الغوطة الشرقية.. ودعم أوروبا للجماعات الإرهابية في سوريا

الأحد 18/مارس/2018 - 07:17 م
طباعة الغوطة الشرقية..
 
نشر المعهد الكندي "جلوبال" للدراسات السياسية، اليوم الأحد 18 مارس 2018، مقالًا بعنوان "الغوطة الشرقية.. هل يدعم الغرب الإرهابيين ف سوريا؟" لكاتبته آنا جونكر، الباحثة المتخصصة في شؤون الشرق الأوس ، رصدت فيه "جونكار" تحيز وسائل الإعلام الغربية والأمريكية للجماعات الإرهابية في سوريا التي تسعى لإسقاط نظام الأسد، مشيرة إلى أن الموقف الحالي في الغوطة الشرقية هو أبرز مثال على ما يحدث، المقال الذي ترجمته بوابة الحركات الإسلامية
الأحداث الجارية في سوريا في وقتنا الراهن يمكن أن ترسم ليس فقط مستقبل منطقة الشرق الأوسط، وإنما خريطة العالم كله، في ظل استمرار الجيش السوري - المدعوم من قبل حلفائه أبرزهم روسيا - في محاربة الجماعات الإرهابية المسلحة في البلاد، أملا في استعادة الأمن والأوضاع في البلاد.
يعتقد عدد متزايد من الخبراء أن بعض الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة، تحاول تأخير التسوية السياسية في سوريا، تحت ذرائع مختلفة، إن لم تكن تبذل كل جهد ممكن لتصعيد التوترات الداخلية؛ من أجل الإطاحة بالحكومة السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد، إذ يواصل الغرب دعم العديد من الجماعات المسلحة التي لا تدخر جهداً ولا مالاً من أجل الإطاحة بنظام الأسد.
ويعد الوضع الحالي في الغوطة الشرقية أبرز مثال على ذلك، إذ تم تزويد جماعات إرهابية مسلحة هناك بأسلحة حديثة الصنع، يتم استخدامها في قصف المناطق السكنية في دمشق، كما يستخدمون المدنيين كدروع بشرية.
وقد حمل بشار الجعفري، الممثل الدائم لسوريا لدى الأمم المتحدة، مسؤولية تصرفات هذه الجماعات إلى الولايات المتحدة، التي تشن حملة إعلامية واسعة النطاق من أجل دعمهم، في مقابل تشويه صورة السلطة القانونية.
وترى جونكار، أن تصريحات الجعفري وما تحمله من اتهامات واضحة للإعلام الأمريكي، تعكس الواقع السوري بدقة، قائلة: "إذا قمنا بتحليل منشورات أكبر وسائل الإعلام في العالم، وكذلك التصريحات التي أدلت بها كل من هيذر ناويرت، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، و سارة ساندرز السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض ، فإن كلمات الجعفري تعكس الواقع، إذ أن الإعلام السائد في أوروبا وأمريكا مليء بالعناوين الرئيسية التي يزعم أن دمشق نظمت فيها حصاراً يؤدي إلى الجوع والبؤس لدى السوريين في الغوطة الشرقية، علاوة على ذلك، لا يزال الغرب يتهم الجيش السوري بشن هجمات كيميائية ضد المدنيين، دون أي أساس من الصحة، ودون تقديم أدلة على صحة ادعاءاته".
تجدر الإشارة إلى أنه سوريا قامت بتدمير ترسانة أسلحتها الكيميائية بالكامل في 4 يناير 2016، بناءً على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2118 لسنة 2013، الأمر الذي تم تأكيده رسميا من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، إلى جانب ذلك عثرت قوات النظام السوري على مستودعات أسلحة كيميائية مصنوعة يدويًا للإرهابيين في الغوطة الشرقية.
وتتهم الكاتبة الولايات المتحدة باستخدامها تقارير غير مؤكدة من منظمة "ذوي الخوذ البيض" عن الهجمات الكيماوية من "النظام" كذريعة عالمية لشن ضربات صاروخية جديدة، مدللة على تصريحات نيكي هالي، مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة، والتي أدلت بها خلال الاجتماع السابق للجنة الأمم المتحدة، قائلة: "إن واشنطن مستعدة للرد و اتخاذ إجراءات من أجل شعب سوريا".
وبدوره أيد أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، هالي سفيرة أمريكا، واصفًا الوضع في الغوطة الشرقية بأنه "جحيم على الأرض"، داعياً إلى التنفيذ الفوري لقرار مجلس الأمن يوم السبت بوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا في سوريا. 
واعتبرت الكاتبة آنا جونكار تصريحات الأمين العام للمنظمة الدولية إنما تنم عن جهل غوتيريس بالوضع في الغوطة، مشيرة إلى أن الغوطة الشرقية لا يوجد بها ما يسمى بـ"معارضة معتدلة"، لكن هناك جماعات إرهابية ترفض الامتثال لقرار مجلس الأمن رقم 2401، في الوقت الذي يفضل فيه الدبلوماسيين التزام الصمت تجاه ما قامت به الحكومة السورية لتأمين نزوح عشرة آلاف مدني، من خلال إنشاء ممرات مؤمنة؛ لكي يغادروا مناطق خطيرة من الغوطة الشرقية.
واستغربت الكاتبة من مصير المساعدات الإنسانية المقدمة من الغرب لمساعدة سكان الغوطة الشرقية، والتي ترسلها المنظمات الدولية المختلفة، إذ غالبًا ما تؤول في كثير من الأحيان إلى أيدي المقاتلين، مما يمنع من وصول الضرورات الأساسية من أدوية ومساعدات للناس العادية.
وفي نهاية المقال اختتمت الكاتبة جونكار كلامها قائلة: "على الأرجح فإن الغرب يدافع عن مصالح الإرهابيين، وليس المدنيين في سوريا"، مشيرة إلى أنه إذا ركزت أوروبا والولايات المتحدة جهودهما من أجل تسوية النزاع السوري، فإن السوريين سيعيشون في دولة مستقرة.

شارك