لتطهيرها من الجماعات الإرهابية.. هل تكون درعًا الهدف القادم للأسد بعد الغوطة الشرقية؟

الأحد 25/مارس/2018 - 01:37 م
طباعة لتطهيرها من الجماعات
 
مع اقتراب انتهاء معركة الغوطة الشرقية واستقرار الاوضاع  نسبيا في حلب، يبدو أن المعركة المقبلة ستكون في جنوب سوريا،  فقد سيطر الجيش السوري والقوات الداعمة له علي نحو  90 %  من الغوطة مع خروج الجماعات المسلحة والإرهابية من الغوطة الشرقية.
وقد حذّر موقع "المونيتور" الأميركي من تحوّل جنوب سوريا إلى منطقة مواجهة جديدة، مع انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الأميركي-الروسي وتقدّم الجيش السوري وحلفائه باتجاه معبر نصيب على الحدود الأردنية ومرتفعات الجولان، مؤكداً أنّ هذه التطورات تغيّر حسابات الأردن وإسرائيل.
درعا مصير الغوطة:
فقد كشف ممثل الحكومة السورية في اتفاق حلب" عمر رحمون" محافظة درعا، عن استعدادات للجيش السوري للتحرك لتطهير درعا من الجماعات المسلحة والارهابية.
وفي تغريدة نشرها عبر حسابه الشخصي في “تويتر”، مساء السبت 24 مارس، قال رحمون “إلى أهل درعا، أمامكم طريقان إما المصالحة أو مصير الغوطة”.
وفاوض رحمون نيابة عن الحكومة السورية في حلب، 14 يناير 2016، مقابل “الفاروق أبو بكر”، الذي فاوض عن مجلس قيادة حلب “الحرة”.
وشهدت الغوطة الشرقية عمليات عسكرية واسعة، تقدمت خلالها الجيش السوري في عمقها ثم فصلتها إلى ثلاثة أجزاء.
وفي تسجيل صوتي له نشرته حسابات مقربة من «جيش الإسلام» السبت 24مارس، خاطب بويضاني أهالي وميليشيات محافظة درعا، وقال «في الغوطة ثابتون لآخر قطرة، وحزمنا أمرنا على ألا نخرج منها»، معتبراً أن وجود «مجاهدين» بالقرب من العاصمة دمشق هو نصر لما سماه «الثورة السورية»، ويجب الحفاظ على هذه القوة المتمثلة بـ«جيش الإسلام» بحسب قوله.
ودعا ميليشيات الجنوب إلى التحرك لنصرة الغوطة، لافتاً إلى أن القوة العسكرية للجيش السوري ستتجه إلى درعا وإدلب بعد الانتهاء من ملف الغوطة.
وذكرت تقارير اعلامية سورية معارضة، أن الحكومة السورية عممت قائمة تتضمن أكثر من خمسة آلاف اسم من أبناء درعا، من المطلوبين للخدمة الاحتياطية.
واستنفرت قوات الجيش السوري  في محافظة درعا، خلال الأيام الماضية، تجهيزًا لمعركة مرتقبة قد تطلقها فصائل المعارضة قريبًا في أكثر من نقطة داخل المحافظة.
وتتقاسم قوات الجيش السوري وفصائل المعارضة المسلحة السيطرة على محافظة درعا، قوات الجيش السوري تسيطر على مركز مدينة درعا ومدينة الصنمين وازرع وبلدات المسمية وغباغب ومحجة وقرفا، إضافة إلى الطريق الدولي درعاـ دمشق وصولا إلى الحدود الإدارية مع ريف دمشق، والفصائل المعارضة تسيطر على الحدود الإدارية لمحافظات درعا (السويداء شرقا والقنيطرة والجولان المحتل غربا، إضافة إلى المعبرين الحدوديين مع الأردن) فضلا عن سيطرتها على مدن هامة كإنخل ونوى وبصرى الشام.
المساحات الأوسع في درعا تخضع للمعارضة، لكن المواقع ذات الأهمية الإستراتيجية تخضع للجيش السوري، خصوصا عاصمة المحافظة مدينة درعا والريف الشمالي للمحافظة على تخوم ريف دمشق، والبوابة الجنوبية الرئيسية للعاصمة دمشق.
الفصائل المسلحة في درعا:
وفي منطقة درعا يوجد العديد من الجماعات المسلحة والإرهابية، وهي تختلف في العدد والقدرات والتسليح، فهناك نحو 20 فصيل مسلح في سوريا، في مقدمتها "فرقة فلوجة حوران، تحالف ثوار الجيدور، الفرقة ٤٦ مشاة، فرقة العشائر، المجلس العسكري في القنيطرة، الفوج أول المدفعية، تحالف الجنوب، جيش أحرار العشائر، المجلس العسكري في الجيزة، فرقة ثوار الجنوب، قوات الحسم، فرقة الحق، ألوية العمري، ألوية الفرقان، جبهة ثوار سوريا، تحالف ثوار الجيدور" .
وفي نهاية ديسمبر 2017، أعلنت 4 من فصائل مسلحة في درعا، عن تشكيل تحالف جديد في الجنوب السوري، للتوحد في مواجهة أي تحرك عسكري لقوات الجيش السوري .
وتم تشكيل "تحالف ثوار الجيدور"، من فصائل "ألوية مجاهدي حوران، وألوية جيدور حوران، واللواء الأول مهام خاصة طويرش، ولواء أسامة بن زيد".
كما هناك لواء شهداء اليرموك، وهو جماعة إسلامية معتدلة ذات صلة بهيئة الأركان العامة. تأسس في محافظة درعا في أغسطس 2012 بعد دمج ثمان وحدات صغيرة. يعمل اللواء قرب الحدود السورية وهضبة الجولان المحتلة بقيادة بشار الزعبي. وفي مارس ومايو 2013، احتجز المقاتلون أفراد قوات حفظ السلام التي كانت تمر بالمنطقة منزوعة السلاح.
وهناك كتائب الوحدة الوطنية يقدر عدد مقاتليها ب 2000 تكونت في أغسطس 2012 وتقول أن وحداتها تتواجد في كل أرجاء سوريا. تقاتل من أجل "دولة مدنية ديمقراطية لكل العرقيات والمجموعات الاجتماعية." يتركز نشاط الكتائب في منطقة جسر الشغور في إدلب وفي جنوب دمشق، كما تتمركز في جبل الزاوية، درعا ودير الزور. وتفيد تقارير أن بعض مقاتليها ينتمون للأقليتين العلوية والإسماعيلية.
موقف الأردن:
في ما يتعلّق بالأردن، لفت موقع "المونيتور" الأميركي إلى أنّه يولي أهمية لفتح معبر نصيب لإنعاش اقتصاده، بعدما فشل في إقناع المعارضة المسلحة بتسليمه للجيش السوري، متخوفاً من الفوضى التي تعم المجموعات المسلحة: ففيما تحدّثت المجموعات المسلحة على الحدود الجنوبية عن توحيد جهودها في مواجهة الجيش السوري وحلفائه، ما زالت المجموعات المسلحة في درعا تعاني انشقاقات وتفتقر لبنية عسكرية متناسقة، ناهيك عن أنّ بعضاً من هذه المجموعات اشتبك مع بعضه البعض في شرق المحافظة.
الموقع الذي اعتبر أنّ التوترات الأميركية-الروسية تؤثر في قدرة عمان على التحرك وسط هذه الفوضى، استبعد اتخاذ عمان قراراً صائباً على مستوى سباق السيطرة على درعا، مشدداً على أنّ التحدي يكمن في المرحلة التي تعقب وصول الجيش السوري إلى الحدود الأردنية. وعليه تساءل الموقع: هل تشن المعارضة المسلحة هجوماً على الجيش السوري المنتشر على طول أوتوستراد دمشق-درعا؟ وهل يستخدم الجيش السوري التكتيكات نفسها التي اعتمدها في الغوطة الشرقية؟
على مستوى إسرائيل، توقّف الموقع عند صمت تل أبيب وعدم تحريكها ساكناً إزاء وصول الجيش السوري إلى خط وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في العام 1974 بجوار الحدود السورية-الأردنية، قائلاً إنّ الجيش السوري يوسع سيطرته عبر المقاتلين المحليين الذين يتردد أنّهم يخضعون لتدريبات على يد "حزب الله".
اهمية معركة "درعا"
يبدو"درعا" ستكون المحطة القادمة للصراع في سوريا، عقب سيطرة الحكومة السورية  علي الغوطة الشرقية، و يرى المراقبون ان الجيش السوري يستكمل عملياته العسكرية في ارياف درعا ودمشق والقنيطرة بهدف فصل الارياف وقطع خطوط الامداد عن الجماعات المسلحة والارهابية.
وتعد "درعا" من الجزء المكون لـ"سوريا المفيدة"، التي كان تحدث عنها الرئيس السوري بشار الأسد أكثر من مرة، وخاصة في خطاب يوليو عام 2015، الذي اعتبر فيه أن "الوطن لمن يدافع عنه، وليس لمن يسكن فيه ويحمل جنسيته"، وقد حدد، أيضاً، مناطق اعتبرها الأكثر أهمية للدفاع عنها، ومناطق دون ذلك يمكن التخلي عنها. 
كما تعد معركة درعا أهمية وجودية لكل الأطراف المشاركة أو المتفرجة، فالجيش السوري ومعه إيران، وهي إحدى الدول الضامنة لاتفاق مناطق خفض التوتر، يستكمل طريقه إلى الحدود الأردنية، فلدرعا  مهمة استراتيجية للجيش السروي، لقربها من حدود العاصمة دمشق، وبالتالي فإن سيطرة الفصائل المسلحة والارهابية عليها تعني القضاء على العمق الاستراتيجي الجنوبي للعاصمة دمشق، الأمر الذي سيؤدي إلى نقل المعارك إلى مشارفها، ويصبح ريف دمشق الغربي ساحة الاشتباك.
وفي إطار سياسية الجيش السوري بقطم المدن والقري من الجماعات المسلحة والإرهابية، قد تكون درعا الوجهة القادمة لعمليات الحكومة السورية مدعوما روسيان من أجل تطهير المحافظة من الجماعات الإرهابية، باختصار، فإن معركة درعا تعيد رسم خريطة "سوريا المفيدة" جنوباً، بعد ان أصبحت الخريطة الجديدة شمالاً قيد الإنجاز.

شارك