الحرب السورية تكسر عهد راهبات الصمت : متى يخرس السّلاح؟
الأربعاء 21/مارس/2018 - 12:03 م
طباعة
من المستحيل ان يترك الراهب او الراهبة ديرة وتحت اي ظروف. فارتباط الراهب بديره مثل ارتباط السمك بالماء .فعندما يترك الشخص عالمه ويختار ان يعيش حياة الرهبنة .يجد في الاسوار والكنائس حياة اخري جديدة يرتبط بها بعقد ابدي . وهذا لايعني عدم خدمته لمحيطة ومدينته وخاصة في الرهبنة الكاثوليكية التى تهتم بالخدمات الاجتماعية كانشاء المدارس والملاجي والمستشفيات . وتضم قائمة الاديرة في سوريا نحو 45 ديرا للرهبان والراهبات من اهمها دير رؤيا القديس بولس مدينة جديدة عرطوز تل كوكب ريف دمشق وديرمار سركيس وباخوس بلدة معلولا ريف دمشق ودير وبطركية القديسة تقلا البطريركي بلدة معلولا ريف دمشق ودير"' مار الياس الريح "" الصفصافة "' بطرطوس وغيرها .منها نحو عشرة اديرة للراهبات ومنها دير راهبات المحبة - اللعازريات مدينة الزبداني محافظة ريف دمشقي دير راهبات البزنسون خبب بمحافظة درعا اكثر من ثلاث وثلاثين كنيسة تدمرّت في مختلف أنحاء سوريا منذ اندلاع الحرب , فيما تراوحت الأضرار مابين متضررة جزئياً أو بشكل كبير. وعلي عدة مستويات عانت الراهبات السوريات كثيرا وخاصة مع تصميمهن علي البقاء في اديرتهن رغم التدمير .وايضا الحرب النفسية والتخويف الذى حدث بعد الحادثة التى وقعت في عام 2014 حيث كانت "جبهة النصرة" المرتبطة بتنظيم "القاعدة" قد اختطفت ثلاث عشرة راهبة أرثوذكسية وثلاث مساعدات لهن في شهر ديسمبر من بلدة معلولا الجبلية ذات الغالبية المسيحية والواقعة شمال شرق دمشق ونقلتهن إلى مدينة يبرود القريبة. وتم مقايضهم بعدد من الارهابيين حتى تم الافراج عنهم .ورغم مرور سنوات علي هذا الحادث الا ان اثاره النفسية مازالت باقية ومؤخرا تم تداول رسالة علي وسائل التواصل الاجتماعي كتبتها راهبات ترابيست (الترابيست مجموعة من الراهبان والراهبات الكاثوليك يعيشون في حالة من التقشف ويتخذون عهداً بالصمت و بدأت هذه الرهبنة عام 1664 في فرنسا.) من سوريّا رسالةً صارخةً من أجل إيقاظ الضمائر وتسليط الضوء على أمورٍ يتناساها الرأي العالم العالمي. و أبرز ما جاء في هذه الرسالة مايلي
متى سيصمت السّلاح؟ نحن الذين نعيش في سوريا قد تعبنا حقًّا مما يحدث. ونرى أنّ هنالك انخفاض عام في الكرامة أمام الذين يريدون المدافعة عن حياتهم وعن أرضهم. لقد ذهبنا مرّات عديدة في الأشهر الأخيرة إلى دمشق، وذهبنا بعد سقوط 90 قذيفة تمّ اطلاقهم من الغوطة على المنطقة الإداريّة في دمشق. هناك أصغينا إلى قصص الأطفال، إلى خوف الذهاب إلى المدارس، إلى الذعر برؤية رفاقهم غير قادرين على النوم وخوفهم هم أيضًا من سقوط قذيفة على المكان الذي ينامون فيه.خوفٌ، دموعٌ، دماءٌ وموت. ألا يستحق أولئك الأطفال أيضًا أن يحصلوا على انتباهنا؟ لماذا لم يتحرّك الرأي العام، لماذا لم يتحرّك أحد، ولما لم تعلو دعوات باسم الإنسانيّة من أجل أولئك الأطفال؟نصلّي إلى المدنيّين ولكن نصلّي أيضًا للجهاديّين، لأن كلّ إنسانٍ يختار الشرّ هو ابنٌ ضال، وهو سرٌّ مخبّأ في قلب الله. فالله وحده صاحب القضاء، إذ لا يرغب بموت الخاطئ بل باهتدائه وعودته. لكنّ هذا لا يعني أنّه ليس علينا أن نسمّي الأمور بأسمائها. فلا يمكن الخلط بين المهاجمين والمدافعين. الآن يتمّ قصف أحياء المدنيّين في دمشق ويُستخدم المدنيّون كدروعٍ بشريّة في الغوطةالحرب بشعة، نعم بشعة! لا تأتوا وتخبروا السوريّين بذلك، فهم منذ سبع سنوات قد رأوا الحرب تأتي إلى منزلهم لا يمكن المفاجأة أمام أهوال الحرب والصمت أمام من رغب بها ولا يزال يرغب بها، أي الحكومات الذين أدخلوا إلى سوريا في هذه السنوات أسلحتهم الأقوى، واستخباراتهم وهذا دون ذكر المرتزقة الذين سُمح بدخولهم من الدول المتاخمة الحرب بشعة ولم نصل بعد إلى الهدف، حيث يسكن فيه الذئب والحمل معًا.علينا أن نسأل بماذا ترغب الحكومات اليوم لسوريا، بالدولة الإسلاميّة، بالشريعة؟ وهل هذا باسم حريّة وديمقراطيّة الشعب السّوريّ؟ نذكّر أن غالبيّة الشركات اشترت نفطًا بأسعارٍ منخفضة من داعش عبر تركيّا وبالتالي على كلّ من يقود سيّارته أن يذكر بأنّه يفعل ذلك بفضل موت أحدهم…لقد كسرت الراهبت بهذه الرسالة الصرخة عهد الصمت فهل ينصت المجتمع الدولي الي صراخهم ويستمع لهن ام تسير الحرب في خطواتها علي طريق الهلاك وتظل القنابل تدق علي رؤساء الابرياء ؟ واذا يزداد كل يوم عدد اللاجئين الفارين من سوريا فالراهبات باقيات في تحدي رهيب
خاصة وان التاريخ يؤكد علي ان سكان سوريا كانوا من أوائل الشعوب التي اعتنقت الديانة المسيحية.حيث اعتنق السريانيون السريان ( السوريون القدماء ) الديانة المسيحية حيث كانت السريانيّة لغة السيد المسيح كما اعتنقت بعض القبائل العربية التي استوطنت سوريا الديانة المسيحية مثل الغساسنة في حوران و جنوب سوريا و بني تغلب الذين قطنوا منطقة حلب و منطقة الجزيرة منذ عصر كانت عدد من المدن السورية التاريخية في العصور المسيحية الاولى موطن للكنائس ومقار ومراكز مقدسة للحج . وكانت سوريا منطلق لعدد من الطوائف المسيحية والكنائس الشرقية وموطن للكثير من رجال الدين والرسل والقديسين والرهبان ويوجد على امتداد الارض السورية في المدن والبلدات وفي اعالي الجبال العشرات من الاديرة والمئات من الكنائس والمقدسات الهامة في التاريخ المسيحي والحضارة الانسانية.
