بعد إتهامه لخامنئي بسرقة 190مليار دولار.. هل يتم تصفية أحمدي نجاد؟

الإثنين 19/مارس/2018 - 06:16 م
طباعة بعد إتهامه لخامنئي
 
في إطار صراع الأجنحة وتمرد الأبن المدلل للنظام خامنئي المتشدد، أحمدي نجاد، اتهم الأخير كبير نظام ولاية الفقيه في إيران، بسرقة 190 مليار دولار أميركي تقريبا، كما اتهمه بنهب أموال المواطنين ومواصلة القمع لإسكات المنتقدين، مطالبا.
وفي رسالتين موجهتين من أحمدي نجاد إلى خامنئي، انتقد أبن المرشد المدلل استحواذ مؤسسات المرشد على حوالي 190 مليار دولار أميركي بطرق غير مشروعة لا تخضع لأية رقابة مالية.
ووفقا لأحمدي نجاد، تم توزیع هذه المبالغ على مؤسسات تتبع مكتب المرشد مباشرة، وهي كل من مؤسسة “بنیاد 15 خرداد”، ومؤسسة “بنیاد مستضعفان”، ومركز “ستاد اجرایی فرمان امام”، وتعاونية الحرس الثوري “بنیاد تعاون سپاه”، وتعاونية الجيش “بنیاد تعاون ارتش”، وتعاونية الباسيج “نیاد تعاون بسیج”، وتعاونية وزارة الدفاع “بنیاد تعاون وزارت دفاع” ولجنة الخميني الخيرية “کمیته امداد امام خميني”، بحسب موقع “دولت بهار” المقرب من الرئيس الإيراني السابق.
وفي وقت سابق كشفت مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات أن ثروة خامنئي تجاوزت 200 مليار دولار، وأنه لديها قائمة كاملة من أسماء 146 شركة يمتلكها المرشد الأعلى الإيراني.
وحسب تقرير نشرته المؤسسة على موقعها الرسمي، تبلغ أموال «منظمة المستضعفين»، ومؤسسة «آستان قدس رضوي» المشرفة على ضريح الإمام الثامن للشيعة (في مدينة مشهد شمال شرقي إيران)، و»مؤسسة تنفذ أوامر الخميني» والتي يشرف عليها خامنئي، أكثر من 200 مليار دولار، وتسيطر على قطاعات واسعة من الاقتصاد الإيراني.
وأوضحت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات أن «منظمة المستضعفين»، ومؤسسة «آستان قدس رضوي» استثمرتا مئات الملايين من الدولارات في شركات صناعة القطارات الألمانية وشركة دايو الكورية الجنوبية.
وأكدت المؤسسة أنه لديها قائمة كاملة من أسامي 146 شركة يمتلكها المرشد الأعلى الإيراني.
يشكل "نجاد" ابرز التيارات داخل نظام خامنئي، المتصارعة ، حيث يحسب نجاد على تيار "الحجتية" هو أحد تيارات المتشددين داخل النظام الحاكم في إيران، وتصاعد الصراع بين نجاد و"ال لاريجاني" خلال الأيام الماضية ووصل حد التخوين، حيث اتهم رئيس السلطة القضائية ايه الله صادق لاريجاني، نجاد بـ"الخيانة العظمى"، ردًا على ما جاء في رسالة وجهها أحمدي نجاد للمرشد الإيراني على خامنئي اتهم فيها السلطة القضائية وكل عائلة لاريجاني "باستخدام سلطتهم في القمع والنهب والاختلاس".
وكثّف نجاد هجومه خلال الأيام الأخيرة ضد رئيس السلطة القضائية صادق أمُلي لاريجاني وأشقاءه وعلى رأسهم رئيس البرلمان على لاريجاني ومعاون القضاء جواد لاريجاني والمسئول السابق فاضل لاريجاني، واتهمهم بمصادرة أراض وأملاك وعقارات ونهب المال العام.
وبث نجاد مقطعا عبر موقعه الرسمي اتهم فيه رئيس السلطة القضائية "بانتهاك العدالة بسبب تجاوز الدستور" و"عدم الاختصاص" و"الافتقار إلى الشرعية"، داعيا إياه للاستقالة.
وردا على تصريحات أحمدي نجاد ونشره للوثائق، وصف المتحدث باسم القضاء الإيراني غلام حسين محسني ايجئي، نجاد خلال مؤتمر صحفي الأحد الماضي، بأنه "فاقد الصحة العقلية" وقال إن "قضيته ستحال إلى الطب الشرعي إذا لزم الأمر".
ويقول مقربو أحمدي نجاد إن القضاء يمهد لفرض الحظر عليه كما هو الحال بالنسبة للرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، أو فرض الإقامة الجبرية كما هو حال زعيمي الحركة الخضراء، لكن بطرق أخرى واتهامه بالجنون أو ربما سجنه بتهم الفساد.
تحدث موقع "آمد نيوز" الإخباري الإيراني المعارض عن استعدادات لإدانة نجاد قانونيا بواسطة القضاء تمهيدا لاعتقاله، ويعمل رئيس السلطة القضائية في إيران صادق لاريجاني حاليا على الموضوع مستغلا انشغال الرأي العام في إيران بقضية الزلزال.
ولفت الموقع إلى أن "الحرس الثوري أعد ملفا ضد أحمدي نجاد من 9 صفحات ومرفق به ملفات عديدة أخرى وتسجيلات صوتية لنجاد ومعاونين له لإدانة نجاد، وسلمها للمدعي العام في طهران عباس دولت آبادي".
وأحدث الاتهامات التي تمت إضافتها لملف نجاد مسؤوليته عن المنازل التي تهدمت بفعل الزلزال الأخير الذي ضرب المناطق الشمالية الغربية بإيران؛ حيث تقول السلطات إن تلك المنازل والمبان التي تهدمت شيدت في عهد نجاد، وجرت عمليات فساد كبيرة في تشييدها.
كذلك توجه الاتهامات لحميد بقائي مساعد نجاد؛ حيث قال محمد علي بورمختار العضو باللجنة القضائية في مجلس شورى إيران (البرلمان) إن جزءا من الانتهاكات المالية لبقائي هو إخفاء نحو 4 مليون يورو، علاوة على اتهامه بالتجسس. 
وذكر بورمختار في حواره مع وكالة أنباء "خانه ملت" التابعة لمجلس شورى إيران، أن بقائي اختلس 3 مليون و700 ألف يورو وكذلك 530 ألف دولار.
وأكد على ضرورة إجبار بقائي على الاعتراف بسرقة أموال من المصادر العامة ووضعها في حسابه الشخصي
واعتقلت السلطات الإيرانية خلال الأيام الماضية، أبرز مساعدي نجاد بتهمة الفساد، حميد بقائي، و إسفنديار رحيم مشائي، وهو ما يشير إلي الحرس الثوري يجهز لاقصاء تيار نجاد من السلطة.
من جانبه حذر قائد فيلق القدس بالحرس الثوري، الجنرال قاسم سليماني، التيارات المحسوبة على النظام والثورة، والتي تحاول لعب دور المعارضة من خلال مواقف تنتقد المتشددين ورأس هرم السلطة، في إشارة إلى مواقف كل من الرئيس حسن روحاني، والرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، وكذلك الإصلاحيين المشاركين في السلطة.
وقال سليماني في كلمة له في كرمان، إن بعض من يجلسون على مائدة الثورة ويدعون اتباع خط الإمام "الخميني مرشد الثورة الأول" يوجهون رسائل انتقادية مفتوحة إلى الولي الفقيه "المرشد على خامنئي"، بدل أن يوجهوها إلى الأجانب والأعداء"، بحسب ما نقلت عنه وكالة الإذاعة والتليفزيون الإيرانية.
وطالب ضمنيًا تلك الشخصيات التي وجهت رسائل لخامنئي أن يعتذروا للولي الفقيه، وأن يوجهوا رسائلهم لما وصفوه بـ"الاستكبار العالمي" و"الأعداء"، ويُقصد بها أمريكا والدول الغربية المعادية لإيران، بحسب أدبيات النظام الإيراني.

التصفية مصير خامنئي:

فيما ذكر تقارير إيرانية ان الأبن المتمرد لخامنئي، احمدي نجاد قد يواجه مصير التصفية، مع انتقاده المرشد الأعلى في إيران.
واتهم النائب في البرلمان الإيراني والقيادي في تيار المحافظين غلام علي جعفر، اليوم الأحد، الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد وبعض المسؤولين في فريق حكومته السابقة، بـ"التجسس" لصالح المخابرات البريطانية.
وقال علي جعفر في تصريح لوكالة أنباء "نامه نيوز"، الايرانية، إن "أجهزة المخابرات البريطانية أصبحت متنفذة حتى داخل منزل الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد".
واضاف أن "العلاقات السياسية بين نجاد وبعض المقربين منه مع المخابرات البريطانية باتت واضحة".
وأشار إلى أن "بريوش سطوتي زوجة حسين فاطمي وزير خارجية إيران في عهد رئيس الوزراء محمد مصدق، هي التي تقوم بعمليات التنسيق بين أحمدي نجاد والمخابرات البريطانية".
وأقدمت السلطات الإيرانية منذ الثلاثاء الماضي على اعتقال حميد بقائي مساعد الرئيس السابق للشؤون التنفيذية، بعد إدانته بالاختلاس وحكمت عليه بالسجن 15 عاماً، فيما اعتقلت أمس السبت اسفنديار رحيم مشائي بتهمة إهانة السلطة القضائية عقب إحراق حكم القضاء الصادر بحق بقائي.
ونشرت وسائل إعلام إيرانية تابعة لتيار المحافظين، اليوم الأحد، صورة تظهر اجتماع اسفنديار رحيم مشائي صهر أحمدي نجاد ومدير مكتبه مع بريوش سطوتي، دون أن تحدد تاريخ انعقاد هذا الاجتماع ولا المكان.
وذكر الإعلامي الإيراني المعارض من أصل كردي، علي جوانمردي،  أن "الحرس الثوري شكل 6 فرق كل فرقة تضم 7 عناصر موجهة لمتابعة أحمدي نجاد واعتقاله أو تصفيته إذا أتيح لها، لكن تهديد الرئيس السابق بفضح النظام ورموزه وخاصة خامنئي جعل النظام مترددا في استهداف نجاد". 
فهل يضع خصوم "نجاد" في التيار المتشدد، نهاية للإبن المدلل للمرشد علي خامنئي، ويتم اعتقاله أو تصفيته، وفقا لسيناريو "شيطنة" الرئيس الإيراني السابق.

شارك