قس روماني يقوم بتوثيق جرائم داعش ضد الإيزيديين

الإثنين 19/مارس/2018 - 09:52 م
طباعة قس روماني يقوم بتوثيق
 
أعلن القس باتريك ديسبويس، وهو كاهن روماني كاثوليكي، بأنه سيجري تحقيقًا موسعًا لتوثيق الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش ضد الشعب الأيزيدي، وذلك لمنظمة "معا نكون واحدًا".
وكان ديسبويس قد قضى سنواته الخمس عشرة الأخيرة في عمل تحقيق لكشف تفاصيل المجازر النازية عبر أوروبا الشرقية وروسيا، وهي جرائم تُعرف باسم "المحرقة بالرصاص".
وفي عام 2004، أسس ديسبويس منظمة  "معاً في واحد"، وهي منظمة غير ربحية مقرها باريس، مكرسة لتوثيق الأدلة على وجود الهولوكوست في أوروبا الشرقية، ومنع الإبادة الجماعية في المستقبل، ولكن المنظمة تحول هدفها العام إلى وحدة متخصصة في جرائم القتل والإبادة الجماعية.
يقول ديسبويس، البالغ من العمر 62 سنة، إن فريقه يعمل مع أخصائيين في علم الإنسان وأخصائيي المقذوفات، وقد وضعوا قواعد لمقابلة الشهود، للسماح لهم بالتذكر والتحدث، وتقديم أكبر قدر ممكن من التفاصيل.
وخلال رحلة قام بها إلى العراق سمع الكاهن الروماني لعدد كبير من النساء الأيزيدية، وهن يسردن قصص الاغتصاب والإعدامات وجرائم أخرى قام بها التنظيم الإرهابي، يعترف أنه من الصعب الاستماع إلى مثل هذه القصص المروعة يوما بعد يوم، الأمر الذي استلزم منه هو وفريقه وجود طبيب نفسي للمشورة النفسية ليتمكنوا من التعامل مع هذا الكم من القصص المروعة.

يقول الكاهن ديسبويس إن كلا من النازيين وداعش يشتركان في تكتيكات كثيرة، مثل إعدام الناس في الأماكن العامة، وتجنيد المساعدة المحلية في جرائم القتل التي يرتكبونها.
ويضيف: "لا يوجد للإبادة الجماعية أيديولوجية خاصة.. بالنسبة للنازية هتلر كان لديه أيديولوجية مهمة، ولكن الجنس والمال كانا مهمين أيضًا، إذ استرق الجستابو الكثير من الرقيق الأبيض في روسيا مهمتهم فقط الجنس، أما بالنسبة لداعش، فعندما اعتقلوا اليزيديين، كانوا لديهم ثلاثة حقائب واحدة للذهب، والثانية للهواتف، والثالثة للمجوهرات، نفس ما فعله النازيون، إن سيكولوجية الإجرام واحدة حيث إنها تنجذب بقوة إلى القوة والجنس والمال".
ويرى يعتقد ديسبويس أن مساعدة اليزيديين واجب ديني، مشيرًا إلى أن تنظيم داعش قتل العديد من الأبرياء في أوروبا، بما في ذلك قس فرنسي، تم ذبح حنجرته في هجوم على كنيسة في عام 2016.

يقول ديسبويس: "لم أستطع أن أظل متفرجًا، لقد حاول تنظيم داعش القضاء على الشعب الإيزيدي، سواء بقتل الرجال، وبيع النساء والفتيات كرقيق للجنس، وإلحاق أطفالهم بمعسكرات التدريب الإرهابية".
ومن المقرر أن يجري فريق الكاهن الكاثوليكي مع أكثر من 200 من الضحايا والشهود الأيزيدية، لتكون بمثابة دليل يدعم جرائم التنظيم الإرهابي، إلى جانب صور تم التقاطها لجرائم داعش. وستتاح هذه الشهادات لمسؤولي العدالة الذين يحاولون محاكمة مقاتلي داعش في جرائم ضد الإنسانية في العديد من البلدان.
ويقول ديسبويس أنه بمجرد بدء توثيق جرائم داعش ضد اليزيديين، كان يعلم أنه يجب أن يقدم المزيد ولكن هذه المرة من خلال مساعدة الضحايا.
وقد قامت منظمة "معًا لنكون واحدا" بتنظيم ورشتي عمل في العراق، لتدريب الفتيات والنساء الإيزيديات العمل على آلات الخياطة لمساعدة الفتيات والنساء اليزيديين اللائي فقدن عائلاتهن؛ حتى يتمكنّ من الحصول على وسيلة لدعم أنفسهم بأنفسهم، كما تعمل المنظمة في مخيمات النازحين ومساعدة الأيتام والأطفال الآخرين، الذين تم إجبار بعضهم على اعتناق الإسلام.
وتتلقى منظمة القس ديسبويس  دعمًا من الاتحاد الأوروبي، والحكومات الفرنسية والألمانية والأمريكية، فضلًا عن تبرعات الأسر في الولايات المتحدة وأوروبا، كما أنشأت المنظمة موقعًا تفاعليًا على شبكة الانترنت لنشر المواد التي تم جمعها، بما في ذلك تفاصيل مواقع المجازر وشهادة أولئك الذين شهدوا جرائم النازية أثناء الحرب العالمية الثانية، ويقول القس ديسبويس أن هناك من اتصل تطلب منه التحقيق في الفظائع ضد مسلمي الروهينجا، ولكنه لا يملك حاليًا التمويل الكافي للقيام بذلك.

شارك