طلبات اللجوء تتزايد فى ألمانيا.. وبقية دول الاتحاد الأوروبي فى ورطة

الأحد 18/مارس/2018 - 09:21 م
طباعة طلبات اللجوء تتزايد
 
ارتفعت عدد القرارات التي أصدرتها السلطات الألمانية للبت في طلبات اللجوء بعد أن بلغت 524 ألف و185 قرارا، مقارنة بعدد هذه القرارات في بقية الدول السبع والعشرين التابعة للاتحاد الأوروبي 435 ألف و70 قرارا، وعلى الرغم من أن الإحصاءات الخاصة بالتشيك وإسبانيا لم ترد بعد، إلا أن عدد الطلبات التي تم البت فيها من قبل سلطات الدولتين لم يزد مجموعه خلال السنوات الماضية عن 12 ألف طلب، فى حين بلغ عدد القرارات في إيطاليا واليونان، وهما أهم الدول الأوروبية التي تصل إليها موجات الهجرة غير الشرعية، وصلت إلى  78 ألف و235 قرارا فى إيطاليا، 24 ألف و510 قرار فى اليونان.
ونقلت صحيفة "فيلت" الألمانية عن المكتب الأوروبي للإحصاء  أن المقارنة بين قرارات البت في طلبات اللجوء تكشف مدى تأثر دولة ما بالهجرة، بصورة أفضل من المقارنة بين عدد طلبات اللجوء، لأن الكثير من مقدمي الطلبات يواصلون السفر من بلد إلى آخر بشكل غير مسموح به لاسيما وأنه نادرا ما تنجح عمليات الإعادة إلى البلد الأول الذي كان طالب اللجوء قد وصل إليه.
تجدر الإشارة إلى أن 186 ألف و644 طالب لجوء كانوا قد قدموا إلى إلى ألمانيا من خلال دول أعبور أوروبية أخرى في 2017، وجرى إعادة 7102 شخص فقط من هؤلاء.

طلبات اللجوء تتزايد
ورصدت تقارير عديدة تراجع طلبات اللجوء في الاتحاد الأوروبي خلال عام 2017 بشكل كبير، فى حين ظلت ألمانيا كما في السنوات الماضية البلد الأوروبي الذي يستقطب أكبر عدد من اللاجئين متبوعة بكل من إيطاليا وفرنسا.
يذكر أن عدد طالبي اللجوء عام 2016 بلغ حوالي مليون ومائتي ألف طلب وهذا ما يعني تراجعا بنسبة 46%.، وظلت ألمانيا البلد الذي استقبل أكبر عدد من طلبات اللجوء وصلت لـ 198 ألف طلب وهو ما يمثل ثلث الطلبات داخل الاتحاد الأوروبي. وجاءت إيطاليا في الرتبة الثانية بـ 126 ألف طلب ثم فرنسا 91 ألف، اليونان 57 ألف، فيما استقبلت سلوفاكيا أقل عدد من الطلبات 150 طلب فقط.
يذكر أن هذه البيانات تشمل فقط طلبات اللجوء التي قدمت لأول مرة، أما إذا ما أخدنا مجموع الطلبات أي تلك التي تقدم للمرة الثانية والثالثة وما إلى ذلك فإن الرقم يصل في هذه الحالة إلى 705 ألف طلب لجوء في مجموع دول الاتحاد، فيما وصل الرقم في ألمانيا إلى حوالي 222 ألف طلب.
من ناحية أخري كشفت حسب دراسة للصليب الأحمر أن كل شخص من اللاجئين والمهاجرين من الشرق الأوسط إلى أوروبا هاتفاً ذكيا، بالنسبة للمهاجرين فإن الهاتف الذكي على درجة كبيرة من الأهمية؛ إذ قد يساعد في الإعداد للرحلة والتعرف على طرق اللجوء والمعلومات عن البلدان التي سيمر بها المهاجر.
فى حين تشير دراسة لمجلس اللاجئين الدانماركي تعود للعام 2016، فإن أهم التطبيقات هي : الفيسبوك، تويتر، سكايب، فايبر، GPS، خرائط جوجل،  ويستعين المهاجرون بطرق غير شرعية واللاجئون بتلك التطبيقات للترجمة، والعثور على الطريق الصحيح، وتجنب نقاط التفتيش الحدودية والشرطة، وتكاليف الرحلة، وإيجاد مهربين يمكن الاعتماد عليهم، وبعد الوصول لبلد اللجوء، تصبح للهواتف أهمية أخرى في الحياة اليومية؛ إذ قد تساعد على الاندماج والحفاظ على العلاقات مع الأهل والأصدقاء.

طلبات اللجوء تتزايد
وكشفت تقارير عن مدى خطورة ذلك على خصوصية بيانات اللاجئين؟ وفي أسوأ الحالات: هل يمكن أن يتسبب ذلك في تعريض سلامتهم الشخصية أو سلامة آخرين للخطر؟
ففي الوقت الراهن فإن الواتساب آمن ولا يمكن لأحد اختراقه. وهذا ما يجعل منه خياراً جيداً وشائع الاستخدام بين اللاجئين، حسب دراسة لكارلين مايتلاند من كلية هندسة المعلومات في جامعة بين الحكومية،  ميسينجر الفيسبوك ليس على تلك الدرجة من الأمان كالواتساب. أما السناب شات والرسائل النصية فهي سهلة الاختراق، لكن وحتى التطبيقات الآمنة لا تضمن أن اتصالاتك ورسائلك لن يطلع عليها أحد، فعلى سبيل المثال، في حال وقع هاتفك بيد أحدهم، يمكنه الوصول لبياناتك.
أجرت البرفيسورة ماري جلسيبي دراسة موسعة على استخدام اللاجئين للهواتف الذكية. وقالت إن هواتفهم يمكن أخذها من قبل الشرطة أو مقاتلي "داعش"، بما تحويه من صور وبيانات خاصة، مما قد ينتج عنه عواقب كارثية، ومن هنا يلجأ الكثير من اللاجئين إلى استخدام التطبيقات الأكثر أمناً واستخدام أسماء وهمية في الشبكات الاجتماعية وتجنب المجموعات المفتوحة وتبديل شرائح جوالاتهم الذكية قدر الإمكان.
وأظهرت دراسة كارلين مايتلاند أن البعض يخاف من أن تستغلها سلطات بلدانهم الأصلية في البحث عنهم، مع تنامى مشاعر الخوف من انتقام المنظمات والدول التي تراقب الشبكات الاجتماعية: "لا يشعرون بالخوف على أنفسهم، بل وعلى عائلاتهم في سوريا".
إلا أن الكثير ممن ينحدر من دول قمعية واستبدادية لا يمانعون مراقبة الاتصالات، كون الأمر ليس بجديد عليهم. وهم يقبلون بالأمر كثمن لتسهيل الاتصال بالآخرين.

شارك