انفجار الاسكندرية وعودة السيارات المفخخة

السبت 24/مارس/2018 - 04:49 م
طباعة انفجار الاسكندرية
 
بعد هدوء نسبي للعمليات الارهابية في مصر، وقبيل التصويت للانتخابات الرئاسية، التي تستعد لها الدولة المصرية والتي سبقتها العملية الشاملة سيناء 2018، لمواجهة الارهاب، وقعت عملية ارهابية في الاسكندرية مستهدفة مدير امن الاسكندرية، وقالت وزارة الداخلية، السبت 24 مارس 2018، إن الانفجار الذي وقع في محافظة الإسكندرية نتج عن وضع عبوة ناسفة تحت سيارة على جانب أحد الطرق.
وأضافت الوزارة في بيان، أن العبوة الناسفة انفجرت أثناء مرور موكب مدير أمن الإسكندرية اللواء مصطفى النمر في شارع المعسكر الروماني في منطقة سيدي جابر شرق المحافظة.
وقال البيان إن الانفجار أسفر عن استشهاد أحد أفراد الشرطة وإصابة أربعة اخرين، فضلا عن تلفيات في بعض السيارات المتوفقة على جانبي الطريق.
ووفقا للبيان، انتقلت القيادات الأمنية وقوات الحماية المدنية إلى مكان الانفجار.
انفجار الاسكندرية
تلك العملية التي تعلن عن عودة السيارات المفخخة كأحد أهم آليات الجماعات الارهابية في تنفيذ عملياتها، والتي كانت أخرها تفجير كمين المطافئ بالعريش في التاسع من يناير 2017، والذى أسفر عن استشهاد 13 وإصابة 6 آخرين. ليتواصل مع سلسلة طويلة من الهجمات الارهابية بالسيارات المفخخة مثل تلك التي ضربت مبنى الامن القومي شمال القاهرة الخميس 20 أغسطس 2015، والتي سبقها العديد من العمليات الارهابية باستخدام السيارات المفخخة كان أبرزها تفجير سيارة مفخخة في موكب النائب العام هشام بركات في 29 يونيو 2015، مما أدى إلى مقتله، وإصابة آخرين، وتضرر كثير من المباني في المكان.
وبعد مقتل بركات بيوم، قتل 3 أشخاص على الأقل، وأصيب آخرون، في انفجار سيارة مفخخة قرب مركز للشرطة في مدينة السادس من أكتوبر غربي العاصمة المصرية.
وفي الأول من يوليو 2015، أسفر هجوم بسيارة مفخخة على نقطة تفتيش للجيش جنوبي مدينة الشيخ زويد في شمال سيناء، إلى سقوط 10قتلى وجرحى.
وفي الحادي عشر من الشهر ذاته، تبنى "تنظيم الدولة" في مصر، المعروف باسم "ولاية سيناء"، هجوما بسيارة مفخخة على القنصلية الإيطالية وسط القاهرة، مما أسفر عن مقتل شخص، وتدمير جزء من واجهة القنصلية.
وفي منتصف يوليو أيضا، أحبطت القوات المسلحة المصرية محاولة هجوم إرهابي بسيارة مفخخة على أحد المراكز العسكرية في طريق القطامية-السويس، شرقي القاهرة، وقتل سائقها.
وفي 5 سبتمبر 2013، نجا وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم من محاولة اغتيال، حين استهدفت موكبه سيارة مفخخة كانت تقف على جانب الطريق في شارع مصطفى النحاس بمدينة نصر.
وازدادت هجمات الإرهابيين في مصر باستخدام السيارات المفخخة عقب عزل محمد مرسي، في 3 يوليو 2013، وقد بدأت في حينه في شبه جزيرة سيناء. 
ففي 20 نوفمبر 2013، قتل 10 جنود مصريين، وأصيب 35 آخرون، بانفجار سيارة مفخخة، استهدفت حافلات عسكرية على طريق العريش-رفح.
كما قتل 4 جنود، وأصيب 5 آخرون، في تفجير سيارة مفخخة بكمين في العريش، شمال شبه جزيرة سيناء، في العاشر من أكتوبر 2013.
انفجار الاسكندرية
وتعد فكرة استخدام السيارات المفخخة في عمليات الإرهاب ليست وليدة اللحظة، لكنها تعود لحقبة الأربعينات من القرن الماضي، التي كان يقوم بها جماعة الإخوان، وأن مثل هذه الأداة تعتبر من أفقر الوسائل في العمليات الإرهابية وأبسطها، فهي تعتمد على فكرة "السيارة المسروقة" وتزويدها بالمزيد من المتفجرات فقط.
وقد أدان مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة –في بيان له- محاولةَ اغتيال مدير أمن الإسكندرية باستخدام عبوة ناسفة استهدفت موكبه.
وكان مصدر أمني مسئول بوزارة الداخلية قد أوضح أن العبوة الناسفة وُضعت أسفل إحدى السيارات على جانب الطريق بشارع المعسكر الروماني بدائرة قسم شرطة سيدي جابر بمديرية أمن الإسكندرية، في أثناء مرور مدير أمن الإسكندرية مستقلًّا سيارته. وأسفرت العملية الإرهابية عن استشهادِ أحد أفرد الشرطة وإصابة أربعة آخرين، كانوا يستقلون سيارة أخرى تبعت سيارة مدير الأمن، وحدوثِ تلفياتٍ ببعض السيارات المتوقفة على جانبي الطريق بحسب بيانٍ لوزارة الداخلية.
وأضاف المرصد أن التنظيمات الإرهابية بمختلف أسمائها تستهدف بهذه العمليات الإرهابية منع المصريين من استكمال مسيرة التنمية والإصلاح من خلال مشاركتهم في الانتخابات الرئاسية التي تجري أيام 26، 27، 28 من مارس الجاري، وذلك ببث الخوف والشعور بعدم الأمان حتى لا يُقبل الناخبون على التصويت.

انفجار الاسكندرية
وأكد المرصد أن المشاركةَ الواسعة للمصريين بالخارج وتصويتهم في الانتخابات الرئاسية أذهلت جماعات الإرهاب ودفعتهم للقيام بهذه الجريمة؛ للحيلولة دون تكرار مشهد الطوابير أمام اللجان الانتخابية، وهو ما نسف مجددًا أكاذيبهم التي تروِّجها بعض الصحف الأجنبية عن عزوف المصريين عن السياسة والانتخابات بسبب ما يزعمونه من تقييد للعمل السياسي وحرية التعبير.
وأضاف المرصد أن كل المؤشرات تدل على أن الإقبال على الانتخابات في الداخل سيكون كبيرًا، وهو الأمر الذي تشهد به الفعاليات المختلفة من ندوات ومؤتمرات وحملات توعية قامت بها العديد من مؤسسات الدولة، وهو من صميم واجبها لدعم الاستقرار وتحقيق التنمية، بالإضافة إلى جهود منظمات المجتمع المدني بتبصرة الجماهير بأهمية دورها في الانتخابات. وهذا النشاط هو ما جعل التنظيمات الإرهابية تحاول تعكير المشهد بهذه العملية الإرهابية الجبانة. 
ودعا المرصد جموعَ المصريين إلى الرد بقوة على هذه الأعمال الإرهابية عن طريق المشاركة الإيجابية في الانتخابات الرئاسية، فهذه المشاركة واجب وطني تستلزمه المرحلة وتستوجبه التحديات التي تواجه مصر داخليًّا وخارجيًّا، وهى أبلغ رد على تنظيمات الإرهاب، وسيثبت المصريون مرة أخرى أنهم لا يخشون خفافيش الإرهاب.


شارك