قراءة في فرص إقامة تركيا قاعدة عسكرية في الشمال العراقي

السبت 24/مارس/2018 - 01:08 م
طباعة قراءة في فرص إقامة
 
بعد أيام من الاحتلال التركي لمدينة عفرين السورية، ورفع العلم في المدينة التي يتركز فيها الأكراد وقوات "الحماية المدنية" في خطوة استفزازية تعكس مدى أطماع الرئيس رجب طيب أردوغان وخططه التوسعية في المنطقة على حساب الدول العربية، لا تزال أنباء إقامة أنقرة قاعدة عسكرية في شمال العراق تتصاعد بقوة، رغم التحذير العراقي من الخطوة التي ستأتي بمثابة الاحتلال الذي يستوجب المقاومة. 
وأقر أخر برلمان في الدولة العثمانية أن جميع المناطق الحدودية مع تركيا خاصة المناطق الشمال السوري والعراقي المتاخم لها، مناطق تركية لابد من استعادتها وعدم التفريط فيها.
وقالت تقرير تركية إن القاعدة ستقام في منطقة هاكورك العراقية، وهي منطقة جبلية تقع في إقليم كردستان العراق، حيث ينشط حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة كتنظيم إرهابي.
قراءة في فرص إقامة
اللافت أن الرغبة التركية في التواجد في منطقة "هاكورك" العراقية عسكريًا، سبقة تطورات عسكرية على الأرض، إذ شنت طائرات حربية تركية، غارات على قرى حدودية في كردستان العراق؛ ما أدى إلى مقتل 4 مدنيين، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشرًا للبدء في تنفيذ التهديدات التي تطلقها أنقرة بشأن ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني أينما وجدوا.
الأمر الذي يعكس نية أنقرة التوسع على الأرض، شدد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في تصريحات لوكالة الأناضول، أن جيش بلاده سيستهدف جميع المناطق التي يوجد فيها تنظيم حزب العمال الكردستاني التركي، ووحدات حماية الشعب الكردية السورية، وأن تلك المناطق ستكون هدفًا مشروعًا للجيش التركي.
كما أكد أردوغان على عزم أنقرة المضي في العملية العسكرية، لتشمل كامل الشمال السوري، وصولاً إلى شمال العراق؛ بهدف القضاء على حزب العمال ووحدات حماية الشعب الكردية السورية.
قراءة في فرص إقامة
ولتركيا تواجد عسكري في بعشيقة، العراقية ذات الأهمية الاستراتيجية في المنطقة حيث توجد بين ثلاث جبال هي بعشيقة ومقلوب ومغارة، كما تطل على الجهة الشمالية الشرقية لمدينة الموصل وعلى قضاء تلكيف ومنطقة الشلالات، شمال الموصل، وأيضا على منطقة علي رش التابعة لناحية برطلة شمال شرق الموصل.
وتعتبر بعشيقة الفاصل الاستراتيجي الذي يفصل إقليم كردستان من جهة محافظة دهورك عن المناطق ذات الغالبية السنية في العراق، وبعشيقة من أقرب المناطق إلى الحدودية العراقية مع تركيا التي لا تبعد عنها سوى أقل من مئة كيلومتر.
واستغلت تركيا ضعف الحكومة المركزية في بغداد وتواجدت بالقوة في قاعدة بعيشيقة، وقد سجلت العراق رفضها لهذا التواجد وعدم مشروعيته، إلا أن أنقرة تجاهلت ذلك الرفض واستمرت في تواجدها غير القانوني.
وقاعدة بعيشقة العسكرية قوامها 450 جنديًا، وادعت أن الهدف من القاعدة تدريب عناصر من البشمركة الكردية، التابعة لإقليم كردستان العراق.
قراءة في فرص إقامة
ولا تبدو هذه المرة كسابقتها، إذ أن العراق شددت على تصديها لتلك الأطماع، وتوعدت بالتصدي لها، فوزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري عبر عن رفض بلاده لأي تدخل تركي عسكري في شمال العراق. مشددًا على رفض بغداد رفضًا قاطعًا خرق القوات التركية للحدود العراقية، مع التأكيد على ضرورة انسحاب القوات التركية من مدينة بعشيقة.
كما أن الخطوة التركية ستلقى مواجهة كبيرة من قبل إيران التي تعد من أكبر حلفاء العراق، والمسيطرة على مقاليد الامور فيها، لذلك لا يمكن توقع ان طهران ستوافق على الخطوة وتسمح بوجود عدوتها اللدود تركيا في مناطق نفوذها بشمال العراق. 
قراءة في فرص إقامة
تحد آخر أمام القوات التركية إذا ما قررت فعلياً التواجد في شمال العراق، وهو الميليشيا العراقية، التي يغلب على فكر كثير منها الأيديولوجيا القومية، الرافضة للتواجد التركي في الأراضي العربية، مثل الميليشيا التابعة لزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر.

شارك