"المسلحون" وعائلاتهم يغادرون الغوطة.. والجيش السوري يزيل السواتر

الإثنين 26/مارس/2018 - 10:08 م
طباعة المسلحون وعائلاتهم
 
بدأ خروج المسلحين وعائلاتهم من الغوطة الشرقية تفعيلا للاتفاق المبدئي وبرعاية روسية بين الحكومة السورية والفصائل المسلحة في المنطقة على تنفيذ عملية إخراج المسلحين الثانية من نوعها خلال الأيام الأخيرة، وبدأت وحدات الجيش  بإزالة السواتر وفتح الشوارع في مدينة حرستا شرقي العاصمة السورية، تمهيدا لدخول عناصر الهندسة إليها، وذلك بعد مغادرة نحو خمسة آلاف من مسلحي جماعة "أحرار الشام"، التابعة للمعارضة المسلحة، المنطقة إلى إدلب.
من جانبه أكد مركز المصالحة الروسي في سوريا أنه منذ فتح الممرات الإنسانية في الغوطة الشرقية بريف دمشق تم إخراج ما مجموعه 114 ألفا و238 شخصا من المنطقة، وقال رئيس مركز المصالحة، اللواء يوري يفتوشينكو أنه خلال اليومين الأخيرين غادر الغوطة الشرقية 6440 شخصا من المسلحين مع أفراد عائلاتهم. وتم نقلهم إلى محافظة إدلب شمالي سوريا.
وكشفت تقارير إعلامية إلى أن التحضيرات بدأت في المنفذ الإنساني المقام في بلدة عربين لاستكمال انسحاب الدفعة الثالثة من المسلحين إلى محافظة إدلب من جيب جنوبي محاصر لهم في غوطة دمشق الشرقية، والإشارة إلى أن 81 حافلة تقل على متنها 5400 من مسلحي تنظيم "فيلق الرحمن" المعارض وأفراد عوائلهم الرافضين لتسوية أوضاعهم وصلت إلى إدلب، بعد خروجهم أمس من حي جوبر وبلدات عربين وزملكا وعين ترما، في إطار انسحاب الدفعة الثانية من العناصر المسلحة، فيما تم تجهيز 56 حافلة تقل 3641 شخصا، بمن فيهم 850 مسلحا، تمهيدا لنقلهم إلى إدلب.

المسلحون وعائلاتهم
وفى سياق أخر أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن نحو 6.5 ألف من المسلحين وأفراد عوائلهم غادروا الغوطة عبر منفذ عربين خلال اليومين الماضيين، بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع "فيلق الرحمن".، والإشارة إلى أن يوم الأحد فقط شهد خروج نحو 5.5 ألف مسلح مع أفراد عائلاتهم خرجوا من بلدة عربين إلى ريف إدلب شمال سوريا، والتأكيد على أن 81 حافلة تقل 5453 مسلحا وأفراد عائلاتهم غادرت أمس الأحد الغوطة الشرقية باتجاه محافظة إدلب.
ووصل العدد الإجمالي للمسلحين وعائلاتهم الذين خرجوا خلال يومي السبت والأحد نتيجة لاتفاق مركز المصالحة الروسي في سوريا مع قيادة فيلق الرحمن بلغ 6.5 ألف شخص "مسلحين+عائلاتهم" مؤكدة أن خروج المسلحين والمدنيين لا يزال مستمرا، والتأكيد على أن المسلحين غادروا المنطقة بضمانات من قبل الحكومة السورية ومركز المصالحة الروسي والهلال الأحمر السوري.
ويري محللون أن خروج المسلحين بدأ من جوبر وعربين وزملكا وعين ترما السبت المنصرم، بعد انسحاب عناصر جماعة "أحرار الشام" من مدينة حرستا شرقي دمشق، بموجب اتفاق مماثل أبرم بين الحكومة السورية وقيادة الجماعة تحت رعاية روسية، لتبقى بذلك مدينة "دوما" الخاضعة لسيطرة تنظيم "جيش الإسلام" آخر معقل للمعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية.، مع تواصل خروج عناصر المعارضة السورية المسلحة من غوطة دمشق الشرقية، تحمل الفصائل المسلحة بعضها البعض المسؤولية عن الإخفاق في صد تقدم القوات الحكومية في المنطقة.
ويري متابعون أن الصراع الذي احتدم بين فصيلي "فيلق الرحمن" و"جيش الإسلام" في عام 2016 أسفر عن تقسيم الغوطة إلى مناطق نفوذ، وكان يغذي أعمال العنف، ما أدى إلى ترجيح كفة الحكومة بين المواطنين، ونقلت تقارير اعلامية عن المتحدث العسكري باسم "جيش الإسلام" حمزة بيرقدار قوله : "فيلق الرحمن" رفض اقتراحا بإنشاء خط الدفاع المشترك في مواجهة تقدم الجيش السوري بالغوطة الشرقية، متهما مسلحي "الفيلق" بقطع إمدادات المياه اللازمة لإملاء الخنادق الدفاعية.
و شدد المتحدث باسم "فيلق الرحمن" وائل علوان المقيم في إسطنبول، في تصريح صحفي، على أن "جيش الإسلام" هو من يتحمل المسؤولية عن انهيار دفاعات المعارضة في الغوطة، قائلا إن "الفيلق" تعرض لـ"طعن في الظهر" من المنطقة التي كان من المقرر أن يدافع عنها مسلحو "جيش الإسلام".

المسلحون وعائلاتهم
وكشفت وكالة رويترز فى تقرير لها إلى أن الصراع بين "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن" يعكس الخلافات القائمة بين داعميهما، السعودية وقطر، مضيفة أن التشتت في صفوف المعارضة السورية كان أكبر نقطة ضعف لها اعتبارا من بداية الأزمة، بينما تجاوز الدعم العسكري الذي تقدمه روسيا وإيران إلى الحكومة السورية بكثير ما تحصل عليها الفصائل المعارضة من حلفائها الأجانب، بما فيها تركيا وقطر والسعودية والولايات المتحدة، والتأكيد على أن "دوريات تابعة للقوى الأمنية السورية والشرطة الروسية سترافق الحافلات من المعبر إلى آخر حاجز للجيش السوري عند قلعة المضيق بريف حماة". 
فى حين كشفت تقارير للحكومة السورية أن 77 حافلة تقل 5247 من المسلحين وعائلاتهم تستعد للخروج من زملكا وعربين وجوبر وعين ترما في الغوطة الشرقية عبر ممر عربين، والإشارة إلى أن الحافلات تدخل تباعا إلى أطراف بلدة عربين لنقل الدفعة الثانية من المسلحين وعائلاتهم الرافضين للمصالحة من جوبر وزملكا وعين ترما وعربين إلى إدلب، وذلك في سيناريو مشابه لاتفاق إخراج المسلحين وعائلاتهم من مدينة حرستا الذي أنجز أمس الأول لتعلن المدينة خالية من الإرهاب.
ونقلت فى السابق عشرات الحافلات عشرات المئات من المسلحين وعائلاتهم خرجت من البلدات المقرر إخلاؤها من السلاح والمسلحين ووصلت إلى مكان تجمع الحافلات على أطراف ممر عربين تمهيدا لنقلهم إلى إدلب.

شارك