحدود التركية السورية.
وأدت العمليات العسكرية التركية وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى نزوح أكثر من 200 ألف مدني من عفرين منذ الأربعاء الماضي مع اقتراب المعارك إلى مشارف المدينة. 
ولعل الإجابة عن التساؤل الذي طرحناه سابقاً، يتمحور فيما قاله أردوغان عن عفرين أثناء إعلانه بدء العملية العسكرية التركية بالمدينة. حيث قال: "هذا الاستدعاء للإرث العثماني قد يتوافق مع الميثاق الملي التركي، أي الميثاق الوطني، وهو عبارة عن مجموعة قرارات اتخذها آخر برلمان عثماني، ويعتبر مناطق خارج الحدود التركية الحالية حقًا تاريخيًا للدولة التركية انتُزع منها انتزاعًا، ولأنقرة الحق في ضمها في أي وقت".

ما هي أهمية عفرين؟

ما هي أهمية عفرين؟
بحسب التقارير المختلفة فإن أنقرة ترى في عفرين الخاصرة الفيدرالية الرخوة لشمال سوريا، فهي غير متصلة بالمناطق الفيدرالية الأخرى، كما أنها معزولة في الزاوية الغربية، وتحاصرها الكتائب المسلحة الموالية لأنقرة.
وتتمثل أهمية منطقة عفرين في كونها تفصل بين مناطق سيطرة ميليشات "درع الفرات" في مدن جرابلس والباب وإعزاز إلى الشرق من عفرين، ومحافظة إدلب في الغرب، وبالتالي فالسيطرة على عفرين قد تحقق لتركيا تواصلًا جغرافًيا على جميع المناطق الحدودية الواقعة بين البحر المتوسط ومدينة جرابلس غرب الفرات، ويعني هذا القضاء على أي إمكانية لتحقيق التواصل الجغرافي بين المناطق الكردية، والحيلولة دون ضمها لمناطق فيدرالية شمال سوريا، ومنع التواصل الجغرافي بين مقاطعات الفيدرالية السورية الشمالية.

شارك