"إدمان الكذب" وراء سقوط "الإرهابية"/«داعش» يضرب مجدداً في فرنسا وماكرون «مصمّم على قيادة المعركة»/حزب تونسي يطالب بفتح ملف شبهة التمويل القطري لـ «النهضة»

السبت 24/مارس/2018 - 09:55 ص
طباعة إدمان الكذب وراء
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات عربيًا وعالميًا بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) صباح اليوم السبت الموافق 24-3-2018

اليوم.. نظر طعن "بديع" وآخرين في "عمليات رابعة"

اليوم.. نظر طعن بديع
تنظر محكمة النقض برئاسة المستشار مجدي أبو العلا الطعن المقدم من محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، و17 آخرين على الأحكام الصادرة ضدهم بالمؤبد والسجن 5 سنوات فى قضية غرفة عمليات رابعة.
وكانت محكمة جنايات الجيزة، برئاسة المستشار معتز خفاجي، قضت في 8 مايو الماضي، بالسجن المؤبد لـ"بديع"، واثنين آخرين، والسجن المشدد لمدة 5 سنوات لـ15 آخرين، وبراءة 21 آخرين، في جلسة إعادة محاكمة بديع و38 آخرين من قيادات وأعضاء الجماعة، في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"غرفة عمليات رابعة".
وكانت محكمة النقض، برئاسة المستشار عادل الشوربجي، نائب رئيس المحكمة السابق، قضت في ديسمبر 2016، بقبول طعن 39 متهمًا في القضية، ونقض الأحكام الصادرة من محكمة الجنايات في جولة المحاكمة الأولى للمتهمين، والتي تراوحت ما بين الإعدام والسجن المؤبد.
وتعود أحداث القضية إلى الاعتصام الذي قام به أعضاء وأنصار جماعة الإخوان في محيط مسجد رابعة العدوية، احتجاجا على عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو 2013
ووجهت النيابة إلى المتهمين في أمر الإحالة اتهامات عديدة، هي إعداد غرفة عمليات لتوجيه تحركات تنظيم الإخوان، بهدف مواجهة الدولة وإشاعة الفوضى في البلاد عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، كما اتهمتهم أيضًا بالتخطيط لاقتحام وحرق أقسام الشرطة والممتلكات الخاصة والكنائس. 

"إدمان الكذب" وراء سقوط "الإرهابية"

إدمان الكذب وراء
رغم أن جماعة «الإخوان»، هى الأقدم بين جماعات الإسلام السياسى المعاصرة، إلا أنها بعد كل هذه السنوات، لم تقدم شيئا لخدمة الإسلام والأوطان والبشرية، بل خلفت تراثا دمويا، ونشرت الخراب والدمار، أينما حلت.
ولم تقف الكارثة عند ما سبق، إذ وضعت هذه الجماعة طوال التسعين عاما الماضية حجر الأساس لجميع التنظيمات الإرهابية الموجودة على الساحة حاليا، بجانب أن جرائمها عبرت الحدود، بدعوى إعادة الخلافة الإسلامية مرة ثانية، إلا أنه بعد ثورة 30 يونيو، انفضحت حقيقة مخططاتها الخبيثة، والهادفة بالأساس؛ للسيطرة على السلطة بأى ثمن.
وبلغ حقد وعنف الجماعة درجة كادت أن تسقط البلاد فى حمامات دم، لولا يقظة القوات المسلحة، التى نجحت، بمساندة أبناء الشعب المصرى، فى إجهاض مخططها مبكرا، وإنقاذ مصر من كارثة محققة.
وسرعان ما بدأ الغرب يدرك خطورة هذه الجماعة، التى طالما احتضنها فى فترات سابقة، وبدأ فى الفترة الأخيرة فى اتخاذ عدة خطوات؛ لتحجيم أنشطة تنظيمها الدولى، بل ووضع أذرعها المسلحة «حسم»، و«لواء الثورة» أيضا، على قوائم الإرهاب.
ورغم أن الغرب يتجنب حتى الآن وصم هذه الجماعة بالإرهاب، فى إطار سياسات المراوغة المعهودة عنه، ومخططاته المتواصلة لابتزاز الدول العربية، إلا أن هذه الخطوة ستأتى عاجلا أم آجلا، بالنظر إلى انتشار التطرف، والإرهاب فى عقر داره، والذى جاء فى الأساس من رحم «الإخوان».
وفى ذكرى تأسيس هذه الجماعة الإرهابية، أكد عدد من الخبراء، أن جماعة الإخوان الإرهابية كانت دائمًا تصر أن تعمل ضد مصر، وبسبب هذا الأمر، خسرت الدولة المصرية، وأصبحت جماعة ضائعة.
وقال محمد محمود، أستاذ علم النفس السياسى بجامعة حلوان: «إن «الإخوان»، جماعة فاشلة سياسيًا، وهى من أكثر التنظيمات الإسلامية الفاشلة، لأنها لم تحقق أى إنجاز طوال تاريخها، ولجأت إلى العنف».
وأضاف محمود فى تصريحات لـ«البوابة»، أن جماعة «الإخوان» الإرهابية، منذ تأسيسها فى مارس ١٩٢٨، تحاول بأى شكل من الأشكال أن تتسلق السلطة بأية طريقة، حتى لو كانت الطريقة غير شريفة.
وأشار أستاذ علم النفس السياسى بجامعة حلوان، إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية، من الممكن أن تقتل، ومن الممكن أن تتعاون مع الشيطان نفسه، حتى تصل إلى كرسى الرئاسة.
وأضاف أن الجماعة الإرهابية طوال التسعين عامًا الماضية كانت حريصة أن تكون قريبة من السلطة الحاكمة، حتى تحصل على امتيازات سياسية منها، فالإخوان لا دين لهم ولا مبدأ لهم، فعلى سبيل المثال، كانت تتقرب للملك فاروق أثناء فترة حكمه، وكانت تظهر ولاءها السياسى له، وعندما قامت ثورة ١٩٥٢، وجاء الضباط الأحرار فى الجيش المصري، وحرروا مصر، وجعلوا نظام الحكم جمهوريا وليس ملكيا، باعت الجماعة الإرهابية الملك فاروق، وحاولت أن تتسلق ثورة ١٩٥٢، وتقربت من الضباط الأحرار، لكن الضباط الأحرار والرئيس الراحل جمال عبدالناصر لم يعطوا لها أية فرصة فى هذا الأمر.
وواصل «وعندما أدركت الجماعة الإرهابية أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لم يعط لها الفرصة فى المشاركة فى السلطة، بدأت تلجأ إلى العنف، وقامت بالعديد من العمليات الإرهابية ضد الحكومة المصرية، وشكلت خلايا إرهابية تابعة لها، لكن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لم يتهاون معها، وقام بإعدام عدد من قادتها».
وأوضح أستاذ علم النفس السياسى بجامعة حلوان، أن جماعة الإخوان الإرهابية طوال عمرها، تحاول نشر الأكاذيب والشائعات المغرضة، التى تشوه صورة الدولة المصرية، وطوال فترة العشرينيات والثلاثينيات، وهى تعيش فى حالة التناقض، لأنه خلال تلك العقود تعتمد الجماعة إصدار بيانات كثيرة تكون تارة مع النظام، وتارة أخرى ضده، وتارة ثالثة تتحدث عن خلافات داخلية.
ولفت إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية طوال التسعين عامًا الماضية، وهى تعيش فيما يعرف بـ«نظرية المؤامرة»، لأنها دائمًا تصدر صورة للغرب أن الدولة المصرية تعتدى عليها وتظلمها، وفى نهاية المطاف، تكون هى المذنبة، وهى المعتدية على النظام بأفعالها وأعمالها الإرهابية، التى لا تُعد ولا تحصى.
واستطرد «جماعة الإخوان الإرهابية طوال تاريخها الماضى أثبتت أنها جماعة فشلت سياسًا، وأكبر دليل على هذا الأمر، عندما حكمت مصر «سنة»، عقب الانتخابات الرئاسية فى ٢٠١٢ نتيجة ثورة ٢٥ يناير، وحينها كانت الجماعة الإرهابية تحاول، بأى شكل من الأشكال استغلال الأوضاع السياسية وتسلق السلطة، فدفعت بخيرت الشاطر، لكن لم يقبل ترشحه بسبب الأحكام الجنائية التى عليه، فدفعت بالأسوأ منه وهو المعزول محمد مرسى، الذى أثبت فشل الجماعة، وإرهابها، وطمعها فى السلطة».
وتابع «جماعة الإخوان الإرهابية فى عام ٢٠١٢ كانت هى، التى تحكم مصر وليس المعزول محمد مرسى، لأنها كانت تتحكم فى زمام الأمور، والدليل على هذا الأمر أن جميع المناصب السياسية كانت تشغلها عناصر الجماعة الإرهابية، وكان المرشد العام حينها محمد بديع هو، الذى يتحدث بالنيابة عن المعزول محمد مرسي، وكان مرسى يصمت، وكأنه راضٍ عن تدخله فى السلطة والقرارات الحكومية، التى يصدرها بالنيابة عنه»
وأضاف «جماعة الإخوان الإرهابية خلال ٢٠١٢، التى حكمت فيه مصر كانت ترغب فى جعل مصر دولة إخوانية حتى النخاع، وكانت ترغب فى السيطرة على جميع مناحى الحياة المصرية سواء كانت سياسية، أو اقتصادية أو اجتماعية، وحتى الثقافية، لذلك فشلت، خاصة أنها كانت تريد أن تخلط الدين بالسياسة»
تنظيم مأجور
وأشار أستاذ علم النفس السياسى بجامعة حلون، إلى علاقة جماعة الإخوان الإرهابية، بالدول الغربية والحكومات فى القارة العجوز، قائلا: «إن هذه الجماعة منذ أن تأسست عام ١٩٢٨، وهى كانت واضعة خطة مستقبلية طويلة المدى، وهى أن تكون تنظيما دوليا كبيرا، لذلك حرصت منذ الوهلة الأولى أن تثبت أركانها فى القارة العجوز».
وأضاف أن جماعة الإخوان الإرهابية دخلت الدول الغربية عن طريق الحيل، حيث قام حسن البنا فى البداية، بتجنيد عناصر إرهابية للتنظيم من الجنسيات العربية المقيمة فى الدول الغربية، وعقب قيامه بتجنيدهم، بدأوا ببناء المساجد الصغيرة، وكانوا يجتمعون بها سرًا، وبصفة مستمرة، مستغلين الحرية، التى تمنحها الدول الغربية للأشخاص، وعقب أن قاموا ببناء المساجد بدأوا، بتأسيس جمعيات حقوقية، وكانت تلك الجمعيات تعمل لنشر الفكر الإخوانى سرًا، واتخذت من حقوق الإنسان غطاء سريا لها، وبسبب هذا الأمر استطاعت قيادات الجماعة الإرهابية تكوين علاقات قوية مع الحكومات الغربية.
وواصل «جماعة الإخوان الإرهابية استغلت القضية الفلسطينية أسوأ استغلال واستخدمتها لصالحها، حيث قام حسن البنا، بكتابة مذكرة ووجها إلى الحكومات الغربية؛ لاستعطافهم وكسب ثقة الشعب الفلسطينى، وبالفعل نجحت الإرهابية فى تحقيق هذا الأمر، وقامت بإرسال عدد كبير من عناصرها إلى فلسطين، وقاموا بتجنيد عناصر إرهابية تعمل لصالحهم، وحينها أسسوا خلايا كثيرة تعمل لصالح الجماعة، فهذه الجماعة تستغل أى موقف سياسى لصالحها».
النفاق وتغيير الولاءات
وبدوره، أكد خالد الزعفرانى، الإخوانى المنشق، والباحث فى شئون الحركات الإسلامية، أن جماعة الإخوان الإرهابية خسرت الدولة المصرية بسبب أفعالها، وقال: «إن جماعة الإخوان الإرهابية عبارة عن تنظيم كبير للغاية، لكن على الرغم من ذلك لم تسلك الطريق السليم، فمنذ البداية كانت تظهر ولائها للحكومات، وكانت تتخلى عن هذه الحكومات بمجرد تغيرها، ولهذا السبب لم تثق فيها الحكومة المصرية».
وأشار الإخوانى المنشق، إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية شاركت فى جميع الأحداث السياسية من أجل أن تصل إلى الحكم، ولذلك شاركت فى ثورة ٢٥ يناير وبالفعل استغلت الأوضاع السياسية حينذاك، ودخلت البرلمان المصرى، وخاضت الانتخابات الرئاسية، لكنها لم تقف بجانب الدولة المصرية، ولم تعمل فى صالح مصر، لذلك لم تستطع أن تنجح، ولذلك فشلت.
وأوضح أن جماعة الإخوان الإرهابية كانت دائمًا تُصر أن تعمل ضد مصر وبسبب هذا الأمر خسرت الدولة المصرية، وأصبحت جماعة ضائعة، ولكن فى جميع الأحوال جماعة الإخوان ليست لها أى أمان والحكومة المصرية لا تتعامل معها فى جميع أحوالها، لأنها تعرف جيدًا أنها جماعة ليست جيدة ولا تريد أن تعمل لصالح مصر، بل تريد أن تعمل ضدها.
المدرسة الأم للتنظيمات الإرهابية
فى السياق ذاته، أكد اللواء جمال أبو ذكرى، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن جماعة الإخوان هى أساس الإرهاب فى مصر، وفى جميع بلدان العالمين العربى والغربى، وذلك لأن جميع التنظيمات الإرهابية منبثقة من رحم الجماعة، والجماعة الإرهابية تعمدت منذ ظهورها عام ١٩٢٨ أن تؤسس فروعا إرهابية لها فى جميع بلدان العالم لتعمل لصالحها وقت الأزمات.
وتابع أبو ذكرى فى تصريحات لـ«البوابة»، أن جماعة الإخوان الإرهابية هى من وضعت حجر الأساس لجميع التنظيمات الإرهابية، التى جاءت بعدها خلال السنوات السابقة، لأن جميع قيادات التنظيمات الإرهابية كانوا فى الأساس أعضاء، وعناصر فى الجماعة الإرهابية، وأخذوا الأسس الإرهابية، وتتلمذوا على يد حسن البنا، وسيد قطب ثم قاموا بتأسيس تنظيمات إرهابية تأخذ أوامرها من جماعة الإخوان الإرهابية.
وأشار مساعد وزير الداخلية الأسبق، إلى أن تنظيم «داعش»، الإرهابى أساسه جماعة الإخوان الإرهابية لأن أبو بكر البغدادى زعيم التنظيم الإرهابى كان عضوا أساسيا فى الجماعة الإرهابية، وتنظيم «القاعدة» الإرهابى أساسه أيضًا جماعة الإخوان الإرهابية لأن أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة فى الأساس كان عضوا فعالا فى الجماعة الإرهابية، وبعد أن أخذ جميع الأسس الإرهابية من الجماعة الأم كون تنظيما إرهابيا بمفرده.
وتابع أن جميع التنظيمات الإرهابية المتواجدة فى السودان، ودول أفريقيا ودول شرق آسيا، معظمها جماعات إرهابية تابعة لجماعة الإخوان، وتأخذ الأوامر منها.
ولفت مساعد وزير الداخلية الأسبق، إلى أن جماعة الإخوان طوال التسعين عامًا الماضية وضعت حجر الأساس لجميع التنظيمات الإرهابية، واتجهت إلى الدول الأفريقية الفقيرة، وتوغلت هناك واستغلت فقر تلك الدول وأن شعوب أفريقيا يعانون من الضعف الدينى، فقامت بتأسيس جماعات إرهابية على أساس أفكار حسن البنا وسيد قطب.
واستطرد «جماعة الإخوان الإرهابية منذ قديم الأزل، وهى ترغب فى الدماء والإرهاب، ولديها تاريخ حافل بالعمليات الإرهابية والدماء طوال السنوات السابقة، فجماعة الإخوان ارتكبت الكثير من الجرائم الإرهابية فى حق الحكومة المصرية ولوثت يديها بدماء الأطهار والشرفاء، ففى حقبة العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، تعمدت الجماعة ارتكاب جرائم إرهابية ضد الساسة المصريين فى ذلك الوقت، بحجة محاربة الفساد، وكانت عقب كل عملية يقوم بها أحد عناصرها، تخرج وتنفى فعلتها لكن يتم اكتشاف كذبتها بعد أن يقوم مرتكب الجريمة بالاعتراف على الجماعة الإرهابية فى تحقيقات النيابة، لذلك تاريخ جماعة الإخوان الإرهابية منذ تأسيسها، وحتى الآن حافل بالعمليات الإرهابية.
وتابع مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن سيد قطب أول من وضع أسس الإرهاب فى مصر، وكان قياديا بارزا فى الجماعة الإرهابية، وهذا أكبر دليل على أن الإخوان جماعة إرهابية تنتهج العنف منذ بدايتها.
واستطرد «هذه الجماعة لم تكتفِ بالتاريخ الإرهابى غير المشرف، التى كتبته بأيديها الملطخة بالدماء طوال السنوات والعقود الماضية، بل قامت بتخريج دفعات إرهابية جديدة لها فى مصر عقب إطاحة المعزول محمد مرسى من الحكم، مثل ما يعرف بحركتى «حسم، ولواء الثورة»، اللتين ارتكبتا الكثير من أعمال العنف ضد أفراد الشرطة المصرية، وغيرهم من الأبرياء»
أسباب الفشل
وأخيرا، قال عبدالشكور عامر، القيادى السابق بالجماعة الإسلامية والباحث فى شئون الحركات الإسلامية: «إنه بعد تسعين عاما من نشأتها على يد مؤسسها حسن البنا، فشلت جماعة الإخوان فى الحفاظ على كيانها المؤسسى والتنظيمى داخل مصر بارتكابها لعدة أخطاء كانت سببا فى فشلها، وتحولها من جماعة دينية دعوية إلى تنظيم يشكل خطرا على الأمن القومى»
وأضاف عامر فى تصريحات لـ«البوابة»، أن من أهم أخطاء الجماعة الإرهابية وأسباب فشلها، تفكيكها للجماعات الدينية المنافسة لها، ومحاولتها الاستحواذ على كل مقاليد السلطة بعد ثورة يناير، واستبعاد الشباب من المشاركة الفاعلة فى اتخاذ القرارات المصيرية، واتساع الفجوة بينها، وبين كل التيارات السلفية داخل مصر وخارجها.
وتابع «فكر الجماعة تحول إلى خليط من الأفكار المتنافرة، فجمعت أدبيات الإخوان بين أفكار العنف وتكفير الحكام وخزعبلات الجماعات المتصوفة، وولاية الفقيه عند الشيعة ودموية داعش».
واستطرد «الجماعة فشلت فى الحفاظ على كونها جماعة دعوية منذ نشأتها على يد البنا، وتحولت إلى جماعة سياسية، فتلطخت بنفاق السياسة وفقدت عذريتها الدعوية، ثم تحولت بعد ذلك إلى جماعة مسلحة تنتهج العنف تارة، والتكفير تارة فى مراحل مختلفة من تاريخها»
وأضاف عامر «وفى نهاية المطاف، لجأت الجماعة إلى أعداء الوطن واستقوت بجهات أجنبية معادية لمصر، حتى تستعيد ما فقدته من السلطة، ففقدت بذلك أغلب من دعموها وتعاطفوا معها كجماعة دعوية سياسية عبر تاريخها، وأصبحت بذلك تشكل خطرا على الأمن القومى المصرى واستقرار الدولة، وأمن الوطن والمواطن بعدما ألقت بنفسها فى أحضان أمريكا وحلفائها».
وأشار عامر أيضا إلى فشل الجماعة فى تحديث خطابها الدينى والسياسى بعد ثورة يناير ٢٠١١، وتمسكها بمبدأ السمع والطاعة لقياداتها وتنظيمها الدولى على حساب مفهوم الدولة بعد وصولها إلى الحكم فى مصر، وتمسكها بمبدأ الولاء لكيانها التنظيمى كجماعة أممية على حساب الأمن القومى المصرى، مما أفقدها ثقة مؤسسات الدولة المصرية، وعجل برحيلها عن السلطة».
وتابع «من أسباب إخفاقات الجماعة أيضا، تبنيها خطاب الكراهية ضد معارضيها، وتحريضها المستمر على العنف ضد مؤسسات الدولة المصرية عقب سقوطها بعد ثورة ٣٠ يونيو، وعجزها عن الانخراط فى الحياة العامة والسياسية، بسبب لغة الاستعلاء فى خطابها الدينى والسياسي، واستغلالها لمشاعر البسطاء الدينية، وتصدير فكرة مفادها بأنهم وحدهم من يمثلون الإسلام، وخلط الثابت بالمتغير فيما يخص العلاقة بين الدين والسياسة فى أدبياتهم، وفكرهم الدينى والسياسى».
وأضاف «كما لم تحظ هذه الجماعة بثقة أغلب علماء أهل السنة والجماعة فيما يخص عقائدها، التى تشوبها بعض الخلل والتناقض مع عقيدة أهل السنة والجماعة كمسألة الأسماء، والصفات والتبرك بالأولياء والأموات، كما يعيب علماء أهل السنة والحركة السلفية على جماعة الإخوان كون مؤسسها حسن البنا ذو جذور وخلفية صوفية، ما أحدث نوعا من عدم الثقة فى منهج الإخوان كجماعة دينية». وخلص عامر إلى القول: «كل هذه الأسباب وغيرها، أدت لفشل الجماعة والإطاحة بها من السلطة فى مصر، وتراجع تنظيمها الدولى أيضا».
 (البوابة نيوز)

«داعش» يضرب مجدداً في فرنسا وماكرون «مصمّم على قيادة المعركة»

«داعش» يضرب مجدداً
شنّ تنظيم «داعش» هجوماً إرهابياً آخر في فرنسا أمس، إذ أقدم عنصر في التنظيم أفادت معلومات بأنه مغربي، على سرقة سيارة وإطلاق النار على الشرطة وأخذ رهائن في سوبرماركت، موقعاً 3 قتلى و16 جريحاً، قبل أن تقتحم الشرطة المتجر وتقتله.
واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده «تعرّضت الى هجوم إرهابي إسلامي» أوقع 3 قتلى و16 جريحاً، بينهم اثنان في وضع خطر. وأضاف أن ضابطاً في الشرطة بادل نفسه برهينة، هو «بين الحياة والموت». وتابع أن أجهزة الأمن تدرس إعلان «داعش» مسؤوليته عن الهجوم، وزاد: «أودّ إبلاغ الأمّة تصميمي المطلق على قيادة هذه المعركة. أحضّ الفرنسيين على أن يبقوا واعين للتهديد الإرهابي، ولكن أن يدركوا أيضاً القوة والمقاومة اللتين يظهرهما شعبنا، في كل مرة يتعرض فيها الى هجوم». أتى ذلك لدى عودته الى باريس من بروكسيل، لافتاً الى أن فرنسا «تواجه خطراً من الداخل منذ أشهر»، إذ أن أفراداً يتبنّون التطرف بشكل فردي، ويشكّلون تهديداً إرهابياً. لكنه حرص على طمأنة الرأي العام، مؤكداً تعبئة أجهزة الدولة بأكملها لحماية أمن المواطنين.
وعانى الفرنسيون ساعات من قلق وترقّب، استحضرا اعتداءات وتفجيرات شهدتها بلادهم منذ العام 2015، ونفذها مهاجمون بايعوا «داعش» أو استلهموا أفعالهم منه، موقعة 241 قتيلاً ومئات الجرحى. ويعود الهجوم الأخير في فرنسا الى الأول من تشرين الأول (أكتوبر) 2017، عندما ذبح تونسي قريبتين في مرسيليا، قبل أن تقتله الشرطة. وصادف الهجوم أمس الذكرى الثانية للاعتداءات الإرهابية التي استهدفت بروكسيل في 22 آذار (مارس) 2016، وأسفرت عن عشرات القتلى والجرحى.
ونفذ الجاني الاعتداء على 3 مراحل، اذ سرق بعد العاشرة صباحاً سيارة قرب مدينة كركاسون، وقتل راكباً وجرح السائق، ثم أطلق النار على شرطيين كانوا يمارسون رياضة الركض، فجرح أحدهم، ثم توجّه الى سوبرماركت في بلدة تريب التي تبعد نحو 10 كيلومترات حيث قتل شخصين آخرين واحتجز رهينة.
وقال وزير الداخلية جيرار كولومب الذي تفقد مكان الهجوم، ان منفذ الاعتداء يُدعى رضوان لقديم (26 عاماً)، مضيفاً انه تحرّك «بمفرده»، وكان معروفاً لدى قوات الأمن لارتكابه «جنحاً بسيطة». واستدرك: «كنا نتابعه ولا نعتقد بحصول تطرف، لكنه انتقل الى التنفيذ فجأة فيما كان مراقباً». وتابع ان الخطر الإرهابي لا يزال «قوياً جداً» في فرنسا.
وتفاوضت قوات الأمن مع لقديم، مستعينة بوالدته وشقيقتين له أُحضِرن الى المكان لإقناعه بتسليم نفسه. لكن المفاوضات لم تسفر عن نتيجة كما يبدو، علماً انه طالب بإطلاق صلاح عبد السلام، الناجي الوحيد من منفذي مجزرة باريس التي أوقعت 130 قتيلاً في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، المُعتقل في فرنسا.
وبعدما وجدت قوى الأمن أنها استنفدت أساليب التفاوض، اقتحمت السوبرماركت، إثر «فتح الإرهابي النار»، ما أدى الى مقتل لقدام وتحرير الرهينة الذي أصيب بجروح خطرة، علماً انه مقدّم في الشرطة الفرنسية، كان بادل نفسه مع رهينة مدني. كما جُرح عسكري.
وأعلن «داعش» في بيان نشرته وكالة «اعماق» على تطبيق «تلغرام»، أن منفذ «هجوم تريب هو جندي في الدولة الإسلامية». وأحالت السلطات الملف على شعبة مكافحة الإرهاب في نيابة باريس.
وقال رئيس بلدية تريب إريك ميناسي إن لقدام دخل السوبرماركت وهو يهتف «الله اكبر»، قائلاً: «سأقتلكم جميعاً». وروت امرأة كانت في السوبرماركت: «صاح رجل وأطلق أعيرة نارية. رأيت باب غرفة تبريد، وطلبت من الناس الاحتماء فيها. كنا 10 وبقينا هناك ساعة. سمعنا مزيداً من الطلقات النارية وخرجنا من باب الطوارئ».
 (الحياة اللندنية)

حزب تونسي يطالب بفتح ملف شبهة التمويل القطري لـ «النهضة»

حزب تونسي يطالب بفتح
دعا حزب تونسي السلطات في بلاده فتح ملف شبهة التمويل القطري لحركة النهضة الإسلامية، معتبراً أن الملف خطير، ويتطلب التدخل السريع لمحاربة الفساد، وتطبيق القانون، ومقاومة تدخل أي بلد أجنبي في الشؤون الداخلية لتونس.
وأكد الحزب الدستوري التونسي، في بيان له، مساء الخميس، أنه سيواصل معركته القضائية بخصوص هذا الملف إلى النهاية، وسيطلب قريباً إحالة قضيته ضد الحركة على أحد قضاة التحقيق المعني بالقطاع الاقتصادي والمالي.
وشدد البيان على أن الشبهة جدية مع توافر الأدلة.
وكانت رئيسة الحزب الدستوري الحر، عبير موسي، قد صرحت منذ أيام أن حزبها سيحلّ حركة النهضة إذا وصل للحكم، مؤكدة في كلمة لها خلال اجتماع عام بمناسبة الذكرى الـ62 لعيد الاستقلال، إن هناك إثباتات عن تورط حركة النهضة في جرائم إرهابية داخل تونس وخارجها.
ودعت موسي إلى ضرورة محاسبة حركة النهضة، مشيرة إلى أن الحزب الدستوري الحر لجأ للقضاء ضدها، مضيفة أن حزبها سيحارب «النهضة» بقوة القانون. وكان الحزب الدستوري قد أعلن عن أدلة قدمها لتوثيق تلقي حركة النهضة الإسلامية – إخوان تونس – مليارات قطرية عقب «انتفاضة 14 يناير 2011»، وضلوعها في تجنيد مقاتلين تم تسفيرهم إلى بؤر الوتر للمشاركة في زعزعة استقرار الدول العربية من سوريا إلى ليبيا والعراق، فضلاً عن تورط الحركة في الاغتيالات السياسية التي شهدتها تونس بتحريض الدوحة. وقالت عبير موسى: «إنّ بحوزة حزبها أدلة تثبت إدانة حركة النهضة بتلقي أموال أجنبية مشبوهة»، مضيفة أنّ تمويل قطر لحركة النهضة جاء نتيجة وجود أجندة قطرية تعمل على تمريرها». كما تطرقت إلى إعلان ليلى شتاوي رئيس لجنة التحقيق في تسفير الشباب التونسي لبؤر التوتر، وأنّ اسم الإخواني الليبي «عبد الحكيم بالحاج» تكرّر في جميع المحاضر المعنية بهذه القضية.
 (الاتحاد الإماراتية)

مركز إسلامي: الإخوان قضوا 90 عامًا في تصدير الإرهاب للعالم

مركز إسلامي: الإخوان
أصدر مركز دراسات الإسلام السياسي بالقاهرة، تقريرًا اليوم الخميس، بمناسبة مرور 90 عامًا على تأسيس جماعة الإخوان المسلمين، على يد حسن البنا، في 22 مارس 1928م بالإسماعيلية، أكد خلاله أن الجماعة التي تضرب بجذورها لـ9 عقود من عمر التاريخ لم تقدم للإنسانية تراثيًا حضاريًا وثقافيًا يعود بالنفع على البشرية، بل على العكس من ذلك قدمت تاريخًا من الدماء والعنف والتطرف، وساهمت في خروج أجيال كاملة من التنظيمات الإرهابية الإسلاموية التي خرجت من رحمها ومن تحت عباءتها.
من جانبه قال الكاتب الصحفي مصطفى حمزة، مدير مركز دراسات الإسلام السياسي بالقاهرة، إن عشرات التنظيمات الإرهابية التي انتشرت في العقود الأخيرة أغلبها ارتبط بالإخوان فكريًا أو تنظيميًا، مشيرًا إلى أن الميليشيات المتقاتلة في الداخل السوري يجمع بينها حبل سري واحد يتمثل في أفكار القطب الإخواني الأشهر سيد قطب.
وأكد أن تنظيم الدولة الإسلامية المزعومة في العراق والشام «داعش» هو ابن شرعي لجماعة الإخوان، إذ اعترف القيادي الإخواني يوسف القرضاوي في مقطع فيديو شهير له عام 2014 بأن أبو بكر البغدادي، زعيم التنظيم كان من عناصر الإخوان، كما أن هذا التنظيم يمثل امتدادًا للقاعدة، التي أسسها أسامة بن لادن، الذي اعترف أيمن الظواهري، الزعيم الحالي للتنظيم بإخوانيته في مقطع فيديو.
وأشار حمزة إلى أن الإخوان لم تقم بأي حركة مراجعة فكرية طوال تاريخها، وكأن ما كتب في أدبياتها وحي لا يحتمل الخطأ ولا يقبل النقاش ولا يخضع للجدل أو البحث العلمي، على الرغم من احتواء رسائل حسن البنا، مؤسس الجماعة ومرشدها الأول على أخطاء عقائدية يجب تبرئة المسلمين منها؛ مثل قوله في رسالة المؤتمر الخامس: «وهذا الإسلام الذي يؤمن به الإخوان المسلمون يجعل الحكومة ركنًا من أركانه»، ويكون بذلك قد أضاف للإسلام ركنًا سادسًا لم يضفه رسول الله صلى الله عليه وسلم للأركان الخمسة، وتلقت الجماعة رسالته بالقبول خلفًا عن سلف، وطبعت من رسائله عشرات الطبعات دون تنقيح أو رد أو تأويل.
وأضاف الباحث في شئون الجماعات الإسلاموية أن الجماعة الأم في مصر تمر بأصعب فترات حياتها السياسية، لأسباب عدة؛ أبرزها أن المحنة الحالية التي تعيشها جاءت بعد وصولها لسدة الحكم، وهو حلم البنا الذي لم يتحقق في حياته، بالإضافة إلى أن مصيرها أصبح مجهولًا لا يمكن التنبؤ به بسهولة. 
(فيتو)

نينوى من مآسي داعش إلى اعتداءات الحشد

نينوى من مآسي داعش
سلّطت برلمانية عراقية الضوء مجدّدا على الدور السلبي الذي تقوم به الميليشيات الشيعية التي خاضت الحرب ضد تنظيم داعش، في المناطق التي شاركت في استعادتها من سيطرة التنظيم، ما يعمّق معاناة سكّان تلك المناطق المثقلين أصلا بتبعات الحرب، وما يشكّل أيضا عبئا على جهود مصالحة المكونات العراقية ببعضها البعض والتخفيف من منسوب العداء الطائفي والعرقي الذي بلغ خلال السنوات الأخيرة مديات مهدّدة لوحدة البلد وتماسكه.
واتهمت جميلة العبيدي، النائب بمجلس النواب العراقي عن محافظة نينوى بشمال العراق، الجمعة، قوات الحشد الشعبي بممارسة انتهاكات في المحافظة.
وأشارت بالاسم إلى ميليشيا “علي الأكبر” إحدى تشكيلات الحشد الشعبي مؤكدة أنها أقدمت قبل أيام على اعتقال شاب من سكان قضاء البعاج غربي الموصل مركز المحافظة، وعذبته وقتلته بدم بارد ورمت جثته في العراء.
وقالت العبيدي متحدثة لوكالة الأناضول إنّ “قوات الحشد ترتكب جرائم مروعة تجاه المدنيين، والعرب السنّة تحديدا، على الطريق البري الرابط بين قضائي البعاج وسنجار المسؤولة عن تأمينه”.
وبينت أنّ “مديرية شرطة قضاء البعاج أكدت لها أن حادثة اختطاف شخص على الطريق البري بين سنجار والبعاج ليست الأولى بل سبقتها عدة حوادث بنفس دوافع الانتقام الطائفي، إلاّ أنه لم يجر تسليط الضوء عليها من قبل الجهات الإعلامية والسياسية”.
وأشارت إلى أن “بعض قوات الحشد المتواجدة داخل الموصل متهمة بسرقة الدور والمحال التجارية واختطاف بعض الأشخاص ميسوري الحال ومساومتهم لإطلاق سراحهم وفق شهادات سكان المدينة التي ترد عبر الهاتف أو خلال اللقاء بهم بشكل مباشر”.
الاعتداءات المتكررة من قبل ميليشيات الحشد الشعبي ضد أهالي المناطق السنية التي شاركت تلك الميليشيات في استعادتها من تنظيم داعش تبقي على منسوب التوتّر الطائفي في العراق مرتفعا، وتعرقل جهود المصالحة المجتمعية التي لا تزال إلى حدّ الآن ترفع كشعار نظري بعيد عن التطبيق العملي
واعترف القيادي بالحشد الشعبي عبدالإله مهدي المكصوصي بمسؤولية ميليشيا “علي الأكبر” عن تأمين الطريق الرابط بين قضائي البعاج وسنجار، إلاّ أنّه برّر ما يحدث من تجاوزات بأن “الطريق طويل جدا وتنشط به جماعات إرهابية وعصابات”.
كما اعترف القيادي ذاته بأن “قوات الحشد ارتكبت بالفعل بعض الخروقات داخل الموصل”.
ويشير المكصوصي بذلك إلى قضية ذات صلة بسوء سلوك الميليشيات الشيعية في المناطق المستعادة من داعش كان فجّرها مؤخرا اتهام ضابط عراقي لقوات الحشد بالاستيلاء على منازل سكان نازحين من مدينة الموصل واتخاذها مقرات لها.
وقال ضابط برتبة رائد في شرطة نينوى إنّ قوات مدججة بالسلاح تابعة للحشد الشعبي اقتحمت أحياء الجوسق والغزلاني والطيران والدندان جنوبي الموصل، وكسرت أقفال أبواب منازل النازحين واتخذتها مقرات عسكرية.
ولسيطرة قوات الحشد المكوّنة في غالبيتها العظمى من مقاتلين شيعة، على المناطق السنية في العراق وقع خاص، نظرا لما تحمله من مخاطر تكريس الصراع الطائفي الذي كان أصلا وراء ظهور تنظيمي القاعدة وداعش.
وطيلة الحرب ضدّ تنظيم داعش في العراق والتي دارت بمعظمها داخل المناطق السنية، وخلال الأشهر التي تلت نهاية الحرب، كانت الدعوات تتصاعد من داخل البلد من قبل نخب سياسية وإعلامية، وأيضا أمنية، إلى وجوب إسناد مهمّة مسك المناطق المستعادة من التنظيم للقوات الحكومية، ومن ضمنها الشرطة المحليّة، والاستعانة عند الضرورة بقوات مساندة من أبناء المناطق نفسها، وذلك لتجنّب حدوث تجاوزات على أيدي القوات غير النظامية القادمة من خارج تلك المناطق والمختلفة طائفيا عن الأهالي.
غير أنّ تلك الدعوات كانت تصطدم دائما برفض قادة الميليشيات الشيعية النافذين في السلطة والمتمسّكين ببقاء قوات الحشد في المناطق التي شاركت في استعادتها.

وزارة الأوقاف الكويتية تحذر من حرية المرأة "كمظهر للإلحاد"

وزارة الأوقاف الكويتية
وزارة الأوقاف الكويتية تحذر من حرية المرأة "كمظهر للإلحاد"
خطبة الجمعة الموحدة: حرية المرأة هي في حقيقة الأمر انسلاخها من الأعراف والعفة والحياء.
أثارت وزارة الأوقاف الكويتية الجدل مجددا بربطها الدعوة إلى تحرير المرأة بما سمته ظاهرة “الإلحاد المعاصر”.
وجاء ذلك في خطبة الجمعة الموحدة التي وزّعتها الوزارة أمس على الخطباء والأئمة في مختلف المساجد والجوامع تحت عنوان “الإلحاد المعاصر: خطورته ومظاهره”، متضمنة فقرة تقول “أهل الإلحاد المعاصر أضافوا إلى ذلك الدعوة إلى الانحلال من جميع القيود الشرعية والأخلاقية، والدعوة إلى حرية المرأة التي هي في حقيقة الأمر انسلاخها من الأعراف والعفة والحياء إلى عادات الكفار والانحلال والتبرج والسفور”.
كما اعتبرت الخطبة ذاتها أن “الوقوف في وجه هذه الفتنة النكراء وهذا الإرهاب الفكري الإلحادي الشنيع من أعظم الجهاد في سبيل الله؛ لأنه دفع للصائل عن الدين والدنيا جميعا”.
ويثير مثل هذا الخطاب مخاوف العديد من الدوائر السياسية والفكرية الكويتية المحذرة من أنّ صدوره عن هيئة رسمية في الدولة مؤشر سيء على تغلغل متشددين في مؤسساتها وامتلاكهم إمكانية التأثير في صياغة خطابها وتوجيه سياساتها.
وانتقد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي اختيار موضوع الخطبة على اعتبار أنّ ما سماه محرّروها “ظاهرة الإلحاد” اتهام باطل للمجتمع ومحاولة من قبل الدوائر المتشدّدة داخل وزارة الأوقاف استدامة الضغوط عليه بتضخيم مسألة هامشية، فضلا عن الخلط الفظيع بين مطلب حضاري مجتمعي يتمثّل في تحرير المرأة والارتقاء بوضعها ومسألة الإلحاد.
وقال أحد النشطاء إنّ مسألة الإلحاد على افتراض وجودها لدى بعض الأفراد، لا ترتقي إلى أهمية قضية ترشيد الخطاب الديني وتنقيته من مظاهر التشدد والمغالاة، وهي قضيّة أحرى باهتمام الوزارة من قضايا أخرى هامشية.
وردّ عليه آخر بالقول إنّ ذلك يمرّ أولا بتنقية مؤسسات الدولة الكويتية، ووزارة الأوقاف بالذات، من العناصر المتشدّدة وعلى رأسها أتباع جماعة الإخوان المسلمين الذين تسرّبوا إلى الوزارة طيلة العشريات الماضية ومازالوا يستغلونها في نشر أفكارهم، ومن ضمنها ما ظهر في خطبة الجمعة.
وكثيرا ما تعكس تصريحات مسؤولين كويتيين وعيا واعترافا بوجود مشكلة في الوزارة المذكورة، وبحتمية معالجة تلك المشكلة دون أن يتمّ ذلك بالفعل، ما يعني مواصلة دوائر متشدّدة احتلال مواقع هامّة فيها بحيث تمنع إصلاحها وترشيد ما يصدر عنها من خطاب.
نشطاء كويتيون يرون في اختيار الإلحاد موضوعا لخطبة الجمعة الموحّدة في مساجد وجوامع الكويت اتهاما باطلا للمجتمع ومحاولة من قبل الدوائر المتشدّدة داخل وزارة الأوقاف استدامة الضغوط عليه بتضخيم مسألة هامشية لا ترتقي إلى مرتبة الظاهرة، فضلا عن الخلط بين تلك المسألة والمطالبة المشروعة بحرية المرأة والارتقاء بوضعها
وسبق لإخوان الكويت أن خاضوا معركة معلنة ضدّ وزير الأوقاف السابق محمّد الجبري بسبب برنامج وضعته وزارته بهدف تطهير مؤسساتها من المتشدّدين وترشيد الخطاب الديني لتجنّب محاذير الطائفية ودعم الإرهاب.
ويسجّل متابعون للشأن الكويتي ما يصفونه بالعودة القوية لتيارات إسلامية، من سلفية وإخوانية، إلى واجهة الأحداث في البلد، واتخاذها من بعض مؤسسات الدولة ومن ضمنها مجلس الأمّة ومن وسائل الإعلام منابر للضغط على المجتمع وممارسة الوصاية عليه.
كذلك يُعتبر قطاع التعليم من القطاعات الأثيرة لدى إسلاميي الكويت، حيث يرون فيه، أسوة بكبار قادة جماعة الإخوان المسلمين بمن فيهم المؤسسون الأوائل للجماعة، أفضل بوابة وأقصر طريق لأسلمة المجتمع وتأسيس أرضية داخله لأسلمة مؤسسات الدولة وتسلّم زمام قيادتها.
وسبق لوزير التعليم السابق بدر العيسى أن وصف وضع التعليم في بلاده بالمحزن قائلا إن مؤسساته “تتفشى فيها القبلية والتيارات الإسلامية، والإخوان متمكنون جدا من هيئة التعليم ومنتشرون داخلها”.
ويشتكي كويتيون، لا سيما من أبناء الجيل الشاب، ممّا يعتبرونه تصعيدا من قبل قوى الإسلام السياسي لضغوطها على المجتمع، ومحاولتها فرض قراءتها المتشدّدة للدين، وسعيها لفرض أخلاقيات منافية للتطور من خلال تكفير وتجريم ممارسات لا تنطوي على أي تجاوزات أخلاقية أو مخالفات لتعاليم الدين وتقاليد المجتمع.
وتشهد الكويت على غرار مختلف الدول العربية صعود جيل شاب متأثّر بتيارات العولمة التي سرّعت وسائل التواصل الحديثة من انتشارها.
ومن ضمن تأثيراتها الميل إلى الحرية ورفض ضغوط رجال الدين وتسلّط تيارات الإسلام السياسي على الحياة العامّة ومحاولتهم فرض تعاليمهم وقراءاتهم المتشدّدة للدين.
ويبدو رموز الإخوان والسلفية في الكويت منقطعين عن واقع التطوّر في البلاد ودافعين نحو الصدام مع جيل الشباب من خلال تعاليمهم الغريبة.
 (العرب اللندنية)

شارك